فهد بن جليد
الاثنين كان يوماً جديداً في تفاصيل وقوع الرافعة على الحجاج داخل الحرم المكي، كشف معه الإعلام السعودي أن ملف التحقيق رُفع لأمير منطقة مكة الكرمة، الذي سيتوجه به (لولي العهد)، تمهيداً لرفعه للملك سلمان؟!.
- الأمر لم ينتهي هنا - في يوم الثلاثاء أعلن الديوان الملكي السعودي أن خادم الحرمين الشريفين أمر بصرف مُساعدات لذوي كل شهيد بمبلغ (مليون ريال)، ومن تعرض لإعاقة دائمة بمبلغ (مليون ريال) أيضاً، وكل مُصاب يصرف له مبلغ (نصف مليون ريال)، علماً أن هذا لا يحول دون مُطالبة أي من هؤلاء - بالحق الخاص - أمام الجهات القضائية المُختصة، إنها (العدالة والإنسانية) السعودية التي أبهرت العالم..!.
بل إنه من باب تخفيف المُصاب، قرر الملك استضافة (اثنين) من ذوي كل متوفى من حجاج الخارج ضمن ضيوف خادم الحرمين في حج عام 1437 القادم، وتمكين المصابين من الحج في حال لم يستطيعوا ذلك، ومنح ذويهم زيارة خاصة للاطمئنان على المصابين في المستشفيات - قرارات إنسانية بالفعل - ولكن الأهم قادم؟!.
نتائج التحقيق تنشر بشفافية - وهو ما خيب توقعات الحاقدين - انتفاء الشبهة الجنائية، وتحميل المقاول مسؤولية وضع الرافعة في مكان خطأ، رغم تحذيرات الأرصاد والتنبؤات الجوية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أبهر العالم بقرارات (حاسمة وحازمة) في حق واحدة من أكبر شركات المقاولات ليس في السعودية فحسب، بل على مستوى العالم، رغم أنها برأسمال سعودي 100%، وسمعتها تهم المملكة والاقتصاد السعودي؟!.
الملك سلمان أكد أننا مختلفون، فكل مصالحنا، وتجاراتنا، واقتصادنا، يأتي (ثانياً) في الدرجة التالية بعد مصالح وراحة ضيوف الحرمين الشريفين، وتنمية وحماية المقدسات الإسلامية ؟!.
توجيه الملك بمنع سفر أعضاء مجلس إدارة مجموعة بن لادن السعودية، ومن لهم صلة بالمشروع حتى الانتهاء من القضية قضائياً، إضافة إلى إيقاف تصنيف المجموعة، ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة، ومراجعة الأعمال التي تقوم بها، يؤكد أن لقب (خادم الحرمين الشريفين) له - معان ودلالات - عظيمة تختلف عن أي (لقب آخر)، يُمنح لملك، أو رئيس دولة!.
تحركات وقرارات - سريعة وحاسمة وعملية - أذهلت الجميع، وأخرست الألسن المريضة، التي نعلم أنها لن تتوقف عند هذه الحادثة، وستستمر في محاولة تشويه صورة المملكة، والنيل من قادتها خدمة لأجندات مشبوهة، لم تعد خافية على العقلاء في العالم، فهذا قدرنا أن نحمي ونخدم المقدسات الإسلامية، وقدرنا أيضاً أن يحاول سفهاء العالم من المفلسين والفاشلين دوماً تشويه صورة هذه البلاد المباركة، ومسيرتها في خدمة الحرمين الشريفين!.
ليبقى دور العقلاء والمنصفين في الدفاع عن هذه البلاد، بل إن الدور الأهم هو دور أبنائها، ومواطنيها الذين يجب أن يفتخروا ويعتزوا بهذا الوطن الشامخ!.
كان هذا مُلخص للتاريخ وتوثيق ما حدث في أسبوع من (بداية حادثة سقوط الرافعة)، حتى كتابة هذه الأسطر، ليحق لكل (مواطن سعودي) أن يتباهى بخدمة الحرمين الشريفين، وبهذه القيادة الحازمة والحاسمة، وبانتمائه لهذا الوطن الكبير, الذي أعزه الله بالمقدسات الإسلامية، فنحن لسنا كغيرنا - مع احترامنا واعتزازنا بكل الأشقاء -!.
وعلى دروب الخير نلتقي.