الاحتفال باليوم الوطني ذكرى ملحمة بطولية وتوحيد وطن سطرها بالسيف الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود (طيب الله ثراه) وفرسانه الأوفياء، فقد عرف أجدادنا صدق إيمانه بهذه الوحدة الوطنية فقدموا أرواحهم فداء، ومن هنا تولدت لدينا المسؤولية الوطنية تجاه وطننا والإخلاص في العمل والمحبة والولاء لقيادتنا الرشيدة.
وضع طيب الله ثراه أساسا راسخا قويا لهذا الوطن قائما على القرآن وسنة نبيه ثم وحد صفوف الشعب على ذلك ليقوم بنيان المملكة العربية السعودية، واستطاع بفضل الله ثم بفضل ما وهبه الله من حكمة القضاء على ما كان يسود البلاد من فرقة وظلم وتشتت وتناحر وجهل ونهب وسلب وفوضى، ليشرق عهد جديد زاخر بالتنمية والعطاء شمل جميع المجالات، واستمرت فيما بعد عهود أبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله أجمعين، وصولاً إلى العهد الذهبي للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وما يبذله من جهد من أجل رخاء المواطن وخير الوطن والأمتين العربية والإسلامية.
من هنا يجب علينا أن نتساءل ماذا قدمنا وماذا عملنا لوطننا الغالي؟ وهل غرسنا في أبنائنا قيما وطنية؟
لا شك أننا الآن أحوج من أي وقت مضى إلى تأصيل حب الوطن والولاء والسمع والطاعة في نفوس أبنائنا صغاراً وكباراً، فكل منا مسؤول وكلنا راع، انطلاقاً من نهج القرآن الكريم والسنة النبوية على ذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} (59) سورة النساء.
فالولاء وحب الوطن مكتسب ينتقل إلى أطفالنا والتعلم من المحيطين بهم وخصوصاً الوالدين والعائلة فعندما ينظرون إلينا ونحن نتابع وسائل الإعلام من أحداث مهمة بأمن وطننا وكل ما يمسه ويجدوننا بفاعلية ايجابية مشاركين في هذه الأحداث فذلك يعتبر وسيلة لتربيتهم وتعليمهم، فيجب أن ينظروا إلينا ونحن نتأثر بما يحدث من أحداث سواء بالفرح أو الحزن، فكل هذه المشاعر الصادقة تنقل إلى أبنائنا بتلقائية وعفوية حب الوطن والولاء لأننا القدوة لهم.
وعلى الوالدين أيضاً تعويد الطفل منذ الصغر على العمل التطوعي والخيري، من خلال مشاركة الفئات الخاصة، ما يعزز لدى الطفل حبه وانتماءه للوطن وأهله بكل فئاته مما يعزز قيم المسؤولية الاجتماعية فيه وحب الخير، ويتوجب علينا نحن الأهل أن نعود أطفالنا على احترام القوانين والأنظمة التي تعمل على تنظيم شؤون الوطن، وغرس حب التاريخ وروايته وأن نقص عليهم القصص الوطنية (ملحمة فتح الرياض) ونصحبهم إلى المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها، فأبناؤنا هم مستقبل الأمة والوطن وبهذا نكون قدمنا أعظم هدية للوطن.
وأخيراً وبمناسبة هذه الذكرى الغالية اتقدم بالتهاني إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان وإلى جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي، سائلة الله أن يديم علينا نعمة والأمن والسلام.
- حورية الرويسان