اجتمع ثلاثة من أعلام الجزيرة العربية - 1398 (حمد الجاسر سعد ابن جنيدل ومحمد العبودي) في حزن بني يربوع وقفافه بين الدخول وحومل، كما أبانه وحققه الشيخ عبدالله الشايع،
من أجل سبر أغوار تراث الجزيرة العربية وقد فصل نتائج هذه الرحلة كل من شيخنا الجاسر وشيخنا العبودي في سفريهما رحلات و معجم بلاد القصيم ولم أجد مما قرأت أن ابن جنيدل كتب عن هذه الرحلة إلا أن علماءنا الأفاضل كتبوا عن هذه الرحلة كتابة علمية، رصينة، متعمقة و فاحصة لكل ما مر بهم وسجلوه كما هي عادتهم بأسلوب علمي.
ومثل هذه الرحلات لا تخلو من سهرات سمر يغلب عليها الطابع الأدبي والحس الشعري، كما لا تخلو هذه الصوالين الأدبية الصحراوية من سجال علمي وثقافي!
فقد أورد شيخنا علامة الجزيرة في كتابه رحلات أنه عدل عن رأيه في بعض الأماكن والمنازل لحاج البصرة بعد أن تحاور وتساجل مع رفيقي دربه و أبانا له وجه نظرهما، فاقتنع شيخنا، وكديدن العلماء فإن هدفهم البحث عن الحق والرجوع إليه متى ثبت لهم ذلك.
وفي جانب آخر من أوراق هذه الرحلة ذكر شيخنا حمد الجاسر أنه اختلف مع العبودي حول مسار الرحلة إلا أنه لم يبين أسباب خلافهما و أشار إلى أنه «مما لا داعي لإيضاحه هنا» ،مما أضاف بعداً درامياً لهذه الرحلة!
ولهذه الأسباب يتبين أن هذه الرحلة جمعت أعلام الجزيرة في الأدب والثقافة فهل تخلو لياليهم من سجال علمي أو بحث أدبي؟
لا والله بل دارت أحاديث الأدب والسمر على حطب الأرطى وذكرى منازل امرؤ القيس، لذلك أتمنى من شيخنا وعلامتنا محمد العبودي أن يضم هذه الرحلة، يزينها بأسلوبه الأدبي الشيق، يطرزها بمفرداته ويخط لنا بأنامله رحلة القرن، يسجل للتاريخ ذكريات تلك الرحلة ويزين بها كتب رحلات شيخنا محمد العبودي.
ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن؛ هل يحق للجمهور أن يطلب من الأديب المثقف أن يكتب له في موضوع معين؟
وبالتأكيد فإن إجابتي ستكون بالنفي فهذا حقٌ مكفول للكاتب وحريته، ولكن لكل قاعدة استثناء.
فهذه الرحلة رحلة خاصة كما أسميتها رحلة القرن .. فتستدعي ترتيباً خاصاً!
- د. الوليد عبدالله العيدان