نعمل مع الصين على إنشاء الشركات الصغيرة ">
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
أكد صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عمق العلاقات التي تربط المملكة بجمهورية الصين الشعبية، حيث أبرمت المملكة عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي من شأنها الإسهام في تعزيز وزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمار الصناعي ونقل التقنية بين البلدين.
وقال سموه رئيس وفد المملكة المشارك بالمؤتمر العربي - الصيني لنقل العلوم والتقنية الذي أُقيم خلال الفترة (9 - 11) سبتمبر 2015م في مدينة بينشوان الصينية، إن مثل هذه المؤتمرات هي إحدى محطات التعاون القائم والتاريخي والمثمر في ظل العلاقات المتميزة بين البلدين، والتي من شواهدها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - عندما كان ولياً للعهد - لجمهورية الصين الشعبية ولقائه مع القيادة الصينية عام 2014م، مما وضع العلاقات السعودية - الصينية على طريق تطورٍ ملحوظ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والفنية، ونقل التقنية، ودفعت تلك الزيارة بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق متقدمة جداً.
واستعرض سموه عدداً من الإنجازات السعودية على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، فعلى الصعيد الاقتصادي أكد بأن المملكة أصبحت من الدول العشرين الأكبر اقتصادياً واحتلت المركز الثالث في مجموعة العشرين لسرعة نموها الاقتصادي ونظامها المالي المستقر، وعلى الصعيد الاستثماري بيَّن سموه أن المملكة أصبحت تتمتع بمركز مرموق عالمياً وتُعتبر أهم وجهات الاستثمار وذلك لعدة عوامل، من أهمها حجم سوقها الكبير وموقعها وتطور أنظمتها وتشريعاتها واستقرارها السياسي والاقتصادي.
ولفت سموه إلى أوجه التطور الذي تشهده المملكة في مجال التعليم العالي، حيث قامت بتأسيس جامعات وطنية عديدة رفعت الطاقة الاستيعابية للطلاب إلى جانب التوسع الكبير في ابتعاث طلاب الدراسات العليا للدول المتقدمة، ومنها جمهورية الصين الشعبية, مشيراً إلى أن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي تبنتها حكومة المملكة عام 2002م، وبدأت خططها التنفيذية على مدى خمس سنوات تزامنت مع خطط التنمية الشاملة للمملكة وتكاملت معها, والتي أسفرت عن تكوين بنية تحتية متينة للبحث العلمي والتطوير والابتكار، وتضمنت استحداث مراكز بحثية ودعم مادي سخي للبحث والتطوير.
وأضاف أن الخطة التنفيذية الثانية ستبدأ هذا العام وستركز على مجالات الاستثمار التقني في الصناعة وإنشاء الشركات التقنية, حيث تقدمت المملكة كثيراً في مجال البحث والتطوير، لتحتل المرتبة 35 على مستوى العالم في جودة البحث العلمي حسب تقرير مجلة نيتشر العالمية، ولا تزال في تقدم مستمر. وكشف سموه عن أوجه التعاون الذي يشمل العديد من المجالات من أهمها البترول والبتروكيماويات، الطاقة الذرية والمتجددة، التقنية الحيوية، والاستخدامات السلمية للفضاء, ويجري العمل على صعيد متساوٍ بين البلدين لتوسيع هذا التعاون بشكل كبير، حيث سيشمل مجالات الابتكار وحاضنات التقنية، وإنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدين.
وتأتي مشاركة المملكة في هذا المؤتمر الذي نظمته جمهورية الصين الشعبية، تلبية لمبادرة الرئيس الصيني (شي جين بينغ) التي طرحها أثناء منتدى التعاون الوزاري الصيني - العربي السادس المنعقد بتاريخ 5 يوليو 2014م، حيث عبّر فخامته عن رغبته بأن يتم التباحث بين الجانبين الصيني والعربي حيال إنشاء مركز صيني - عربي لنقل التقنية وذلك رغبةً في إحياء روح طريق الحرير وتعميق التعاون الصيني - العربي.
الجدير ذكره أن وفد المملكة المشارك برئاسة صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومجموعة من المتخصصين والباحثين, إلى جانب المعرض المصاحب بعدة منتجات وطنية.