يقف لسان المرء عاجزاً عن التحدث عن هذه المناسبة الوطنية الغالية.. التي تتكرر كل عام على بلادنا.
إن هذه المناسبة العزيزة والذكرى المتجددة تحمل بين طياتها وجنباتها معاني عظيمة ودلالات أكيدة أولها وأهمها المعاني الشرعية التي بنى فيها أبناء الوطن علاقاتهم بولاة الأمر على الأصول الشرعية، والحب والولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء.
فلا تكاد مناسبة جميلة تمر وتمتاز عن غيرها من المناسبات الوطنية إلا ويعقبها ما هو أجمل وأفضل منها.. ونحن نستقبل اليوم الوطني المجيد هذه الأيام، وبلادنا تعيش أزهى وأجمل عصورها في ظل القيادة الرشيدة رغم التطورات والتحولات والصراعات العالمية التي تجتاح العالم كله، ونحن ولله الحمد والمنّة نعيش في أمن وأمان وفي نهضة اقتصادية كبرى قلّما شهدتها بلادنا في سابق عهدها.. مشاريع اقتصادية عملاقة في جميع أنحاء بلادنا المترامية الأطراف.. وذلك بفضل الله وكرمه على ما حبا الله به هذه البلاد من خيرات جسام في شتى المجالات وشعب وفي وقادة كرام منذ توحيدها على يد الوالد الباني والعبقري الفذ.. جلالة المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، حتى عصرنا الحالي.
فكل مواطن يعيش في هذه المملكة الشاسعة الأطراف، يلمس خيرات هذه البلاد في شتى المجالات من مشاريع عملاقة في كافة قطاعات الدولة، حيث إنها تحتل مراكز متطورة ومتقدمة بين دول العالم، وذلك بفضل الله أولاً، ثم بسياسة حكومتنا الرشيدة أدامها الله وأعزها.
ما تحقق على أرض هذه البلاد من مكاسب متعدِّدة في كافة المجالات تُعتبر في حد ذاتها شاهداً على تقدم ورقي هذه البلاد الخيّرة.
وفي هذه الأيام المباركة يقف المواطن الكريم جنباً إلى جنب مع قادته الكرام معتزاً تمام الاعتزاز ومفتخراً تمام الافتخار بما أنعم الله على هذه البلاد من خيرات جسام لا تُعد ولا تحصى.
وبهذه الذكرى العطرة تقف مسيرة البناء والعطاء شاهداً على روعة التطور والتقدم الذي تحقق لهذا المؤسس من معجزات شتى استطاع - بعد فضل الله وكرمه - التعامل معها ومع كافة الأزمات المتلاطمة الأمواج والأحداث المؤلمة والصراعات المتجددة والحروب المحزنة بكل حكمة وحنكة ورؤية ثاقبة وسياسة ناجحة وملاحم تاريخية، قلَّ أن تجد لها شبيهاً في تاريخنا المعاصر.. وتأتي هذه المناسبة العظيمة من كل عام لتجسّد قيماً دينية واجتماعية أصيلة.. وتجدد أموراً مهمة تتمثّل في أبجديات الحب والولاء والانتماء التي يتجلى مداها في السَّرَّاء والضَّرَّاء.
حيث إن هذه الذكرى المجيدة تذكّرنا جميعاً بكافة الدروس والعبر التي تجسّد أمور الوحدة الوطنية التي تعيد لنا في هذه المناسبة الغالية، قصَّة كفاح مؤسس هذا الكيان العظيم الذي استطاع بعد توفيق الله وكرمه أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ على أسس راسخة وقوية.
وقد أكمل مسيرة هذا البناء العظيم أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله - يرحمهم الله جميعاً - بخطى ثابتة ومدروسة نحو الرقي والتقدم في شتى الميادين، كما تعكس هذه المناسبة الوطنية الغالية مدى أواصر عرى المحبة والمودة بين الراعي والرعية، فإن التلاحم والترابط بين الحاكم والمحكوم يحقق كافة المعجزات ويبطل كافة المخططات التي تستهدف اللُحمة الوطنية التي ترتبط بين القيادة والشعب، حيث إن اللُحمة تجسّد أهمية الحفاظ على المكتسبات الوطنية وترسّخ ثوابت الوطن ووحدة الشعب، وهذا التلاحم هو الدعامة القوية التي تحافظ على أمن البلاد وتطورها.
فقد حرص أبناء المؤسس على غرس أبجديات روح التآلف والترابط والتعاون والتكاتف بين أبناء هذا الوطن وقيادته الحكيمة.
وإنما يميز هذه القيادة البصيرة ليس في قراراتها فقط وقدراتها الذاتية بل في حسن اختيارها لفريق عملها وتحديد مسؤولياتها في إطار وحدة السياسة ووضوحها، لأنها تعي مسؤولياتها المتعدِّدة بكل حكمة واقتدار.
وختاماً.. نحن نعيش هذه الأيام المباركة التي توافق اليوم الوطني المجيد وعيد الأضحى المبارك.. أن نتقدم لقائد مسيرتنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهم الله - من كل سوء ومكروه، ونرفع آيات الشكر والتقدير والعرفان لما يبذلونه من جهود جبارة وعطاء سخي في دعم مسيرة هذا الوطن المعطاء نحو التقدم والازدهار.
- عبد العزيز صالح الصالح