د. محسن الشيخ آل حسان ">
وطني هو المكان الذي أشعر فيه بقيمتي كإِنسان، هو المكان الذي يمكنني العيش فيه دون خوف من الحاضر أو المستقبل، هو المكان الذي يحترمني الناس فيه، وهو المساحة الجغرافية من الأرض التي أجد عليها أصدقائي وأحبابي وأهلي وأقاربي المخلصين. وأخيراً، وطني هو المكان الذي أنتمي اليه وينتمي إلي.
إلا أن أعلى صور الانتماء وأسماها هي الانتماء للدين الإسلامي، وامتثالا لتعاليمه، والتزاما بأحكامه، وتطبيقا لأوامره ونواهيه، ثم الاعتزاز بذلك، والتفاعل مع قضاياه، والسعي في تحقيق المصالح التي يأمر بها، ودفع المضار التي ينهي عنها. وانتماء الإِنسان إلى وطنه هو انتماء يشمل كل الأمور التي تخصه. والوطن ليس مساحة جغرافية نعيش عليها فحسب، بل أكثر من ذلك بكثير. وكلمة وطن أشمل وأعم من ذلك بكثير. والوطن هو تاريخ الإِنسان، وجذوره، وأسلافه، ومخزونه الثقافي والاجتماعي والنفسي.
وعليه فإنَّ الانتماء للوطن هو جزء من الانتماء للدين بحكم الشرع أولا، ثم بحكم الفطرة، وسنن الله في الخلق. والوطن جزء من كيان الأمة الإسلامية ومحبته والولاء له والانتماء إليه، مما تقتضيه الضرورة وتدعو إليه الفطرة وتعاليم الشريعة الإسلامية، لأن الحفاظ على الوطن وصيانته هو قيمة إسلامية، ووطننا المملكة العربية السعودية قطعة غالية من جسد العالم الإسلامي وأهله وفصله وجذوره.
ومن مميزات الانتماء للدين ثم الوطن وجوب طاعة ولاة الأمر، وبطاعتهم يعم الأمن والأمان والاستقرار. ويكون المواطن مواطناً صالحاً، يعمل للخير، ويؤلف بين القلوب، لتسود الرحمة والتآخي، والتعاطف والإحسان بين الناس.
كلمة أخيرة، حب الوطن من الإيمان، والانتماء للوطن وحبه جزء لا يتجزأ من الدين الحنيف!