صالح العبد الرحمن التويجري ">
لاشك أنّ كل شيء لا يتم إلا بأمر من الله سبحانه، وفي الحديث (فر من المجذوم فرارك من الأسد وفي الآخر إياكم والطيرة)، وظهور أنواع من الأمراض بين فترة وأخرى لا يستغرب بسبب التلوث الحاصل على الأرض، بل هو من أفعال الخلق وإن لم يكن مقصوداً بذاته، ومرض الكرونا منذ ظهر على السطح وصار له وفيات فقد أصاب الناس الذعر أو الخوف، لأن وفياته قريب من نصف مصابيه فيعتبر ولاشك أنه وباء، خاصة إذا علمنا أن عدد مصابيه منذ ظهوره بالمملكة في يونيو 2012م بلغ 1115 حالة شفي منها 590 حالة وتوفيت 480 حالة، ويبدو أن الـ145 لا يزالون تحت العلاج، فمن منهم سيشفى ومن سيرحل (وزارة الصحة في 6 ذي القعدة 1436هـ)، بل يؤيد ذلك ما كشفته إدارة مستشفى الحرس الوطني أيضاً عن حصول 31 حالة مصابة بالفيروس بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض توفي منهم 12 حالة، وعلى أثر ذلك طبقت المدينة إجراءات صارمة أثناء استقبال مراجعي الطوارئ وحتى على المراجعين للعيادات الخارجية، وتخصيص ثلاثة أجنحة عزل خاصة لاستيعاب الحالات المشتبه بها والمؤكدة، بقي هنا أن نعرف الإصابات ببقية المستشفيات سواء التابعة لوزارة الدفاع والداخلية والمستشفيات الجامعية والمستشفيات الخاصة (ومن أجل معرفة الإصابات اليومية في المملكة، يجب أن يكون هناك مركز عمليات تتوفر لديه إحصائية يومية عن المصابين بهذا الفيروس ومن تأكدت إصابته ومن تأكدت براءته ومن توفي منهم)، فليس التعتيم من مصلحة المواطنين ولا المقيمين ولا الدولة، ولاشك أن العلم بالإصابات اليومية، وما يترتب عليها يصب في مجال الوقاية بإذن الله.
حمانا الله جميعاً ورحم موتانا وشفى مصابينا، وزيادة في الحذر أرى أنه لزام على المستشفيات أن تجعل قسم الطوارئ بعيداً عن المستشفى وبمبنى يمكن التحرص عليه وتطهيره في نهاية كل يوم، وبما أن تربية الإبل منتشرة في هذا الوطن فلا ضير من طرح أول سؤال على المريض هل لديك إبل؟ فإن كان بنعم فتؤخذ جميع الاحتياطات من أجل حماية بقية أفراد الأسرة حماية لهم وللمجتمع وبالله التوفيق.