بندر عبد الله السنيدي ">
إن تعدد الزوجات سُنَّة نبوية تكاد تندثر إن لم تكن اندثرت بالفعل، وواجب علينا إحياؤها بأي شكل من الأشكال، في ظل تخطي رقم العنوسة في مجتمعنا السعودي إلى ما يقارب أربعة ملايين عانس.
في هذا المقام لن أتحدث عن الأسباب والدوافع التي أوصلت هذا الرقم إلى ما هو عليه. ما يهم في المقام الأول هو حل المشكلة بعيداً عن الأسباب التي فاقمت هذا الرقم المخيف. صحيح أن من أولويات حل المشكلة معرفة أسبابها ولاشك، ولكني أعتقد يقيناً أن أسبابها واضحة للعيان. منها غلاء المهور وكذلك زيادة نسبة الولادة للبنات دون الذكور، عوضاً عن النسبة العالية في وفيات الرجال، وكل شيء لحكمة أوجدها لله عز وجل. واستنادًا إلى إحصاءات وزارة الخدمة الاجتماعية فإنَّ نسب العنوسة في المملكة، كمعيار لتحديد نسبة العنوسة، تقاس بتجاوز الفتيات سن الثلاثين، أنها تجاوزت النسب الطبيعية، ويجب معالجتها. وبالحديث عن حالات الطلاق التي لم يكتب الله لها النجاح نجد أن تقارير إحصائية سعودية رسمية أوضحت ارتفاع حالات الطلاق في المحاكم السعودية إلى 33 في المئة خلال العامين الماضيين، وأن 18 في المئة من حالات الزواج تنتهي بالطلاق، وأن نسبة حالات الطلاق خلال العام الجاري 2015 بلغت نحو ثلاثة أضعاف حالات الزواج، تتصدر مدينة جدة هذا الواقع المأساوي وللأسف بين المدن السعودية. في المقابل أوضحت وزارة العدل السعودية أن ما يقارب 33954 حالة طلاق خلال العام الماضي 2014، فيما بلغت حالات الخلع 434 حالة، بينما بلغت حالات الزيجات 11817 حالة زواج. وقد أوضحت الإحصائية أن أعداد حالات الطلاق خلال العام الماضي 2014 زادت بأكثر من 8371 حالة طلاق عن العام الماضي.
زواج السعوديات من أجانب ظهر مؤخراً في مجتمعنا السعودي، حيث صرحت وزارة العدل بأن المحاكم السعودية سجلت الأشهر الخمسة الماضية ما يقارب 1114 حالة زواج سعودية من أجنبي، بغض النظر عمن يتزوجن خارج البلاد، يتصدر تلك الجنسيات الخليج ومصر والأردن وسوريا، بينما يقل العدد للجنسيات الأخرى، أي بمعدل زواج سبع سعوديات من أجانب يومياً.
يا ترى ما الأسباب والدوافع لتلك الخطوة؟ هل هو عزوف الرجال عن الاقتران بزوجة أخرى؟ وما هي المعوقات التي تواجه أبناء الزوجة السعودية من أجنبي مستقبلاً ؟ هل سنة طيبة أوجدها الشرع الحنيف اختفت بين الرجال ! وهي الزواج بزوجة ثانية. لا بُدَّ أن نتكاتف من أجل إحياء هذه السنة، كما تكاتفت النساء على دفنها واستطعن أن يفرضن سيطرتهن وبقوة، وأصبح الرجل رغم حبه وأمنيته وشغفه بالزواج من الثانية ورغم قدرات غالبيتهم لكنهم يشعرون بأنهم مكتوفو الأيدي أمام زوجاتهم، ولا يتجرؤون حتى على مناقشة الموضوع حتى بالكلام ليتعرفوا على الأقل رأي زوجاتهم بالرغم من أنه حق من حقوقهم الدينية.
همسة في أذن كل رجل قادر وهي عدم الخوف من الزوجات فمرضاة الله هي مبتغانا لا أكثر. فهناك عوانس كثر في المجتمع بسبب إهمال تطبيق هذه السنة الطيبة. والمؤمن القوي احب عند الله من المؤمن الضعيف.