منزل البيعة في الأحساء شهد مبايعة المؤسس ">
الأحساء - محمد النجادي:
يقع منزل الشيخ عبداللطيف الملا (منزل البيعة) في وسط حي الكوت بمدينة الهفوف، وتقدر مساحته بنحو (705م). وأُسس هذا المنزل عام 1203هـ، وقام ببنائه الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن محمـد بن عمر الملا، قاضي الأحساء في تلك الفترة من قِبل الإمام سعود بن عبد العزيز، إبان الدولة السعودية الأولى.
وفيما يأتي كيفية دخول الملك عبد العزيز الأحساء، وكيف تمت مبايعته.
في سنة 1309هـ زار الأحساء الإمام عبدالرحمن الفيصل وهو في طريقه إلى الكويت، ومعه أبناؤه، وذهب إليهم مفتي الديار الأحسائية وقاضيها الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا، ودعاهم لتناول طعام الغداء، فأجاب الإمام عبدالرحمن دعوته، وجاء إلى منزل البيعة يصحبه أولاده وحاشيته، وعندما أرد المغادرة أهدى إليه الشيخ عبداللطيف نسخة من صحيح البخاري، فقبلها متشكراً.
وفي سنة 1318 هـ جاء الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي بن عبدالله آل سعود إلى الأحساء، وقصد منزل الشيخ عبداللطيف (منزل البيعة)، وأقام عنده ثلاثة أيام، وكان قصده من هذه الزيارة معرفة ما يدور في الأحساء من حكم الأتراك أو ضعفه، فأخبره الشيخ عبداللطيف بأن الأمور متدهورة، والأمن مفقود. وكانت صلة الشيخ عبداللطيف بالإمام عبدالعزيز قوية من عام 1323 هـ عندما أخبره بضعف حكم الأتراك في الأحساء واختلال الأمن فيها، وأرسل إليه رجلاً من خاصته، يدعى فرحان بن مبارك بن عقيل، من أهالي قرية الجفر بالأحساء، فذهب إلى الرياض، واجتمع مع الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز، وأخبرهما بكل صغيرة وكبيرة تدور في الأحساء، فما كان من الإمام عبدالعزيز إلا أن كتب للشيخ عبداللطيف يخبره بما يدور عليه في نجد والقصيم من غزوات وحروب، وغير ذلك، ويؤيد ذلك صور من خطابات الملك عبدالعزيز قبل دخوله الأحساء سنة 1331 هـ. وفي ليلة الاثنين الموافق 28-5-1331 هـ، وفي تمام الساعة الـ7 بتوقيت الغروب، دخل الملك عبدالعزيز هذا المنزل (منزل البيعة)، وقام في تلك الغرفة بقية الليلة مع إخوته، وهم محمـد وسعد وعبدالله أبناء الإمام عبدالرحمن الفيصل، وابن عمه الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي، ومحمـد بن عبدالله آل الشيخ، وتمت له مبايعة أهالي الأحساء في منزل الشيخ عبداللطيف الملا (منزل البيعة)، ونادى المنادي فوق أسوار الكوت (أن الحكم لله ثم للإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل)، وعندما علم الأتراك أطلقوا مدافعهم من (قصر إبراهيم)، فقام الإمام عبدالعزيز من المجلس يريد التفاوض مع الأتراك، فقال له الشيخ عبداللطيف بعد صلاة العصر «اذهب إلى القصر للتفاوض مع المتصرف التركي». وبعد صلاة العصر ذهب الشيخ عبداللطيف ومعه محمـد بن شلهوب من رجال الإمام عبدالعزيز والشيخ أحمد بن الشيخ عبداللطيف؛ إذ كان يجيد اللغة التركية، وتوجهوا جميعاً إلى القصر، وبعد التفاوض مع الأتراك على إخراجهم من الأحساء كتبت الشروط، وذهب بها الشيخ أحمد إلى الإمام عبدالعزيز للاطلاع عليها وإقرارها وختمها.
الجدير بالذكر أن منزل البيعة تم ترميمه من قِبل وكالة الآثار والمتاحف.