كتب - سلطان الحارثي:
لم يعد المتابع الرياضي يحتاج للكثير من البحث حتى يخرج بالانطباع (الكلي وليس الأولي) من الجمهور الهلالي عن إدارة الأمير نواف بن سعد للهلال.. فقط يحتاج من يبحث عن ذلك, لضغطة زر في البحث الخاص بموقع التواصل الاجتماعي تويتر, وقتها سيخرج بالانطباع الذي قد يحتاجه, فإدارة الأمير نواف بن سعد لم تحتج للكثير من الوقت حتى ينتظر الجمهور ويبدي رأيه فيها, بل إن الجمهور وحتى بعض النقاد قال رأيه التفصيلي في إدارة وجه السعد قبل أن تبدأ مهام عملها بشكل رسمي. نواف بن سعد الذي بدأت علاقته مع الهلال بشكل رسمي قبل ثماني سنوات حينما كان نائبا للرئيس, كسب ثقة الهلاليين منذ ذلك الوقت, وذلك من خلال فكر إداري متعمق في كرة القدم, اتضح للجميع من خلال كونه العقل المدبر في الهلال, والرجل الصارم الحازم الذي لا يقبل بالتهاون في أي أمر, كما أنه كان قريبا من جميع المنتمين للبيت الهلالي, وهذا ماجعل الجميع يتفق عليه, ويطالبون بتواجده على رأس الهرم الهلالي كرئيس للنادي الزعيم.
تلك هي بداية الثقة مابين الجمهور والمتابع والمراقب للشأن الهلالي وبين الأمير نواف بن سعد, أما أسباب تلك الثقة التي جعلت الجميع يتفق عليه، فقد جاءت بعد معرفتهم بحبه للزعيم, وقربه للنادي الكبير والذي كشف لنا ولهم قوته وصرامته في الدفاع عن حقوق النادي التي سلبت في وقت كانت فيه حقوق الهلال ضائعة, وهيبته على المحك, مما جعل الغالبية من محبي الهلال ينادون بالتغيير من أجل مصلحة عامة, فجاء الأمير نواف بن سعد, وبهيبته عادت هيبة الهلال, كما أعاد شيئا من بريق الهلال الذي اختفى بعد أن غاب عن أعين المحبين لوقت طويل!
إن المتابع للشأن الهلالي في هذا الوقت الذي يتبوأ فيه الأمير نواف بن سعد رئاسة أكبر وأعرق الأندية الآسيوية لا شك بأنه سينصفه من خلال عمل بدأ متكاملا, وحتى وإن كان في البداية, إلا أن البدايات دائما ماتعطي انطباعا لدى المتلقي, وبدايات الفريق الهلالي بعيدا عن النتائج وتحقيق البطولات تؤكد بأنه بدأ يسير في الطريق السليم والصحيح, والذي طالبنا به منذ مايقارب أربعة مواسم كان الهلال يسير فيها نحو الطريق الخطأ, ومن باب المهنية ومنذ بداية الأخطاء نبهنا ونبه (العقلاء المستقلين) وحذروا من مغبات تلك الأخطاء, ولكن لم يُسمع لهم, فكانت النتائج في النهاية غير متوقعة, مما جعل ردة الفعل في نهاية المطاف تكون عكسية على الإدارة السابقة, وهذا مالم نكن نتمناه, فالهدف من النقد هو التصحيح وتقويم الاعوجاج, وليس مماحكة لأحد كما كان يتوقع بعضهم!
لا علينا.. فهلال اليوم أصبح أكثر ثقة لدى المتابع له, والمحب العشاق, كيف لا ونحن نتحدث عن هلال عاد لسابق عنفوانه حينما كان ينتصر على الحكم قبل المنافس, وهذا ماحدث مؤخرا وفي مباراتي الهلال مع الوحدة في افتتاحية الدوري, وفي مباراته مع لخويا القطري في دور الثمانية من دوري أبطال آسيا, ففي الأولى كان له ركلة جزاء لم تحتسب, ولكن الحكم تغاضى عنها, وفي مباراته مع لخويا ألغي له هدف صحيح, ولم يُحتسب له ركلة جزاء واضحة للجميع, وتغاضى الحكم عن خشونة لاعبي فريق لخويا, ولكن لأن الهلال عاد كما كان, زعيما هيبته تسبق حضوره, انتصر على الوحدة بهدفين, ولم يجادل لاعبيه الحكم على ركلة جزاء لم تحتسب, وانتصر على لخويا بأربعة أهداف, وأيضا لم يخرج لاعبوه عن النص, أو يتحدثوا مع الحكم عن أخطائه الكوارثية!
هذا هو الهلال الذي نعرفه, وهذه هي قيمة الهلال التي جعلته زعيما لأكبر قارات العالم, فالزعامة لها ثمن, والهلال دفع ثمنها غاليا, حيث كُتب عليه منذ أن تأسس أن يحسب حساب الحكم قبل المنافس, وعليه أن يتغلب على أخطاء الحكم قبل أن يفكر في هز شباك المنافس!
خاتمة..
مع الأمير نواف بن سعد لا خوف على الهلال.. جملة لطالما سمعتها من محبي الهلال.. هي جملة تُحمل الأمير حملا ثقيلا, ولكنها جاءت بعد معرفتهم بفكره وعمقه الكروي.