فهد بن جليد
لا أعرف الهدف من وضع (خِرقة سوداء) في مؤخرة سيارة يقودها عامل؟ يُمكنك ملاحظة ذلك بكل وضوح في شوارعنا، خصوصاً في سيارات النقل الثقيل، أو الحافلات الخاصة بنقل العمال، وكذلك في بعض سيارات الأجرة العامة؟!
هي تصرفات يقوم بها بعض السائقين، وتتكاثر يوماً بعد آخر, لا تفسير أملكه حول وضع هذه (الأقمشة)، أو السلاسل، أو بعض العبارات المكتوبة باللغات المحلية لهؤلاء، إلا أنها طقوس دينية، أو تعويذات شركية، بهدف صرف السحر والعين والحسد، والحفظ من الحوادث ونحو ذلك، لا أعرف هل هي مسؤولية المرور؟ أم مسؤولية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أم هي مسؤوليتا كمجتمع، خصوصاً رجال الأعمال، والمسئولين عن تلك السيارات؟!
بإمكانك النظر اليوم في الطرق الرئيسية، خصوصاً وقت عودة العمال مع مغيب الشمس، لترصد وتشاهد هذه المركبات والحافلات، وقد بدأت الأقمشة واضحة إما في مؤخرة السيارة، أو في مرايا الأبواب، أو يتم ربطها في (مساحات) الزجاج الأمامي!
كل ما نعرفه عن الكتابة على السيارات أو تزيينها قديماً هو أنها (دفتر معاناة)، وهذا ليس خاصاً بالمجتمع السعودي، فكل المجتمعات العربية تعاني من مثل هذا الأمر، فإذا كانت أشهر العبارات التوعوية في شوارعنا هي (صلِ قبل أن يُصلى عليك)، أو (هل صليت الفجر في جماعة)؟، دخل على الخط فكرة (اسألني؟!) باللغة العربية والإنجليزية، لتحل هذه العبارات مكان أبيات شعرية قديمة على طريقة (على كف القدر نمشي، ولا ندري عن المكتوب)، وتطورت المسألة حتى وصلت اليوم إلى عبارات أو رموز (شبابية) لها دلالات خطيرة أو شاذة يفهمها الشباب فيما بينهم؟!
هواية تزيين السيارات أمر مُختلف عن ممارسات مركبات العمال، وهي مقبولة في حدود المعقول، مثلما يفعله بعض سائقي سيارات الأجرة، من وضع (دناديش)، وريش (حمام) أو (نعام)، إضافة إلى (المرايا الداخلية)، و(مراوح التبريد الإضافية)، .. إلخ، أما ما نشاهده هنا فهو أمر مخيف؟ لا يجب السكوت عليه، ويجب البحث حول دلالات هذه الأقمشة، والسلاسل، وإذا ما كانت مرتبطة بمعتقدات معينة؟ أو جماعات معينة؟ أو لها دلالات محظورة؟!
تزيين مركبات العمال ومعداتهم، بالأقمشة السوداء، والسلاسل، والعبارات غير المعروفة، أمر يجب التصدي له، وفهم المغزى منه؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.