كتب - سلطان الحارثي:
بعد مرور مايقارب السبعة أشهر من البحث عن مدرب للمنتخب السعودي, تعاقد اتحاد القدم مع المدرب الهولندي فان مارفيك الذي يحمل سجلا كبير, حيث سبق وأن نحج نجاحات كبيرة خاصة حينما قاد المنتخب الهولندي في نهائيات كأس العالم 2010 وأوصله للنهائي الذي خسره من المنتخب الإسباني بهدف مقابل لا شيء.
الجزيرة, طرحت اسم المدرب على عدد من المهتمين بالشأن الرياضي السعودي, لتعرف وجهة نظرهم حيال التعاقد مع الهولندي مارفيك, وهل هو الأنسب للكرة السعودية التي أصبحت تخرج من إخفاق لتواجه إخفاقا آخر، حيث التقت بكل من الدكتور حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي وعضو اتحاد القدم السعودي السابق, والمدرب الوطني نايف العنزي, واللاعب الدولي السابق محمد السويلم, والزميل الإعلامي عبدالله فلاتة.
المدلج: اللاعبون يجب أن يعرفوا مسئوليتهم
في البداية شدد الدكتور حافظ المدلج على أن التعاقد مع مدرب للمنتخب السعودي طال كثيرا, وكنا ننتظر ذلك منذ أكثر من عشرة أشهر, ولكن الحمدلله أننا وصلنا, خاصة وأن الاسم الذي تعاقد معه الاتحاد السعودي اسم عالمي ومعروف, ويكفي أنه أوصل منتخب هولندا لنهائي كأس العالم 2010, وهذه الفترة قد تكون من أفضل الفترات التي مرت على كرة القدم الهولندية, وكان من المفترض أن تفوز هولندا تحت قيادته بكأس العالم, ولكن الإحباط الذي تلا تلك البطولة جعل القائمين على المنتخب الهولندي يقيلونه من منصبه, ولكن في المجمل يبقى مارفيك مدربا له اسمه وسمعته.
وعما إذا كان هو المدرب الأنسب, قال: «النجاح على مستوى الأندية والمنتخبات يكون مشتركا بين ثلاثة أضلاع, لاعبين وإدارة وجهاز تدريبي, والمدرب لا يشكل أكثر من 20% من هذه المنظومة, والعبء الباقي على الاتحاد, من حيث توفير الأجواء المناسبة, والمباريات الودية المناسبة, وتوفير المعسكرات, وجدولة الدوري, وهذا عمل كبير مسؤوليته تقع على عاتق اتحاد القدم, أيضا اللاعبون عليهم مسؤولية ليشعروا بأهمية الشعار, وأهمية المنتخب, ويحرصوا على تقديم المستويات الكبيرة مع المنتخب مثلما يقدمونها مع أنديتهم والتي شفعت لهم بالانضمام للمنتخب, أما مارفيك والذي تمكن من تدريب أساطير هولندا, فبالتأكيد أنه قادر على تدريب اللاعبين السعوديين.
وحول مدة العقد, أجاب:»هي سنة قابلة للتجديد, ومن الأفضل لنا أن نوقع معه سنة قابلة للتجديد ولا نوقع معه عقدا لمدة أربع سنوات, وإذا أُقيل يحصل على مرتباته والشرط الجزائي, وبالتالي يُحمل ميزانية الاتحاد مالا تحتمل».
وعن المطلوب منه في الفترة الحالية, قال: «مارفيك كان معدل الفوز عنده 65%, ومن ثم انتقل لنادي هامبورغ الألماني وأصبح معدل الفوز عنده 23%, والفرق بين هذين المعدلين ليس في المدرب, إنما الفرق في الأجهزة الإدارية واللاعبين والأجواء المحيطة به, ولذلك نتمنى أن نكرر تجربته مع المنتخب الهولندي, بمعنى أن نوفر له أفضل الأجواء, أما المدرب فهو مطالب باختيار اللاعبين وفق مايراه ووفق متطلبات خطته, وألا يسمع للإعلام, ولا لمطالبات الشارع الرياضي بضم لاعبين أو إبعاد لاعبين, وضروري أن يلعب مع المنتخب السعودي مباريات ودية قوية, خاصة وإن المباريات القادمة ستكون ضعيفة, وهذه لن تجهزنا للمرحلة الصعبة».
العنزي: الكرة السعودية تحتاج لمدرب طموح
من جهته, أكد المدرب الوطني نايف العنزي بأن فان مارفيك كاسم يعتبر مدربا كبيرا, ودرب في نهائيات كأس العالم, وأوصل منتخب بلاده لنهائي كأس العالم 2010, ولكن هل الصفقة بالنسبة لنا ناجحة؟ نحن كقناعة شخصية لا نحتاج إلى مدرب عالمي بقدر مانحتاج لمدرب لديه طموح للنجاح, وهذا الكلام نابع من تجارب سابقة أثبتت فشلها مثل تجربتنا مع ريكارد, ناهيك عن التجارب التي شاهدناها مع الأندية».
وزاد: «حينما نأتي بمدرب مواصفاته أعلى من الإمكانيات الموجودة تكون وجهات النظر مختلفة, ولن يلتقي الطرفان عند نقطة معينة, إضافة إلى أن الطموح هو العامل الرئيسي لنجاح أي عمل وخاصة المدرب, وحينما يأتي مارفيك بعقد كبير, وهو صاحب اسم كبير, ودرب في كأس العالم, وقاد منتخب مثل هولندا لنهائي كأس العالم, ماذا بقي له من طموح حتى يحققه؟.
وأشار العنزي إلى أنه كان يتمنى التعاقد مع مدرب حتى وإن كان اسمه مغمورا, فهو بالتأكيد سيضيف لنا أكثر من اسم مارفيك الذي نتمنى له التوفيق والنجاح, ولكن القراءة الأولية تؤكد بأننا أخطأنا في التعاقد معه.
وعن مدة العقد, قال: «هي مجرد تضييع وقت, فالمدرسة الهولندية لا تناسبنا, وبودي أن أسأل من اختار مارفيك, على أي أساس تعاقدت مع مدرب من المدرسة الهولندية؟ ولماذا اخترت مدربا معروفا واسمه كبير؟.
وتابع:»أسلوب الكرة الهولندية لا يتناسب مع أسلوب وطريقة اللعب الموجودة لدينا في الأندية, ومن النادر جدا أن تجد ناديا سعوديا يلعب الكرة الشاملة, أو اللعب بطريقة 4/3/3, وهذا أمر سيؤثر على منتخبنا بقيادة مارفيك».
وأوضح العنزي بأن المطلوب من مارفيك هو التأهل لكأس العالم 2018, والتأهل لنهائيات كأس آسيا 2019, أما المطلوب من اتحاد القدم فهو توفير مايحتاجه المدرب من معسكرات, وعدم إعطاء المدرب كامل الحرية فيما يراه, فالمشاركة مع المدرب مطلوبة, خاصة وأن الأسماء الكبيرة علمتنا بأنها متى جاءت لتدريب فرق أو منتخبات تراها أقل منها يكون هناك تخبطات في عملها, مما يؤثر على العطاء العام.
السويلم: هناك فوضى في اتحاد القدم
من جانبه, أشار اللاعب الدولي السابق محمد السويلم إلى أن اسم مارفيك اسم كبير ومعروف, وصاحب تجربة ثرية مع المنتخب الهولندي, مستدركا, السؤال الذي يفرض نفسه, هل سيتواجد بالطموح الذي يحتاجه كل رياضي سعودي, من حيث إعادة الوضع الفني للكرة السعودية؟
وأضاف:»نحن لا نحتاج إلى اسم بقدر مانحتاج إلى طموح, والمفترض أن يقف اتحاد القدم على هذه النقطة, فهي تعتبر الأهم في مسيرة المنتخب السعودي».
وشدد السويلم على أن مارفيك كاسم لا خلاف عليه, ولكن هناك فوضى في اتحاد القدم انعكست على الأندية التي تحتاج إلى تنظيم كبير جدا.
وعن رؤيته في مدة العقد التي اقتصرت على سنة, أجاب: «قد يكون هناك نوع من الحذر لتجاوز كثير من المشاكل التي تعرض لها اتحاد القدم السعودي من خلال تعاقدات حملت الاتحاد مبالغ مالية كبيرة جدا, ولا يمكن أن ننسى السيد ريكارد ومبلغه الكبير الذي كان يتقاضاه, رغم أنه لم يقدم أي إضافة, ولذلك أعتقد بأن الإجراء الحالي مع مارفيك هو إجراء تحذيري لعدم الوقوع في المشاكل السابقة, وهي أيضا نوع من التجربة, رغم أنني أعتقد بأن المنتخب من المفترض أن يكون تجاوز التجارب, ومن المفترض أن يكون هناك هوية وشخصية للمنتخب, وعلى اتحاد القدم السعودي أن يركز بشكل كبير جدا لتوفير الاحتياجات التي تنقص الكرة السعودية, من خلال عمل المدرب, بالإضافة لوجود مشرف على المنتخب السعودي يملك القدرة على احتواء اللاعبين, والتعامل مع ثقافاتهم المختلفة».
وشدد السويلم على أنه يجب على المدرب أن يقف على مستوى اللاعبين, وأن يبحث عن الأفضل, وقال: «يجب على المدرب أن يبتعد ابتعادا كليا عن الأسماء, فمن يثبت نفسه, ويملك الطموح والرغبة للتواجد في صفوف المنتخب السعودي يجب أن يُضم, فهو الأحق بتمثيل المنتخب الوطني, وهذا الأمر غاب عنا في فترات سابقة, لأننا جاملنا الأسماء بعيدا عن العطاء الفني, والطموح الذي يجب أن يكون عنوانا لكل لاعب».
وعبر السويلم عن تفاؤله, وقال: «أنا دائما متفائل, ولكن نحن نعيش في فوضى إدارية في اتحاد القدم انعكست سلبيا على الأندية, وبالتالي أصبحت المخرجات الفنية سيئة مقابل مانصرفه من مبالغ مالية طائلة».
فلاته: المدرب يعرف كرتنا من مونديال 94
من جهة أخرى, شدد الزميل عبدالله فلاتة بأن اتحاد القدم تأخر كثيرا في التعاقد مع مدرب للمنتخب السعودي, مشيرا إلى أن الاتحاد حصر نفسه في المدرسة اللاتينية وتحديدا الأرجنتيين, ولذلك تأخروا, ولكن حينما اتجهوا لأوروبا وجدوا مدربين وتم التعاقد مع أحدهم بسهولة.
وعن رؤيته حول المدرب الجديد للمنتخب مارفيك, قال: «هو مدرب له اسمه الكبير حتى وإن كان خلال هذه الفترة عاطلا عن العمل, ولكنه في المجمل مدرب كبير, قاد منتخب هولندا لنهائي كأس العالم 2010, وله خبرة كبيرة في هذا المجال, وتصريحاته مؤخرا كانت تدل على أنه يعرف الكرة السعودية في القارة الآسيوية, وهولندا تحديد تعرف الكرة السعودية من خلال لقائها بمنتخبنا في كأس العالم عام 94, كما أن المدرسة الهولندية حققت معنا عمليات متباينة, حيث كانت ليوبنهاكر الذي درب منتخبنا لفترة محدودة أفكار لم تطبق ولذلك لم يستمر, أما فاندرليم فحقق معنا انجازات كبيرة, مثل كأس العرب وكأس الخليج, وكان مدربا ناجحا بشكل كبير, ويبقى ريكارد الذي فشل معنا فشلا ذريعا».
وتمنى فلاتة أن يستفيد المسؤولون عن المنتخب السعودي من أخطاء الماضي, لنوفر للمدرب عملية النجاح, وقال: «نحن بشكل أو بآخر نساهم في فشل المدربين من خلال عدة أمور, ولذلك يفترض أننا استفدنا من تلك الفترة, والمسؤولية هنا تقع على عاتق اتحاد القدم الذي يجب منح المدرب الثقة, ويكون مشاركا ومتابعا معه, وذلك من خلال حدود صلاحياته واختصاصياته, كما أن للإعلام دورا كبيرا في تهيئة الأمور سواء للمنتخب أو للجهاز الفني».
وأضاف:»نحن مللنا من الإخفاقات المتكررة للمنتخب السعودي والتي أعادتنا للوراء كثيرا, ولذلك نتمنى صادقين أن نتعاون ونلتف حول منتخبنا, ونساعد المدرب لتحقيق النجاح المنشود».
وعما إذا كان متخوفا من كون المدرب لا يملك طموحا, أجاب: «من يطرح ذلك الأمر قد يكون معه حق, ولكن المدرب يملك اسما كبيرا, ولذلك سيحاول المحافظة على اسمه وسمعته».
وختم فلاتة حديثه على أنه يجب على مارفيك متابعة الكرة السعودية بشكل متكامل, وعليه أن يكون صارما من حيث الاختيارات, بحيث يجب ألا يقبل بالتدخل, ويجب أن يكون لديه تنسيق كامل مع بعض المدربين العارفين بالكرة السعودية».
المعيبد: لم نتأخر في التعاقد
كما اتجهت الجزيرة لاتحاد القدم وتجاوب معها المتحدث الرسمي عدنان المعيبد, حيث أكد في البداية أنهم لم يتأخروا في التعاقد مع مدرب للمنتخب السعودي, حيث كانوا إلى ماقبل شهرين من الآن على وعد من المدرب بيلسا, واتفقوا معه على الخطوط العريضة, وحتى التفاصيل المالية كان متفق عليها, ولكننا تفاجأنا في آخر يوم من الموعد المنتظر باعتذاره, ولم ننته من هذا الموضوع إلا قريبا, كما أننا لم نبدأ فعليا في البحث عن مدرب إلا قبل شهرين.
وحول إصرارهم على جلب مدرب من أمريكا اللاتينية, قال: «صحيح, كنا نرغب في التعاقد مع مدرب من أمريكا اللاتينية ومن الأرجنتين بالذات, فهم مدربون كبار, ويهتمون بالقطاعات السنية بشكل كبير, ولهم تاريخ ممتاز, وقدموا أنفسهم بشكل جيد, وهم كمدربين مطلوبين بشكل كبير, ويتواجدون في كل مكان في العالم, ولكننا لم نوقع مع أحدهم بسبب الظروف, فالمدربون الكبار مرتبطون بعقود, وأمامهم تصفيات كأس العالم 2018, ولذلك من الصعب التعاقد مع أحدهم».
وعن تساؤل البعض لماذا التعاقد مع مدرب من المدرسة الهولندية, أجاب: «نمط المدرسة الهولندية قريب من الكرة الاسبانية, وقريب من الكرة اللاتينية, وهي تعتمد على اللعب الجماعي, وتعتمد على الأفراد, والهولنديون متمكنون من الجوانب الفردية, ومدرب مثل مارفيك حصل على بطولات مع عدد من الأندية, وقدم نفسه مع المنتخب الهولندي في ظل وجود مدربين هولنديين كبار, يوحي بأنه مدرب كبير, أما لماذا من جلبنا مدرب أوصل منتخب بلاده لنهائي كأس العالم, فأنا استغرب هذا السؤال».
وأضاف: «نحن كان لدينا مدربون من هولندا وبعضهم نجح وبعضهم فشل مثل ريكارد الذي لا يعد فشله فشلا للكرة الهولندية, وقد ينجح في مكان آخر».
وعما إذا كان مارفيك عاطلا, ولذلك تعاقد معه اتحاد القدم, قال: «هل استفسرتم عن المدربين الذين يحضرون للأندية, اليوم لا يوجد مدرب يلغي عقده, ومن يلغي عقده يلغيه لأسباب قد لا تكون مالية, وهناك مدربون حينما تنتهي عقودهم يريدون الراحة, والأمثلة على هذه الفئة كثيرة, وفي النهاية هو مدرب وليس لاعبا, فالفكر الإداري والفني يرسخ في عقولهم, ولا يمكن نسيانه».
وزاد: «كلمة عاطل لا تقال لمدرب كبير تأتيه العروض من كل مكان, إنما كانت رغبته عدم العمل في الوقت الذي يحتاج فيه لراحة».
وعن مدة العقد, قال: «نحن رغبتنا كانت لمدة سنة قابلة للتجديد, ومتى رأينا أننا نسير في الطريق الصحيح سنطلب التجديد معه بنفس المزايا المالية, وإذا وافق سنجدد معه».
فيما أوضح المعيبد بأن المدربين الوطنيين سيكونون مع المنتخب, حيث قال: «فيصل البدين سيكون مساعدا فنيا لأي مدرب يدرب المنتخب, أما يوسف العنبر وعبداللطيف الحسيني وأيضا فيصل البدين سيكونون أعضاء في اللجنة الفنية مع المدير الفني الموجود في اتحاد القدم».
وتابع: «نحن لن ننسى مدربينا الوطنيين, ولن نهملهم, ونحن نحتاجهم مع المدرب الجديد, ونحتاجهم في اللجنة الفنية».