موسكو - سعيد طانيوس:
تراجعت أسعار النفط أمس مع تواصل المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، وصدور بيانات اقتصادية صينية ضعيفة، عززت المخاوف بشأن نمو اقتصاد الصين, فيما ظهرت تعقيدات جديدة في وجه «الخط التركي» الذي اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيصال الغاز الروسي إلى دول جنوب أوروبا عبر الأراضي التركية.
وتأثرت أسعار النفط العالمية مطلع الأسبوع بما كشفته بيانات اقتصادية عن أن نمو إنتاج المصانع في الصين في أغسطس الماضي جاء بوتيرة أقل من المتوقع؛ وهذا ما أدى إلى تنامي المخاوف بشأن نمو الاقتصاد الصيني خلال العام الحالي؛ إذ تشير توقعات إلى أن النمو الاقتصادي الصيني في الربع الثالث سيكون دون 7 % لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية. وبلغ إنتاج المصانع في أغسطس الماضي 6.1 % مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، مخالفاً توقعات الأسواق التي أشارت إلى زيادة 6.4 % مقارنة مع 6 % في يوليو الماضي. كما تباطأ نمو الاستثمار العقاري في الصين إلى 3.5 % في الـ 8 أشهر الأولى من العام عن الفترة المماثلة من العام الماضي، رغم أن المساحات العقارية المبيعة ارتفعت 7.2 %.
وبحلول ظهر الاثنين بتوقيت المملكة انخفض سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم أكتوبر بمقدار 62 سنتاً، بما نسبته 1.28 %، إلى 47.52 دولار للبرميل, فيما استقر سعر الخام الأمريكي عند مستوى 44.38 دولار للبرميل مدعوماً بتراجع أنشطة التنقيب في الولايات المتحدة؛ إذ انخفض عدد منصات التنقيب عن الخام في الولايات المتحدة بمقدار 10 منصات؛ ليصل إلى 652 منصة في الأسبوع الماضي مسجلة ثاني أسبوع متتالٍ من الهبوط.
وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة يوم الجمعة الماضي أن يبلغ إنتاج النفط في الولايات المتحدة العام المقبل أدنى مستوياته منذ 1992، نتيجة هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية. وقالت إن تراجع أسعار النفط سيجبر المنتجين من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، ومن بينهم الولايات المتحدة، على خفض إنتاجهم العام المقبل بأعلى وتيرة في أكثر من عقدين، بما يعيد التوازن لسوق النفط المتخمة بالمعروض. ولفتت أوبك إلى أن تهاوي أسعار النفط يكبح الإنتاج العالي التكلفة، وهو ما قد يسفر عن فقدان نصف مليون برميل يومياً العام المقبل، مشيرة إلى أنها تتوقع أن ينكمش إنتاج النفط الأمريكي الخفيف بواقع 0.4 مليون برميل يومياً العام المقبل.
من جهة ثانية, ظهرت تعقيدات مفاجئة في وجه خطط روسيا لإمداد جنوب أوروبا بالغاز الروسي عبر ما يسمى بـ»الخط التركي»؛ إذ طالب وزير الطاقة في الحكومة التركية المؤقتة علي رضا الأبويون روسيا بتقديم خصم على سعر الغاز الروسي المورد إلى بلاده عبر «الخط التركي» بقيمة 10,25 %، بدون شروط، وقبل البدء في إنشاء المشروع. وقال الوزير التركي لوكالة «سبوتنك» الروسية الرسمية إنه «خلال المباحثات مع الجانب الروسي حول الخط التركي للغاز الروسي ظهرت بعض الإشكاليات بخصوص منحنا خصماً بقيمة 10,25 %. شركاؤنا الروس تحدثوا عن الأمر بشكل شفوي، وقالوا إنهم سيبحثون قيمة الخصم عند الشروع في الإنشاء. ونحن نعتقد أن هذا غير صحيح. يجب تحديد الخصم بدون شروط مسبقة».
وأوضح أن الشرط الروسي غير ملائم لبلاده، وأن جميع المتعلقات حول إنشاء وتشغيل المشروع يجب أن تتم بعد التوافق على قيمة الخصم المذكورة. وتمنى الوزير التركي أن يتم خفض حدة التوتر القائم بين روسيا وأوكرانيا؛ حتى يمكن الحديث عن توريد الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، التي هي في احتياج إلى هذا الغاز.