الأمير سلطان بن عبدالعزيز شخصية قيادية وأعمال خيرية وحنكة سياسية ">
النشأة المعرفية التي نشأ عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله- في بيئة معرفية وقيادية في كنف والده المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله -أكسبت سموه صفات القيادة وحب العلم والإحساس بالآخرين، مما جعله حرياً بتولي المسؤوليات الجسام التي أوكلت لسموه، إذ لم يأل جهداً في تقديم كل ما يملك من إمكانات وخبرات في كل موقع تبوأ قيادته، وتعلم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية على يد كبار العلماء، وتوسعت معارفه بمطالعاته المكثفة في مجالات المعرفة والدبلوماسية، ومن خلال زياراته المتعددة، هذه النشأة والخبرات المتراكمة والمواقع القيادية الموكلة له جعلت من سموه نموذجاً نادراً للشخصية القيادية الحكيمة، وصاحب إنجازات وطنية، وأعمال جليلة على المستويين العربي والإسلامي، ومواقف إنسانية خيرية مشهودة، وهنا حديث عن جزء من ذلك.
شخصية قيادية دولية
شارك في معظم الوفود السعودية الرسمية التي ترأسها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله-لحضور مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وترأس وفوداً رسمية في زيارات خارجية متعددة، منها: وفد المملكة في احتفالات هيئة الأمم المتحدة عام 1406هـ الموافق1985م، في ذكرى مرور أربعين عاماً على تأسيسها، وفي الذكرى الخمسين لها في عام 1416هـ الموافق 1995م، كما رأس سموه وفد المملكة العربية السعودية المشارك في الاجتماع العام رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد بمقر المنظمة الدولية بنيويورك في عام 1426هـ الموافق 2005م بمناسبة الذكرى الستين لإنشاء المنظمة، وفي شهر ذي القعدة عام 1428هـ رأس سموه وفد المملكة العربية السعودية في قمة أوبك «الثالثة» المنعقدة في الرياض.
دعمه للمشروعات العلمية البحثية
لإيمانه بأهمية البحث العلمي ودوره في خدمة الإنسانية، فقد دعم سموه- رحمه الله- العديد من المشروعات العلمية والبحثية في الداخل والخارج، منها:
- جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض.
- كلية دارالحكمة للبنات في جدة.
- مشروعات أبحاث الإعاقة ومراكز المعاقين.
- مراكز أبحاث وعلاج أمراض القلب.
- أبحاث الشيخوخة والخرف بالجامعة.
- صندوق الحياة الفطرية.
- مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمبلغ عشرة ملايين ريال سنوياً.
- جامعة الأمير فهد بن سلطان بمنطقة تبوك.
- جامعة الملك سعود بمبلغ عشرة ملايين ريال سنوياً.
- المدرسة السعودية للأيتام في باكستان.
- المشروع الطبي في (كشجري) بباكستان.
- مركز معالجة الأمراض السرطانية في المغرب.
- جامعة الأزهر في مصر.
- مأوى للبنات في الفلبين.
- المركز الإسلامي في اليابان.
- المجلس الأعلى للمساجد في ألمانيا.
- المؤسسة الثقافية بجنيف.
- الهيئة العربية العليا في فلسطين.
- مشروع الموسوعة عن القضية في فلسطين.
- مركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفا.
- تمويل برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للمنح البحثية المتميزة بجامعة الملك سعود.
- مشروع إعداد أطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية.
- تأسيس مركز الأمير سلطان الحضاري في حائل.
- رعاية مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحافظة على الصقور.
- إنشاء مدارس روضة الأجيال في فلسطين.
- تمويل ودعم الجمعية السعودية للاقتصاد والجمعية السعودية للإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود.
- دعم الكراسي العلمية بجامعة الملك سعود بمبلغ خمسين مليون ريال سعودي.
- دعم عدد من الجمعيات والفعاليات العلمية بالجامعات السعودية.
من أعماله الخيرية
سجل سموه كان حافلاً زاخراً بالأعمال الخيرية في الداخل والخارج، وقد تم تحويلها إلى (عمل مؤسسي) تشرف عليه جهات خيرية متخصصة، تنظيماً لأعمالها وضماناً لاستمرارها، ومن أبرز تلك الجهات: مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة، وفيما يلي نبذة مختصرة عن كل منهما:
مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية
هي مؤسسة غير ربحية أنشأها وأنفق عليها سموه منذ عام 1416هـ/ 1995م، وللمؤسسة عدد من الأهداف الإنسانية والاجتماعية، تتمثل في تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. كما أن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية والطبية والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم. وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عدد من المشروعات والنشاطات أبرزها:
مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية
تعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، حيث تضم مركزاً متكاملاً للفحوص الطبية والمخبرية والإشعاعية، وغرفاً للعمليات الكبرى والصغرى ومركزاً للتأهيل الطبي، كما يوجد في المدينة مركز لتنمية الطفل والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو والمشاكل الصحية المعقدة، وبلغت التكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية أكثر من مليار ريال سعودي.
- برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية «مديونت» MeduNet:
يهدف البرنامج إلى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، ويقدم خدمات عديدة منها الطب الاتصالي، خدمات الاتصال المرئي والمؤتمرات متعددة الأطراف، أنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، التعليم عن بعد، تصميم وتجهيز الشبكات، تصميم وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة.
- مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية «سايتك» Scitech:
يهدف المركز إلى نشر مبادئ المعرفة وابتكارات العلوم والتقنية، من خلال منهجية التعليم بالترفيه والتعليم بالتجربة والمشاهدة وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لمختلف الأعمار، وبلغت تكلفته الإنشائية قرابة (270) مليون ريال سعودي، وقد أهدى سموه هذا المركز لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران عام 1426هـ/ 2005م ليستفيد منه أبناء المملكة والخليج.
مؤسسة سلطان الخيرية للإسكان:
تهدف المشروعات الخيرية للإسكان إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن عصرية نموذجية موزعة على عدد من مناطق المملكة، وهي مؤثثة تأثيثاً كاملاً ومزودة بالخدمات اللازمة، ويضم كل مشروع سكني كافة خدمات البنية التحتية والمساندة، إضافة إلى المساجد والمدارس والمراكز الصحية والاجتماعية.
مشروعات خيرية متعددة
لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية العديد من البرامج والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها، منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، إضافة إلى تعبيد الطرق وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها وتشجيع الباحثين والمفكرين بطباعة مؤلفاتهم على نفقة المؤسسة ودعم المؤتمرات والندوات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والعديد من المشروعات الإنسانية الأخرى.
لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة
تهدف اللجنة إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998م بتوجيه من سموه الكريم باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام 1419هـ الموافق 1999م، وفي عام 1421هـ 2000م امتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة كالملاريا والعمى، كما أقامت العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية كحفر الآبار وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى. رحم الله سموه على ما قدم من أعمال انسانية خيرية اجتماعية، وما أنجز لأمته ووطنه من إنجازات حضارية شاملة.