د. محمد عبدالله الخازم
يأتي يوم العيد الوطني كذكرى سنوية نحتفي فيها بوطننا، نتذكر أفراحه وأتراحه، نستشعر همومه وإنجازاته. بعد التهنئة للقيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الملك سلمان وللشعب السعودي الوفي لوطنه وقيادته، نحتفي بجندنا من كافة أفرع القوات المسلحة والأمنية؛ الدفاع والحرس والأمن. تأتي الذكرى الوطنية وجنودنا البواسل يخوضون الحرب للدفاع عن وطنهم وعن السلام وحقوق الجار، وحق لهم أن نحتفي بهم في ميدان المعركة وفي الذود عن أمن وسلامة وطننا.
جنودنا ونقصد بهم الأفراد والضباط والمساندين لهم من كافة أفرع قواتنا العسكرية والأمنية -الدفاع، الحرس، الأمن- يخوضون الحرب للدفاع عن وطنهم ولترسيخ السلام والحفظ على حقوق الجار، ومهام رجال الأمن منهم تكمن كذلك في حفظ الأمن الداخلي ضد الهجمات الإرهابية التي لا تتورع في قتل نفسها وقتل الأبرياء... ندعو لهم بالنصر والسلامة من كل شر، وقد لبوا نداء وطنهم وقياداته الحكيمة. كنت أتمنى أن نحتفي بشهدائنا في هذه الحرب وغيرها بشكل رسمي أكبر تنظيمًا ولكن لعلنا نحتفي بهم العام المقبل وقد أنجز أبطالنا مهمتهم في عاصفة الحزم - الأمل... فئة أخرى ساختار إهداءها تقديرًا خاصًا في هذا اليوم، هي الأطباء أو الفريق الطبي في بلادنا، حيث يواجه فيروسًا فتك بعشرات الأنفس دون الوصول إلى حلول ناجعة للتخلص منه وعلاج آثاره. نعم فيروس كورونا يقلقنا بسبب الوفيات، ولنا أن نتصور فريقنا الطبي في الميدان كيف يواجهه وكله قلق على صحته وعلى صحة مجتمعه بصفة عامة. هذا الفيروس أصاب حتى الممارسين الصحيين فلنا أن نتصور كيف لطبيب يعمل في مكافحة العدوى وهو تحت ضغط وقلق من الإصابة بالفيروس أو من نقله لأحد أفراد أسرته أو المقربين منه. ربما لا يشعر البعض بذلك كما هو الحال مع الحرب البعض لا يشعر بعظم العمل العظيم لجنودنا، لأنه لم يمسسه أو أحد أقربائه شظاها وسعيرها، لكن اسألوا من يعمل بمستشفيات الحرس الوطني أو غيرها من المستشفيات التي تعرضت لهجوم فيروس كورونا، كيف هو عملهم وكيف هي مرابطتهم والضغوطات التي يواجهونها سواء من المرض ذاته أو من المجتمع والإعلام والإدارة وغيرها؟ سهل علينا أن نلوم الجندي حينما يصاب وسهل علينا انتقاد الطبيب أو الممرض أو الاختصاصي حينما يصاب مواطن بالمرض، لكن الأمور ليست بهذه البساطة. لا يوجد جندي يدخل المعركة ليموت ولا يوجد طبيب يتعمد إحداث الضرر الصحي أو الوفاة بذاته أو بإنسان آخر. يعلمون المخاطرة التي قد تقود للمرض أو العجز أو الوفاة، ولا يترددون في ركوبها لأجل الأهداف الأسمى في حماية الأرواح والأوطان... الفئة الثالثة التي أود أن نحتفي بها في هذا اليوم، وبالذات وهو يصادق يوم الحج، هي فئة العاملين على سلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام. تحت ضغوط الأجواء المناخية المتقلبة وضغوط الرغبة في خدمة المسلمين كما يجب، والرغبة في تمثيل بلادنا خير تمثيل، والرغبة في الأجر وتحت وطئة التفرغ للعمل بعيدًا عن أفرح الأسرة والمجتمع بالعيد السعيد، يؤدي عدد من المواطنين مهامهم في خدمة حجاج بيت الله. وكما عودونا كل عام، نرجو أن يكون النجاح حليفهم بالوصول بموسم الحج إلى بر الأمان دون إصابات أو حوادث أو أحداث تعكر صفو الركن الخامس من أركان الإسلام. فلنحتف بالوطن بكافة فئاته، يد تبني ويد تخدم ويد تدافع ويد تعالج.. كل يبذل ما في وسعه لخدمة وطنه ومجتمعه، وكل يفرح بالذكرى السنوية لميلاد هذا الوطن العظيم، - حفظه الله- لنا وطنًا عظيمًا خيرًا أمنًا لنا ولأولادنا وأحفادنا من بعدهم.
دمت يا وطني بخير وعافية...