عبدالواحد المشيقح
رقم مخيف ومخجل.. ذلك الذي وصلته أنديتنا في الموسم الفائت.. بإلغاء عقود مدربيها.. فالرقم الذي وصلنا إليه غير منطقي.. وغير مستساغ.. فمهما كانت الدوافع والمسببات فإننا لا نقبلها.. ولا يمكننا هضمها. واللافت للنظر أن ظاهرة إلغاء العقود تنمو وتتزايد بصورة كبيرة في كل موسم..!
المشكلة أننا دائما نضع المدربين (هُم) الشماعة التي تعلِّق عليها الإدارات فشلها.. وهُم أيضاً الحلقة الأضعف عند حدوث أي إخفاق للفِرق.. قطعاً الإدارة - أي إدارة - ليس أمامها حل عند تراجع فريقها غير إلغاء عقد المدرب.. فالمسألة لديهم تبرئة موقفهم.. وعدم تحميل صاحب المسؤولية مسؤوليته..!
مَنْ يتحكم بقرار إلغاء العقود بعد (خسارة) مباراة؟.. فعقد المدرب قابل للإلغاء وجاهز للتوقيع متى ما حدثت الخسارة.. وبدأت أصوات الانتقادات تظهر من الإعلام والجماهير والإداريين.. حينها سيكونون جاهزين للإعلان..!
في هذا الموسم أُلغي عقد مدرب الرائد من جولتين فقط.. وفي النصر تعالت الأصوات بإلغاء عقد دايسلفا.. وخسارة أي نقطة في الجولة القادمة من الدوري ستطيح به.. رغم أن هذا المدرب حقق بطولة الدوري العام الماضي.. والغالبية أشادوا بعمله.. ولم تظهر تلك الأصوات إلا بعد خسارة السوبر.. أي أن المقيمين والمنظرين لم تظهر مطالبهم إلا بعد الخسارة من المنافس.. مما يعني أن العاطفة تتحكم في القرارات..!
دايسلفا حقق الموسم الفائت بطولة الدوري.. ولم نسمع صوتاً واحداً يطالب برحيله.. وعندما حدثت خسارة الهلال بالسوبر - وهي برأيي خسارة طبيعية - تعالت الأصوات بضرورة تنحيته من منصبه..!
الذي أعنيه أننا نصمت عند الفوز.. وتتعالى أصواتنا عند أي هزة.. ولا ننظر للظروف والأسباب التي أدت للتراجع.. فمدرب النصر تراجع فريقه بسبب التأخر في إقامة معسكره الخارجي.. وغياب عناصر مؤثرة في صفوفه.. إما بسبب الإصابات أو الإيقافات.. وهذان الأمران ليس له يد فيهما.. كما أنه لم يؤخذ بالحسبان أن اللاعب غير السعودي في النصر غير مؤثر، ولا يصنع الفارق.. وهذا أمر أيضاً لا يتحمله.. فما ذنبه حتى يتحمل المسؤولية..؟!
لست مدافعاً عن أخطاء المدربين.. ولست ضد رحيل بعضهم.. لكن ذلك يكون عندما نعلم علم اليقين عدم مقدرته على تطوير الفريق.. ولم نلمس أي ارتفاع في الأداء.. بعد منحه الوقت والفرصة الكافيَيْن.. ولكن أن نحكم عليه من خلال مباراة أو مباراتين فهذا يعد ضرباً من ضروب العبث الإداري.. وسلبية عجزنا عن التخلص منها..!
الإعلامي المختلف..!
جميل جداً أن يجد الزميل الأستاذ محمد البكر هذا التقدير.. والاحتفاء.. والوفاء.. فهذا التكريم يعبِّر عن مدى الحب الذي يكنه الجميع لهذا الإعلامي (المختلف) الذي لم يبخل بالعطاء المتميز.. الذي لم يكن بالإمكان تقديمه لولا توافر (الموهبة) الإعلامية لديه.
لقد كان محمد البكر إعلامياً (نادراً) متكامل الصفات.. مبدعاً إلى أكبر درجات الإبداع والتألق.. ترك لكل محبي قلمه وصوته أثراً طيباً.. وانطباعاً جميلاً.. فقد كان صوته مميزاً.. ويقدِّم شرحاً وافياً لطرق اللعب.. ونجاح أو فشل تغييرات المدربين.. بطريقة لا يقدمها المحللون الفنيون.. ويقدم العبارات والمعلومات المناسبة. والبكر دائماً يلقى إشادة الجميع بالأطروحات التي كان يقدمها.. وعندما يتم تكريمه اليوم فذلك مرده إلى أن الجميع يدرك حجم العطاء الذي قدمه.. وتقديراً لتاريخه الإعلامي المشرف.
البكر أمضى 36 عاماً بالإعلام من خلال عمله محرراً صحفياً، ومن ثم مدير تحرير، إلى أن وصل إلى منصب نائب رئيس التحرير، وقبل ذلك معلق رياضي.. كل تلك السنوات الطويلة كانت حافلة بالعطاء المشرف. وبشهادة الجميع يتمتع البكر بخلق عال جداً.. ويملك علاقات واسعة.. وهو رجل مواقف.. ويسعى لنجاح من يعمل معه.. قبل سعيه لنجاحه. في القسم الرياضي بالزميلة (اليوم) اختار (الصفوة) للعمل معه، وقدمت صحيفة اليوم صفحات متميزة.. اهتمت بالأندية كافة.. حتى باتت مطلباً للقارئ.
دعاؤنا بالتوفيق والنجاح لزميلنا الراقي محمد البكر في مرحلته القادمة.. والشكر للجنة المنظمة لهذا الحفل.. الشكر لعضوَيْ اللجنة الزميلَيْن أحمد العجلان وطلال الغامدي على جهدهما الواضح لتكريم الإعلامي المختلف.
آخر الكلام
التعاون واصل حضوره القوي؛ فهو يقدم كرة جميلة وممتعة. أتمنى أن لا ينظر التعاونيون لمن يحاول زرع الشوك في طريق نجاحهم، وأتمنى أن لا يعيروهم أدنى اهتمام؛ فهدفهم واضح وصريح؛ فقد أغاظهم نجاح وتفوُّق الفريق..!