نجاح تصعيد الحجاج لمشعر منى.. وانتقالهم إلى عرفات عبر القطار والنقلين الترددي والتقليدي ">
المشاعر المقدسة - محمد العيدروس:
أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن حركة تصعيد الحجاج لمشعر منى بدأت من بعد صلاة العشاء ليلة أمس الأول واستمرت حتى قبل ظهر اليوم، وسارت وفق ترتيب محكم قامت عليه قوات الأمن العام، مؤكدًا سلامة الحجاج في خطة التصعيد لمنى لقضاء يوم «التروية» أمس تمهيدًا لتصعيدهم إلى مشعر عرفات فجر اليوم التاسع من ذي الحجة.
وقال اللواء التركي خلال المؤتمر الصحفي الثاني المشترك أمس: «وصل الحجاج بتوفيق الله تعالى لمشعر منى وهم يقيمون الآن في الخيام المعدة لهم، ومنهم من توجه لمشعر عرفات وما زال هناك بعض الحجاج في مكة المكرمة خاصة الذين يتوجهون مباشرة إلى عرفات وسيستمر تصعيدهم على فترات مختلفة كل على حسب رغبته وعلى حسب الوقت الذي يرغب التحرك فيه للوصول إلى عرفات».
وبيّن أن الكثافة البشرية في المسجد الحرام انخفضت كثيرًا منذ صباح أمس الثلاثاء وانخفض تدفقت حركة السيارات إلى مكة المكرمة عبر المداخل وعده مؤشرًا إيجابيًا لمستوى الوعي الذي وصل إليه المواطنون والمقيمون في المملكة من حيث التزامهم بتعليمات الحج وحرصهم على عدم مخالفة التعليمات التي تقضي بحصول من يرغب في أداء فريضة الحج على تصريح، بخلاف ما كان ملاحظًا في سنوات ماضية من تدفق كبير للحجاج المخالفين إلى مكة المكرمة خاصة في اليوم الثامن من ذي الحجة، إِذ يعتقد الكثير منهم أنه في هذا اليوم تكون الجهات الأمنية منشغلة بعمليات نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة وبالتالي تتهيأ لهم الفرص للتسلل إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة، مؤكدًا في هذا السياق أن رجال الأمن يؤدون مهامهم في مداخل مكة المكرمة حتى اليوم العاشر من ذي الحجة.
من جهته أوضح وكيل وزارة الحج المتحدث الرسمي باسم الوزارة حاتم قاضي أنه من بعد صلاة العشاء الليلة قبل الماضية بدأ الحجاج في التوافد إلى مشعر منى واستمروا حتى قبل ظهر أمس، مبينًا أن الحافلات المعدة لنقل حجاج بيت الله الحرام بلغت 20 ألف حافلة، حيث كان هناك تنسيق مع الإدارة العامة للمرور في دخول الحافلات إلى مكة المكرمة وأخذ الحجاج من مساكنهم التي تبلغ أكثر من خمسة آلاف مسكن إلى مشعر منى لمن يرغب في قضاء يوم التروية، كما أن هناك أعدادًا كبيرة توجهت أمس إلى عرفات.
وأفاد أن تحرك حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات سيكون عبر ثلاثة أنماط، إما بالقطار وإما بالنقل الترددي وإما بالنقل التقليدي، كما سيتم غدًا مسح جميع مساكن حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة للتأكَّد من أن جميع الحجاج الذين قدموا للديار المقدسة تمكنوا من الوقف في عرفات.
من جهته أكَّد المتحدث باسم وزارة الصحة فيصل الزهراني، أن الوزارة جهزت غرفة عمليات بمستشفى منى للطوارئ تعمل كمركز للإنذار المبكر عند وقوع الكوارث والأزمات، كما تم ربط غرفة العمليات بـ 10 مستشفيات في المشاعر والعاصمة المقدسة عبر الشبكة الإلكترونية للتعرف على عدد الأسرة الشاغرة للطوارئ والعناية المركزة في هذه المستشفيات، حيث تهدف هذه الآلية إلى تسهيل توزيع الحالات المصابة إلى أقرب مستشفى، إضافة إلى مراقبة حركة سيارات الإسعاف عن طريق الـ GBS.
وأبان أنه يوجد تنسيق ميداني وطبي مع القطاعات الحكومية الأخرى كالهلال الأحمر والدفاع المدني، لافتًا إلى أنه تم تخصيص مناطق إيواء تصل سعتها إلى 10 آلاف شخص، مفيدًا أنه فيما يخص القوافل الطبية فقد تم نقل 56 مريضًا بما فيهم مصابو حادثة الرافعة إلى مستشفيات عرفات بواسطة باصات طبية متخصصة وسيارات إسعاف على أعلى تجهيز، كما تم الاستعانة بالإسعاف الجوي لنقل الحالات الحرجة، كما تم تحريك قافلة تحمل 23 مريضًا من المدينة المنورة، كما سيتم تحريك قافلة للحجاج المرضى المنومين بمستشفيات منى إلى موقع مخصص بالشؤون الصحية في عرفات.
وأكَّد أن مرافق الوزارة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، تواصل تقديم خدماتها الوقائية والعلاجية والإسعافية لضيوف الرحمن، حيث بلغ عدد المراجعين للمستشفيات منذ يوم 20 ذي القعدة حتى مساء أمس الأول الاثنين الـ 7 من ذي الحجة 32631 مراجعًا، وبلغ عدد المراجعين لمراكز الرعاية الصحية الأولية 167210 مراجع، فيما بلغ عدد المرضى المنومين 1809 مرضى، وغادر المستشفيات 1456 مريضًا، كما أجريت في مرافق الوزارة خلال نفس الفترة 1676 عملية غسيل كلوي، و290 عملية قسطرة قلبية، و14 عملية قلب مفتوح، و19 عملية مناظير، حيث تحرص الوزارة وكعادتها كل عام على تقديم الخدمات الصحية والتوعوية عبر برنامج إنقاذ الحياة لضيوف الرحمن.
وأكَّد مدير إدارة الإعلام والناطق الإعلامي للدفاع المدني بالحج العقيد عبدالله بن ثابت العرابي الحارثي، تكثيف انتشار وحدات الدفاع المدني على جميع الطرق المؤدية لمشعر منى للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في جميع مراحل تصعيدهم للمشعر لقضاء يوم التروية، التي تم دعمها بـ12 فرقة بكامل تشكيلاتها البشرية والآلية، مع استمرار عمل فرق رصد شبكة الإنفاق بمنطقة المعيصم طوال فترة تصعيد الحجاج لمنى، وكذلك في رحلة صعودهم لمشعر عرفة، ومتابعة أنظمة الإنارة والتهوية وسلامة مخارج الطوارئ بها، إضافة إلى استمرار الجولات المكثفة لفرق الإشراف الوقائي بمشعر منى وعرفة ومزدلفة على مدار الساعة لرصد أي مخالفات تؤثر على سلامة الحجاج والإزالة الفورية لها.
وكشف العقيد الحارثي عن وجود خطة تفصيلية لوقف التفويج في شبكة الإنفاق بالمشاعر يتم تنفيذها بالتنسيق مع الأمن العام ومرور العاصمة المقدسة في حال تجاوز الانبعاثات الكربونية الحدود المسموح بها، تتضمن نشر عدد من آليات التهوية والتطهير في مواقع قريبة من مداخل ومخارج الإنفاق.
وأشار إلى وجود تنسيق كامل بين الجهات الحكومية لتوفير كل سبل الراحة والسلامة لضيوف الرحمن في الحج، بما في ذلك عمل أي إضافات أو تركيب لأجهزة التكييف بأحجام كبيرة في مخيمات المشاعر، موضحًا أن الدفاع المدني لا يمانع في إجراء أي إضافات شريطة إلا تمثل خطرًا على سلامة الحجيج.
وأضاف العقيد الحارثي ردًا على سؤال حول قرارات وزارة الحج بإلزام مؤسسات الطوافة بتركيب مكيفات «فريون» بأحجام كبيرة في مخيمات الحجيج، أنه لا يوجد تعارض بين وزارة الحج والدفاع المدني في هذا الشأن شريطة التزام مؤسسات الطوافة بتعليمات السلامة الخاصة بالأحمال الكهربائية وسلامة التمديدات لتشغيل أنظمة التكييف في المخيمات.
وأوضح الناطق الإعلامي لقوات الدفاع المدني استمرار عمل فرق السلامة والإشراف الوقائي لمتابعة اشتراطات السلامة في مخيمات الحجيج وإزالة أي مخالفات فيها بالتعاون مع مؤسسات الحج والطوافة، مؤكدًا أن جميع المخالفات التي تم رصدها بمشعر منى وعددها 10 مخالفات تم تصحيحها في حينه، ورفع مخالفة واحدة للجنة النظر في مخالفات السلامة لإصدار القرار المناسب، علمًا أن من حق المخالفين التظلم من القرار لدى الجهات المعنية.
وحول وقوع بعض حوادث الحريق في منشآت إسكان الحجاج بالعاصمة المقدسة، أوضح العقيد الحارثي، أن إجمالي عدد حوادث الحريق التي تم الإبلاغ عنها، وباشرتها فرق الدفاع المدني في منشآت إسكان الحجاج لم يزد من حادثتين فقط، وهو ما يعني نجاح جهود متابعة اشتراطات السلامة في الوقاية من مخاطر الحريق، علمًا بأن الحادثتين وقعتا نتيجة استخدام غلاية مياه وتوصيلة كهربائية في غرف الحجاج وليس في أي من مرافق الفنادق المصرح لها بإسكان الحجاج.
وأهاب العقيد الحارثي بضيوف الرحمن استخدام المطابخ المجهزة بالمنشآت السكنية والمشاعر لإعداد الأطعمة والمشروبات الساخنة وعدم القيام بطهي الأطعمة أو تسخينها داخل الغرف.
وحول خطط الإيواء داخل المشاعر قال العقيد الحارثي: هناك خطة شاملة للدفاع المدني لإخلاء ما يزيد عن 60 ألف حاج في المشاعر المقدسة في حالات الطوارئ التي تتطلب ذلك، بما في ذلك مخاطر الأمطار والسيول إلى معسكرات الإيواء المجهزة بكل ما يلزم من خدمات الرعاية الصحية والإعاشة في منى وعرفة ومزدلفة بالعاصمة المقدسة ـ بإشراف من وزارة المالية وبالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ في الحج، إضافة إلى إمكانية استخدام مرافق المنشآت الحكومية بالمشاعر والعاصمة المقدسة وكذلك الفنادق والوحدات السكنية المفروشة وقصور الأفراح لتنفيذ خطط الإيواء متى كانت هناك حاجة لذلك.
وأفاد العقيد الحارثي بمشاركة ما يقرب من 350 متطوعًا من الندوة العالمية للشباب الإسلامي والمؤسسة العامة للتدريب المهني وفريق غوث التطوعي وعدد من المتطوعين الأفراد ضمن صفوف الدفاع المدني في الحج هذا العام، مؤكدًا أن جهاز الدفاع المدني لديه لائحة لتنظيم الأعمال التطوعية وإدارة متخصصة لتسجيل واستقبال الراغبين في التطوع على مدار العام وكذلك رابط لتسجيل المتطوعين من خلال الموقع الإلكتروني للدفاع المدني.
واستعرض قائد التوعية والإعلام بالأمن العام العقيد سامي الشويرخ جملة من الإحصائيات ذات العلاقة بمخالفين التعليمات والأنظمة سواءً كانوا أفرادًا أو مكاتب حملات الحج الوهمية، أو مركبات مارست نقل الحجاج غير النظاميين، وما يترتب على سائقيها أو الحجاج المتجاوزين لتعليمات الحج، حيث بلغ عدد المكاتب الوهمية التي تم ضبطها من خلال شرط مناطق المملكة 70 مكتبًا وهميًا، كما بلغ عدد مخالفي أنظمة وتعليمات الحج حتى أمس الثلاثاء 358756 حاجًا مخالفًا، أما عدد المركبات المحجوزة والمعادة التي تنقل حجاج غير نظاميين فقد بلغ عددها 132767 مركبة، كما بلغ عدد الذين تم التحفظ عليهم رهن تطبيق النظام 1636 ناقلاً.
وقال العقيد الشويرخ هذه الإحصائيات لم تأت من فراغ، حيث تم تطبيق خطة أمنية محكمة بفضل الله وتوفيقه اعتبارًا من بداية شهر ذي القعدة، انقسمت إلى عدد من المراحل، المرحلة الأولى كانت عن طريق تشكيل لجان بشرط المناطق الرئيسة مهمتها متابعة المكاتب الوهمية ومكاتب الحج غير المصرح لها نظامًا وتم ضبط عدد منها، والمرحلة الثانية من خلال وضع عدد من مراكز الضبط الأمني الدائمة والمؤقتة بالطرق الرئيسة ما بين مكة المكرمة وبين المدن الرئيسة في المملكة ويتم من خلالها ضبط وإعادة الحجاج المخالفين، أما المرحلة الثالثة تتمثل في تكثيف الرقابة على محطات النقل العام ومنع أي حاج مخالف أو لا يحمل تصريحًا من استخدام محطة النقل العام للتوجه إلى المشاعر المقدسة، وفي المرحلة الرابعة والأخيرة من خلال مراكز الضبط الأمني الدائمة والمؤقتة التي يبلغ عددها 52 مركزًا».
وطمأن اللواء التركي الجميع بأنه لم يتم ولله الحمد رصد أي محاولات إرهابية أو تخريبية في موسم الحج حتى الآن، مؤكدًا أن رجال الأمن يقومون ويؤدون مهامهم ومسؤولياتهم في مكافحة الإرهاب، مذكرا بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا بأن رجال الأمن أو الجهات الأمنية تتبع أي عنصر مرتبط بالتنظيمات الإرهابية في مواقع وجودها والعمل على القبض عليها وإحباط أي مخطط إرهابي لها سواء كان يستهدف حجاج بيت الله الحرام أو يستهدف أي موقع في المملكة العربية السعودية.
وعن عدد أسر شهداء الواجب الذين تكفلت وزارة الداخلية بأداء مناسك حجهم، أوضح اللواء التركي أن الوزارة منذ فترة بعيدة وهي تنظم في كل عام حملة لحج أسر شهداء الواجب من رجال الأمن، والعدد يصل إلى 500 أو أكثر، والأعداد تحدد استنادًا على مواقع استضافتهم ومتطلبات نقلهم مؤكدًا أن هذا هو واجب تؤديه وزارة الداخلية بتوجيهات من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وستستمر بإذن الله، مشيرًا إلى أن الأمر هذا يشمل المستفيدين من مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية حيث يمنحون إجازة لقضاء عيد الأضحى مع أسرهم ومع ذويهم ومن رغب منهم في أداء فريضة الحج أو من أسرهم يتم تمكينهم وتسهيل أدائهم لفريضة الحج.
وفي سؤال عن التعامل مع الافتراش مع الأيام القادمة للحجاج في المشاعر المقدسة أكَّد اللواء التركي أن الجميع يعمل على الحد منه، لافتًا النظر إلى أنه بقدر ما يلتزم الحجاج سواء من الداخل أو الخارج بتعليمات أداء فريضة الحج والحصول على التصاريح لأداء هذه الفريضة بقدر ما يتم خفض أعداد المفترشين، متوقعًا انخفاض أعداد المفترشين وذلك على ضوء ما يشاهد من التزام الحجاج بتعليمات الحج، وقال «يهمنا بالدرجة الأولى منع الافتراش في كافة المواقع التي يمكن أن تؤثر على سلامة الحجاج وخصوصًا في ساحات الجمرات وعلى الطرق المؤدية إلى منشأة الجمرات، والخطة هذه بُدئ في تنفيذها قبل توافد الحجاج إلى مشعر منى وستستمر الخطط حتى نهاية موسم الحج».
وحول تعامل وزارة الصحة مع فيروس كورونا قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة فيصل الزهراني إن الوزارة عملت خطوات احترازية ما قبل موسم الحج وأصدرت قرارات من ضمنها منع المخالطين من الحج هذا العام ومنع جلب الإبل إلى المشاعر المقدسة وفي حال وجود حالات كورونا وضعت الوزارة مختبرًا متنقلاً بجانب المختبرات الأخرى لإجراء الفحص المخبري في الموقع، كما أن لدى الوزارة أكثر من 300 غرفة عزل في المشاعر المقدسة.
من جهته أوضح المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر بندر با رحيم أن الهيئة خلال هذا العام استضافت 1000 متطوع منهم 750 من الرجال و250 من النساء وجميعهم من أصحاب التخصصات الطبية ووجودهم في هيئة الهلال الأحمر مبني على أسس ونظام معين، وأن أي شخص يرغب التطوع في الهلال الأحمر لا بد أن تنطبق عليه الشروط والمواصفات المطلوبة.