مندل عبدالله القباع
في العاشر من شهر ذي الحجة من هذا العام (1436هـ) يحل علينا اليوم الوطني الخامس والثمانين بعد توحيد هذا الكيان المعطاء (المملكة العربية السعودية) على يد موحده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود عليه شآبيب الرحمة والمغفرة - إن شاء الله - مؤسس الدولة السعودية الثالثة عام (1319هـ)،
حيث وحد هذا الكيان الذي يُعتبر شبه قارة إن لم يكن قارة عام (1351هـ) بعد أن كانت الجزيرة العربية والتي تمثّل المملكة في جغرافيتها الجزء الأكبر من هذه الجزيرة تعج بالفوضى وعدم الاستقرار في جميع مناحي الحياة، حيث السلب والنهب وقطّاع الطرق من العصابات الإجرامية.
فكان السكان قبل هذا التوحيد لا يأمنون على أنفسهم ولا على دينهم ولا على مالهم ولا على أعراضهم، لكن الملك عبد العزيز - رحمه الله - صقر الجزيرة هو ورجالـه من أجدادنا وآبائنا المغاوير الشجعان قطعوا الفيافي والصحاري وبذلوا الغالي والثمين وصبروا على الرمضاء من الأرض وتسلقوا الجبال وركبوا الخيل، فهم فرسان القوافل بالعدة والعتاد من السلاح والمال يتقدمهم صقر وفارس الجزيرة (الملك عبد العزيز - يرحمه الله -) فكان كل ما جاء بلده من أجل هذا التوحيد كان لا يبدأ بالقتال أو قتال البلدة، إلا إذا رفضت الاستسلام وبدأت بالقتال، عندها يعاملها بالمثل فكان - يرحمه الله - ورجالـه لا يقتلون صبياً صغيراً أو شيخاً أو شاباً أو رجالاً ونساءً، إنما يعاملهم ورجاله باللطف والحسنى ولا يحرق أرضاً أو زرعاً.. هذه هي سياسته - رحمه الله - حتى تم توحيد هذا الكيان معتمداً على دستور هذه البلاد كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لا تأخذه لومة لائم في تطبيق حدود الله حتى ولو كانت على أولاده وأحفاده رجالاً ونساء (فعمّ الأمن والأمان بعد توحيد هذا الكيان وأصبح المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة يأمن على دينه ونفسه وماله وعرضه).
ورغم قلة الإمكانات المادية في وقته، إلا أن الخير عمّ في جميع مناحي الحياة وسار أبناؤه البررة (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله) - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك (سلمان بن عبد العزيز) - متَّعه الله بالصحة والعافية - على منهج والدهم الملك عبد العزيز، حيث دبت التنمية مع خططها التي بدأت عام (1390هـ) كأول خط تنمية أولى واستمرت حتى وقتنا الحاضر خطة بعد خطة في جميع مناشط الحياة (الدينية والأمنية والتعليمية والصحية والاجتماعية والطرق والكهرباء والماء)، فأصبحنا ولله الحمد ننافس بتنميتنا هذه التي شملت مظلتها جميع (ديمغرافية) المملكة في أغلب المجالات في الطب، حيث لدينا الكوادر الطبية المؤهلة من السعوديين وأكبر المستشفيات الصحية التي تُجرى فيها أكبر العمليات الجراحية في جميع أجزاء جسم الإنسان السعودي والمقيم، كذلك لدينا العدد الكبير من الجامعات التعليمية التي تجاوزت الـ (35) جامعة، وكذلك التعليم العام في جميع مراحلـه الذي يرعى أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة، إضافة إلى المبتعثين من الطلاب والطالبات في أغلب دول العالم الذين يتلقون تعليمهم في أغلب التخصصات، حيث يتجاوز عددهم المائة والخمسين ألفاً ما بين طالب وطالبة والذين سوف يساهمون - إن شاء الله - في مشاريع تنمية هذا البلد الكريم، ونحمد الله أننا نعيش نعمة الإسلام والأمن والأمان، وهذا بفضل الله ثم بفضل تطبيق دستورنا الكريم المعتمد (على الكتاب والسنة) سنة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع مناحي الحياة صغيرها وكبيرها.
وقد قطعنا ولله الحمد شوطاً كبيراً وشامخاً في المجال الأمني بالقضاء على الإرهاب والإرهابيين ودحرهم في جحورهم وإجهاض مخططاتهم في عقر دارها قبل التفكير في تنفيذها، وما زلنا سائرين والحمد الله في هذا المنهج وهذا الاتجاه حتى يعرف ويشعر كل إرهابي أن مصيره القمع وتطبيق شرع الله في حقه وإجرامه، ونحمده أيضاً أن الجريمة في معدلها منخفضة وأنه ليس لدينا جريمة منظمة أو عصابات إجرام، وهذا بتوفيق الله ثم برجال أمننا الأشاوس بقيادة رجل الأمن الأول سمو الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية) الذي يعمل ليل نهار بتوفير الأمن الجنائي والاجتماعي للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة (بتوجيه ومتابعة من قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. وأخيراً نشكر الله ونبتهل إليه في كل لحظة وفي كل عام يمر علينا (الاحتفال باليوم الوطني).. هذا اليوم الذي نعتر به ونفتخر به كمواطنين - شباباً وشيوخاً رجالاً ونساءً - فها نحن نحتفل بهذا اليوم الوطني فهو تجديد للأمجاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ففعلاً نحن نعيش عهد الأمجاد عهد القوة والعطاء المرتكز على سواعد أبناء هذا الوطن، لأن المجد ينبع منهم ويعود إليهم ويذكّرهم بهذا اليوم الوطني الـ (85) لهذا البلد الشامخ الذي وحَّد كيانه مغوار الجزيرة وصقرها هو ورجالـه الأشاوس الملك عبد العزيز - رحمه الله - عليه سحائب الرحمة - إن شاء الله -، وكل عام وأنتم بخير.