تعليقاً على ما تنشره صحيفة الجزيرة حول القبض على العناصر الارهابية، قد يتبادر إلى الذهن أنه قل ما يجتمع صدق وإخلاص وفي نفس الوقت غباء، ولكن للأسف هو موجود فعلاً لدى بعض شبابنا المراهق فهم فعلاً صادقون مخلصون كما نحسبهم ولكن ينقصهم الفطنة والذكاء، كيف لا وهم يغرر بهم من بعض الجهات والمنظمات الإرهابية التكفيرية، وهذه الجهات بالطبع استغلت عاطفة صدقهم وإخلاصهم وتدينهم ودخلت عليهم من هذا الباب، فلذلك لا نجد أن هذه الجهات تستهدف الشباب غير المتدين لأنه لا يخدم أهدافهم، ولكن هدفهم هو الشاب المراهق المتدين فقد اجتمع فيه التدين والمراهقة وقلة العلم وعدم تحكيم العقل، والغريب كيف يفكر هؤلاء الشباب! أيعقل أن يصلوا إلى هذا المصير المجهول؟ فيا أسفاه عليك أيها الشاب كيف تذهب بقدمك إلى مسجد قوات الطوارئ وتدخل فيه وتشق صفوفه وتتوسط المسلمين وهم ركع وسجَّد في بيت من بيوت الله آمنون مطمئنون ثم تفجر فيهم نفسك تبتغي وراء ذلك رائحة الجنة.. فيا عجبي!!
عند تفجير بعض مساجد الشيعة كانوا يقولون إنهم كفار وإنهم يسبون الصحابة وغير ذلك من عقيدتهم لتكون مسوغاً لأعمالهم الإجرامية، ومع اختلافنا مع الشيعة من الناحية المذهبية ولكن لا يكون ذلك مبرراً لهذه الأعمال الإجرامية البيغضة، فمن حقهم العيش على أرض وطنهم وهم مطمئنون آمنون، ولهم حق المواطنة والجوار، وعلينا دعوتهم للطريق المستقيم والدعاء لهم بالهداية وليس بالاعتداء عليهم بغير حق بمثل هذه الطريقة المقيتة، وكذلك من باب أولى المسلمين الموحدين من أهل السنة، نسأل الله أن يعيذنا من الفتن والضلال وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد، ونؤكد على جميع أولياء الأمور الانتباه لأبنائهم ومتابعتهم في حياتهم العامة، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي فهي المدخل والباب الذي يغرر بأبنائنا المخلصين الصادقين من خلاله.
لست شاعراً ولكن أهدي هذه الكلمات البسيطة لشبابنا العاقل:
قسماً وربي، العين تذرف دمعها
حزناً على اخوان ركعاً سجداً
كيف السبيل إلى عقول شبابنا
في الصبح مسلماً ثم يمسي ملحدا
أين الابوة والامومة اين هي
يا غافلين أفيقوا للمترصدا
يا أيها الشباب المغرر اصغ لي
اسمع كلاماً من أخيك المنجدا
كان ابن ملجم قارىء القرآن في
مسجد رسول الله خير الموردا
لم يثنه هذا الصلاح بأنه
يقتل علياً قائماً بالمسجدا
فهو الشقي وأشقى بعث الآخرين
قد قاله خير البرية مولدا
فإحذر أناسا خارجين بدينهم
لا تصغهم سمعك ولا تعقد يدا
والزم بطاعة أولياء أمورنا
واحكم بعقلك ما لطريق المرشدا
- مقحم السهلي