د. محسن الشيخ آل حسان ">
يبدأ تاريخ اليمن الحقيقي، الذي يشمل تاريخ الجزيرة العربية، من الألفية الثانية قبل الميلاد مروراً بالعصور الوسطى حتى قيام الجمهورية اليمنية الموحدة، وعاصمتها صنعاء في 22 مايو عام 1990م. وقد قامت اليمن على حضارات قديمة وعريقة، أشهرها حضارات (سبأ وحمير ومملكة حضرموت وقتبان ومعين)، وسقط آخرها في العام 525م.
وعُرفت اليمن في ذلك الوقت (أيام المماليك) باسم العربية السعيدة في كتابات (اليونان الكلاسيكية). وشهد تاريخ اليمن القديم أدياناً ومعتقدات عدة، بدءاً بالوثنية المقدسة، وعرفت دياناتهم باسم (التوحيد الحميري)، قبل أن يعتنق عدد من ملوك اليمن الديانتين المسيحية واليهودية قبل الإسلام.
دخل الإسلام إلى اليمن عام 630م، وأسلمت القبائل اليمنية سريعاً في عهد الخليفة الراشدي الثالث الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه -. وكان قبل ذلك قد أرسل النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - إلى اليمن، وأوصاه قائلاً عليه الصلاة والسلام: «يسّر ولا تعسّر, وبشّر ولا تنفّر, وإنك ستقدم على قوم من أهل الكتاب, يسألونك ما مفتاح الجنة, فقل (شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له)».
والآن، والمملكة العربية السعودية وأشقاؤها دول التحالف تسعى لإعادة الشرعية والأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن، نقول: إذا ذكرت اليمن ذكرت الأوس والخزرج والمقداد المدجج, وإذا ذكرت اليمن ذكرت الملكة بلقيس وأسماء بنت عمير, وإذا ذكرت اليمن ذكر شاعر الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - حسان بن ثابت. واليمنيون أيضاً هم أهل الفصاحة والصباحة والسماحة والملاحة والتراث والثقافة والتاريخ.
أختتم وأقول: إن كنت يمنياً فاسمع ما يقال عنك.. وإن لم تكن يمنياً فاسمع ما يقال عن اليمنيين. قال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه -: «اليمن لا تحتاج إلى رجال فرجالها أهل ثبات وعزم وقوة»!