217 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة ينهون برامج تدريبية وتأهيلية متكاملة ضمن الأندية الصيفية رعاها بنك الرياض في الرياض والباحة وحائل ">
أنهى 72 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة الباحة، برنامجًا تدريبيًا وتأهيليًا ومعرفيًا متكاملاً ضمن «النادي الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة» أنجزه فرع جمعية الأطفال المعوقين بالباحة بمبادرة رعاها بنك الرياض للعام الثاني على التوالي، واشتمل النادي على 6 مسارات تدريبية متنوعة ضمن مبادرة تنموية متميزة أسهمت في توفير بيئة تفاعلية وتنافسية إيجابية لتحفيز قدرات هؤلاء الأطفال وتنمية مهاراتهم.
على الجهة المقابلة وتحديدًا في منطقة حائل، كان 35 طفلاً آخرون يحتفلون بختام برامجهم التدريبية في النسخة الثانية من نادي هدكا الصيفي لأطفال التوحد ضمن مبادرة مماثلة يتبنى إطلاقها بنك الرياض بالتعاون مع الجمعية الخيرية لرعاية المعاقين بحائل لغرض تقديم وجبات معرفية وذهنية وعلاجية لهؤلاء الأطفال تعزز من دمجهم في المجتمع.
وتعود فكرة الأندية الصيفية لذوي الاحتياجات الخاصة إلى تسع سنوات قبل أن تنضج وتتسع مظلتها لتشمل المزيد من الأطفال من ذوي مختلف حالات الاحتياجات الخاصة بما في ذلك التوحد، ومتلازمة داون، والإعاقات العقلية والحركية. حيث كانت باكورة تلك الأندية مع تنظيم الدورة الأولى لمركز نادي الشباب الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة بالرياض الذي جاء كثمرة تعاون بين نادي الشباب وبدعم من بنك الرياض، واحتفى هذا العام بتنظيم الدورة التاسعة منه بمشاركة 110 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعلى مدار تلك السنوات أثبتت تجربة الأندية الصيفية، في كل من الرياض والباحة وحائل، فاعليتها في المجتمع وقدرتها على تسخير بيئة حاضنة ومحفّزة لأطفال المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتيح تلك الأندية أمام الأطفال الملتحقين بها، فرص تلقي العديد من البرامج التدريبية والتأهيلية التي تتراوح بين دورات تحفيظ القرآن، وجلسات التأهيل في النطق والتخاطب والعلاج الوظيفي والطبيعي، ودورات السباحة والحاسب الآلي، إلى جانب دورات تدريبية في مجال الرسم وصناعة الفخار والرسم على الرمل، إضافة إلى إقامة دورات رياضية وترفيهية متنوعة، كل ذلك يتم تحت إشراف فريق من الاختصاصيات والاختصاصيين، فيما لم يغب عن تلك الأندية تنظيم زيارات ميدانية للتعريف بحقوق المعوقين والتوعية بكيفية التعامل معهم وتسهيل دمجهم في المجتمع. ويرى نائب الرئيس التنفيذي للتسويق - المشرف العام على برامج خدمة المجتمع في بنك الرياض محمد عبدالعزيز الربيعة أن الأندية الصيفية لذوي الاحتياجات الخاصة في كل من الرياض والباحة وحائل، تمثل إحدى المبادرات النوعية التي أثبتت أهمية تكاتف الجهود من أجل الأخذ بأيدي تلك الفئة الغالية على قلوبنا من أبناء المجتمع، وتوجيه طاقاتهم نحو المسار الصحيح من خلال توفير بيئة محفّزة يمكن من خلالها استثمار أوقات فراغ هؤلاء الأطفال، وتنمية مهاراتهم، ومساعدة ذويهم في تسهيل اندماجهم بالمجتمع. ويضيف الربيعة أن بنك الرياض قد أخذ على عاتقه التكفل بنفقات إقامة تلك الأندية من خلال شراكته المجتمعية مع الجهات المنظّمة، وسعى إلى توفير كافة الإمكانات لإنجاح تجربتها، والعمل على تطوير أدواتها وتوسيع نطاقاتها، والحرص على تنفيذها وفقًا لأعلى المعايير للحفاظ على جودة مخرجاتها، مؤكدًا اعتزاز بنك الرياض بالنجاح اللافت الذي حققته تلك الأندية. بدورها، فإن الجهات المنظّمة للأندية الصيفية لذوي الاحتياجات الخاصة تشيد بمخرجات تلك الأندية، وما حققته من نتائج إيجابية فاقت التوقعات وألقت بظلالها على النواحي النفسية والذهنية والإدراكية للأطفال المنتسبين وحتى على ذويهم. واعتبر مدير مركز جمعية الأطفال المعوقين بالباحة الدكتور محمد بن عبدالرحمن السعدي أن أهمية النادي تكمن بقدرته على إيجاد بيئة خصبة لاحتضان هؤلاء الأطفال خلال فترة الصيف، وتمكينهم من اكتساب المهارات المعرفية والذهنية والبدنية التي أسهمت وبدون شك في تطوير شخصيتهم وادفع بهم نحو الأمام، معتبرًا أن تجربة النادي كانت ناجحة بكل المقاييس.
ويوضح السعدي أن كافة المسارات التدريبية للنادي تم تنفيذها من خلال متخصصين، مع الحرص على تنويع البرامج وعدم حصرها في مجال واحد لزيادة حيوية النادي، حيث اشتمل النادي على برامج تأهيلية في مجال العلاج الطبيعي والوظيفي وتنمية المهارات العقلية وحلقات لتحفيظ القرآن وبرنامج الشيف الصغير وبرامج معرفية في مجال الحاسب الآلي، ودورات للمواهب في مجال الرسم وصناعة الفخار، إضافة إلى الجانب الترفيهي الذي اشتمله النادي من خلال دورات السباحة والجري وسباق الماراثون. وأعرب السعدي عن شكره وتقديره للدعم والمساندة التي قدّمها بنك الرياض لإقامة وإنجاح النادي، وما أبداه البنك من تجاوب لافت لتسخير الإمكانات اللازمة لإنجازه على هذا المستوى المتميز، لافتًا إلى ذلك يعكس الدور الريادي للبنك في خدمة المجتمع، وبالتزامه الوثيق بمسؤوليته الاجتماعية ووفائه لمجتمعه وأفراده. ورافق تلك الأندية أصداء إيجابية من قبل ذوي الأطفال المشاركين، الذين أعربوا بدورهم عن إعجابهم وتقديرهم لفكرتها، والأثر الإيجابي الذي حققته في نفوس أبنائهم. واعتبرت (والدة الطفل حمود من مركز نادي الشباب الصيفي) أن النادي أنهى حالة العزلة والفراغ الكبير الذي يعاني منها ولدها وتحديدًا خلال فترة الإجازة الصيفية، «إذ إنها المرة السادسة التي يتاح لابنها المشاركة في فعاليات خارج نطاق المدرسة، الأمر الذي انعكس على نفسيته بشكل إيجابي» وتضيف لقد لمسنا طيلة فترة انعقاد النادي مدى سعادة ابني بالأنشطة التي يمارسها، وبهذه المناسبة أود أن أشكر كافة القائمين على هذا النادي من المشرفين والمتخصصين وبنك الرياض».
أما (والد الطفل ريان من نادي الباحة) فيعلق بقوله: «النادي مكّنني من اكتشاف موهبة حفظ القرآن لدى ابني، إلى جانب تمكينه من مهارة السباحة، وهذه الأمور ستساعده في النظر إلى نفسه بإيجابية عالية وفي تغيير رؤيته للمجتمع بل وتشجيعه للاندماج والتغلب على إعاقته، فكل الشكر لكل من ساهم في إقامة هذا النادي الذي نأمل أن يستمر خلال السنوات القادمة».