محمد جمعة عبدالهادي موسى
(1) مفهوم الصحافة وقربه من التاريخ
الصحافة صناعة الصحف، والصحف جمع صحيفة وهي قرطاس مكتوب، والصحافيون القوم الذين ينتسبون إليها ويشتغلون فيها، والمراد الآن بالصحف الأوراق المطبوعة التي تنشر الأنباء والعلوم على اختلاف مواضيعها بين الناس في أوقات معينة، فإن فيها من تواريخ الأوَل وأخبار الدول، وفكاهات الروايات وغرائب الاكتشافات، وأسعار التجارة وفنون الصناعة، وضروب الانتقاد، وشئون الاقتصاد، وأخلاق الغرباء، وغوائد البعداء ما يغني عن التوجه إلى بلادهم ومخالطة شعوبهم، والوقوف على أحوالهم، ولذلك عول الفضلاء على إنشاء الصحف بحيث أصبح سكان أقاصي المشرق يصل إليهم خبر أقاصي المغرب بأقرب حين بعد أن كانت الأنباء لا تتجاوز الأيام العديدة للوصول من مكان لمكان آخر مجاور(1).
من هذا التعريف يمكن أن نقرر أنه لا يوجد هنالك تعريف شامل للصحافة، لماذا؟ لأن مفهوم الصحافة لا يمكن أن يكتمل دون الإحاطة بمختلف المداخل أو المحددات التي تتعلق بهذا المفهوم. ولكن -في الوقت نفسه- يمكن أن نقرر أن الصحافة كلمة تستخدم للدلالة على أربعة معان هامة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمنهجي التاريخي:
الأول: الصحافة بمعنى الحرفة أو المهنة، وهي تحت هذا الإطار لها جانبان الأول متصل بعمليات الطباعة والتصوير والتوزيع والتسويق والإدارة والإعلان(2). والثاني متصل بالشخص الذي اختار مهنة الصحافة التي اشتقت منها كلمة «صحفي»(3) الذي يقوم على جمع الأخبار وكتابة المقال وغيره.
الثاني: الصحافة بمعنى المادة التي تنشرها الصحيفة كالأخبار والأحاديث والتحقيقات الصحفية والمقالات، والصحافة تحت هذا المهنى متصلة بالفن والعلم(4).
الثالث: الصحافة بمعنى الشكل الذي تصدر به فالصحف دوريات مطبوعة تصدر من عد نسخ وتظهر بشكل منتظم(5) وهذا المعنى يجعل مفهوم الصحافة مقتصراً على الدوريات المطبوعة فقط أي تلك التي ظهرت بعد اكتشاف المطبعة في منتصف القرن الخامس عشر أي أن الصحافة بدأت في العالم بظهور أول صحيفة مطبوعة في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر(6).
الرابع: الصحافة بمعنى الوظيفة التي يؤديها في المجتمع الحديث أي كونها رسالة تستهدف خدمة المجتمع والإنسان الذي يعيش فيه. وهي بهذا المعنى متصلة بطبيعة الواقع الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الذي تصدر فيه الصحفية، ونوعية النظام السياسي والاجتماعي القائم به ثم بتلك الأيدولوجية التي يؤمن بها هذا المجتمع (40) وهو الأمر الذي انتج (المدارس) الصحيفة المتباينة.
(2) وظيفة الصحافة كمصدر للتاريخ
بمرور الوقت وبتعدد وظائف الصحافة وبتنوع أغراضها وشمول مادتها لغالبية أوجه النشاط الإنساني صارت الصحافة تقوم بوظيفة هامة وهي تسجيل وقائع الحياة الاجتماعية وبالتالي صارت مصدار هاماً من مصادر التاريخ. من ناحية أخرى لم يعد في قدرة الكتاب المطبوع بشكله المعروف أن يلبي حاجة المؤرخين إلى رصد الوقائع التاريخية المتلاحقة أو متابعتها، وهو الدور الذي نجحت الصحافة في القيام به.
فالصحافة اليومية تقدم للمؤرخ وقائع الحياة الاجتماعية في حركتها اليومية في حين تقوم المجلات الأسبوعية بتلخيص هذه الوقائع وتحليلها والكشف عن أبعادها ودلالتها، وهذا من وظائفها الرئيسية التي تعني بتفسير الأخبار للقارئ متى كان هنالك حاجة إلى هذا التفسير(7).
الصحف تكون مصدرًا رئيسيًا للمؤرخ حين يتعلق الأمر بتسجيل وقائع الحياة اليومية أو حينما يتعلق برصد تلك الاتجاهات الفكرية للأحزاب والأفراد أو يرتبط بدراسة تاريخ الصحافة ذاتها. في حين تكون الصحافة مصدراً ثانوياً للتاريخ عندما يتعلق الأمر بدراسة الحياة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية لمرحلة معينة من المراحل التاريخية في مجتمع معين(8).
كما أن بتعدد المراحل التاريخية التي تمر بها المجتمع تنمو وتزداد وظائف الصحافة، إذ تضيف كل مرحلة تاريخية جديدة وظائف جديدة للصحافة لتلبي احتياجات التطور الذي يحققه المجتمع خلال هذه المرحلة التاريخية. وإذا كان التاريخ كما يعرفه العلامة عبدالرحمن بن خلدون (ت808هـ) هو «ذكر الأخبار..»(9)، فإن أي حدث يتناول هذه المجتمعات يمكن اعتباره في المحصلة النهائية بمثابة صياغة الخبر أي تأريخ وتنظيم وعرض التاريخ، ومن هنا تجيء الصلة الحميمة التي تربط العلوم الاجتماعية والإنسانية بصورة أو بأخرى بعلم التاريخ.
وقد اختلف العلماء في مدلول لفظ التاريخ، فيرى السخاوي (ت902هـ) أن التاريخ في اللغة هو الإعلام بالوقت، يقال أرخت الكتاب وورخته، أي بينت وقت كتابته، وينتهي السخاوي إلى أن التاريخ فن يبحث فيه عن وقائع الزمان في حيثية التعيين والوقت(10).
وفرق الأصمعي بين ورخت وأرخت بحسب لهجات القبائل، وأكد روزنتال بناء على ذلك أن أصل اللفظ عربي(11)، بينما يرى(12) oman أن معنى التاريخ هو بحث واستقصاء الحوادث، ويضيف هرنشو(13) أن كلمة تاريخ تعني الحوادث الفعلية على مر الزمان.
على أن أهم تعريفين يربطان بشكل وثيق بين التاريخ والصحافة كعمل إخباري هما تعريف العلامة ابن خلدون، والمؤرخ الفذ المسعودي، فيقول ابن خلدون (ت808هـ) هو «ذكر الأخبار الخاصة بعصر أو جيل»(14)، ويقول المسعودي عنه «هو علم من الأخبار»(15).
من هنا تبرز علاقات التداخل والتبادل بين علم التاريخ وسائر العلوم الاجتماعية على وجه الخصوص في مجالات الاجتماع والسياسة والصحافة، ولكن تتمايز العلاقة التي تربط بين الصحافة والتاريخ كعلمين ينتميان في الأساس إلى دائرة واحدة، وهي دائرة العلوم الإنسانية. فيقول ابن خلدون: «إن التاريخ هو في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام والدول»(16).
فإذا كان التأريخ يركز في الأغلب على شتى المظاهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية للنشاط الإنساني مع منح عناية خاصة للأحداث الهامة والشخصيات المؤثرة في حياة مجتمعاتها، أي أنه يتناول كل ما هو جدير بالمعرفة فإننا نلاحظ أن الصحافة لا تقتصر اهتماماتها على الأحداث الكبيرة دون الصغيرة ولا تولي عنايتها للشخصيات البارزة فحسب بل تحرص على أن تعرض صورة كاملة للمجتمع والعصر الذي ينتمي إليه من حيث إنجازاته ومن زعمائه حتى صعاليكه وجرائمه سواء كانت الفردية منها أوالجماعية، وأهم من هذا كله تقوم الصحافة على تسجيل ورصد الأحداث الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
هذا وقد تفاوتت وظائف الصحافة من مجتمع لآخر وتراوحت بين الإعلام والتثقيف والترفيه في المجتمعات الرأسمالية والتعبئة والتوعية والتنظيم الجماعي والنقد الذاتي في المجتمعات الاشتراكية ومساندة قضايا التحرر الوطني والتنمية المستقلة في دول العالم الثالث(17).
من هنا يمكن أن نقول إن نقطة الاقتراب الوظيفي والمهني بين الصحافة والتاريخ هي التوثيق، وإذا كانت الصحافة المعاصرة قد أصبحت مرجعا وثائقياً لا يمكن تجاهله أو الاستغناء عنه فإن ذلك يثير بعض الإشكاليات التي تتعلق باستخدام الصحافة كمصدر للتاريخ ومدى اعتماد المؤرخين على الصحف كمصادر أولية أو ثانوية للبحوث والدراسات التاريخية، خاصة وأن التاريخ فكرة شاملة(18) له خصوصية منهجية ذات قواعد وأصول ثابتة ورصينة، وله وثائقه الخاصة(19).
وعلى كل حال يمكن أن نقول إن وظيفة الصحافة كمصدر من مصادر التاريخ يمكن أن نحددها في وظيفتان هامتان: الأولى: رصد الوقائع وتسجيلها ووصفها والاحتفاظ بها للأجيال المقبلة كي تصير أحد مصادر التاريخ.
الثانية: القيام بقياس الرأي العام وآراء الجماعات والتيارات المختلفة إزاء وقائع أو قضايا تاريخية معينة(20).
(3) المؤرخون والصحافة
يختلف المؤرخون بوجه عام في نظرتهم إلى الدور الذي تقوم به الصحف في البحوث التاريخية، ولكنهم يجمعون على شيء واحد وهو أهمية المعلومات التي تتضمنها الصحف، وعدم استغناء المؤرخ عنها مهما شابها من تحيزات أو مبالغات، فهي تعد مصدرًا أولياً هاماً للتأريخ الوطني ولدراسة التطور الاجتماعي والسياسي والثقافي للمجتمع.
قد يصادف الباحث التاريخي بعض الصعوبات في العثور على المادة التاريخية التي ينشدها سواء كانت معلومات وحقائق أو وجهات نظر وآراء منشورة على صفحات الصحف التي تنتمي للفترة التاريخية المدروسة، ولكن إذا كان العالم الزمني يمثل المحور الرئيسي لاهتمام المؤرخ فلا شك أنه لن يجد ذلك متوافراً إلا في الصحف التي تقوم بحفظ وتسجيل الأحداث كوحدات زمنية.
وبرغم التحفظات التي تتعلق بطبيعة ونوع المادة التاريخية التي تطلبها كل بحث يظل للصحيفة دورها الهام في تزويد الباحث بالمادة التاريخية المطلوبة، ويزداد هذا الدور أهمية خاصة إذا كانت المادة ذات طابع إخباري تتضمن أحداثاً ووقائع؛ لأنه من الصعب استقاؤها بنفس الدقة من المصادر الأخرى، وهذه هي السمة الرئيسية التي تنفرد بها الصحف عن سائر المصادر التاريخية(21).
وبناءً على ما سبق يمكن القول بأن الصحف تستخدم كمصدر أولي أو ثانوي ضمن دراسة التاريخ، ولا تقوم بوظيفة التأريخ إلا إذا أصبحت هي الغاية الأساسية والمحور الرئيسي الذي تدور حول الدراسة، وفي هذه الحالة تصبح جزءاً من تاريخ الصحافة(22).
وإذا كانت هنالك العديد من الضوابط التي يجب مراعاتها عند استخدام الصحيفة كمصدر أولى أو ثانوي في الدراسات التاريخية فإن إخضاع هذه الصحيفة ذاتها للدراسة التاريخية يستلزم مراعاة بعض الشروط المنهجية الصارمة التي تتخذ صورة خطوات مكملة بعضها بعضاً تبدأ بنقد وتمحيص الصحف التي استقر الرأي على دراستها، ويتم ذلك على مرحلتين، الأولى: تتمثل في إجراء ما يسمى بالنقد الخارجي للصحيفة والإحاطة الشاملة بالمناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والإعلامي السائد أثناء فترة صدور الصحيفة، والمرحلة الثانية: تتمثل في عملية النقد الداخلي للصحيفة أي رصد كل ما يتعلق بالصحيفة ذاتها.
(4) التأريخ للصحافة المصرية
لدينا مثال مهم في هذا الإطار تمثل في أعمال الدكتور إبراهيم عبده، ذلك المؤرخ الذي اعتمد في تاريخه للصحافة المصرية على كتب ومراجع في تاريخ مصر السياسي الوطني والوثائق العربية والإنجليزية والتركية والفرنسية ثم على الصحف في نهاية الأمر، وذلك على حد قوله «كي لا يزاوج بين الحقائق العلمية المنشورة في الكتب والوثائق الرسمية بين الاتجاهات الصحفية المتباينة(23).
وجدير بالذكر أن ظهور أول دراسة أكاديمية تؤرخ للصحافة المصرية تمثلت في رسالة الماجستير التي تقدم بها د. إبراهيم عبده عام 1940م، وكانت عن «تاريخ الصحافة المصرية (1798-1882م)»، ثم تلتها رسالته للدكتوراه عن «تطور الصحافة المصرية وأثرها في النهضتين الفكرية والاجتماعية» في عام 1943م.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الباحث قد أعد هاتين الدراستين في إطار قسم التاريخ تحت إشراف أساتذة التاريخ، بكلية الآداب، جامعة القاهرة(24).
ومن المهم أن نعلم ان الدراسات الصحفية بدأت في كنف علوم اجتماعية كالتاريخ والاجتماع والسياسة، ولم تكن لها بالتالي مناهج بحث مستقلة، وإنما استعارات مناهج البحث المستخدمة في العلوم التي نشات في كنفها، لذلك تكاد الدراسات الصحفية تعتمد بشكل كامل على كل من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي(25).
فإذا بحثنا في كيفية استخدام المنهج التاريخي في الدراسات الصحفية، نجده يعتمد على انتقاء المادة المراد دراستها لتفسير حقائق معينة، وبالتالي يظهر تحيز الباحث في اختيار المادة وفي تفسيرها(26).
والمنهج التاريخي لا يمكنه صياغة تعميمات شاملة لها قوة التنبوء الدقيقة التي تتمتع بها القوانين في العلوم الطبيعية، وأن القياس التاريخي يزودنا في معظم الأحيان بإشارات عن السلوك المحتمل، لكون قدرته قاصرة على التوقع فقط دون أن تملك إمكانية التنبوء(27).
أما المنهج الوصفي فهو يصور الوضع الراهن، وقد يحدد العلاقات التي توجيد بين الظاهرات التي قد تبدو في حال نمو، ولكنه قاصر عن وضع تنببؤات عن الأحداث المقبلة، ويتضح من ذلك القصور المنهجي لكل من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في تحقيق (علمية) الدراسات الصحفية لعجزهما عن تحقيق الضبط الكمي من ناحية، وعدم إمكانية التحقيق من صحة النتائج من ناحية أخرى(28).
(5) الحملة الفرنسية والبدايات الصحفية
في مصر حتى محمد علي
بزغت شمس الصحافة العربية في ختام القرن الثامن عشر بمدينة القاهرة، وكان ذلك على يد الحملة الفرنسية التي جاءت إلى وادي النيل بقيادة الجنرال بونابرت الذي ارتقى بعد ذلك إلى العرش القيصري في فرنسا باسم نابليون الأول، وهكذا أتيح لأمة غربية أن تُدخل هذا الفن الشريف إلى البلاد العربية مع سائر جراثيم التمدن الحديث.
وكانت البعثة العلمية التي رافقت الحملة البونابرتية قد أحضرت معها مطبعة من باريس يديرها رجلان فرنسيان: أحدهما عالم والآخر عامل بسيط، أما العالم فهو المستشرق يوحنا يوسف مرسال، وأما العامل فهو مرك أوريل، وقد تنوسي هذا الرجل ثم أحيت ذكره الأيام.
أول عمل باشرته هذه البعثة العلمية أنها نشرت ثلاث جرائد في المطبعة المذكورة: إحداها كانت باللغة العربية وهي «الحوادث اليومية» كان يحررها إسماعيل بن سعيد الخشاب، والآخريان باللغة الفرنسية، وقد انقرضت هذه الصحف برجوع تلك الحملة إلى بلادها سنة 1801م، وبقيت اللغة العربية محرومة من فوائد الصحافة حتى قيض الله لها بعد 27 سنة عصراً جديداً من الفلاح بفضل محمد علي باشا الكبير الذي أنشأ «الوقائع المصرية» لحكومته.
ثم رأت الدولة الفرنسية أن تصدر جريدة في أملاكها بشمال إفريقيا تكون واسطة للتفاهم بينها وبين السكان الوطنيين، فأنشأت «المبشر» عام 1847م في مدينة الجزائر عاصمة المغرب الأوسط.
تتجلى قيمة الصحافة وأثارها فيما قاله نابليون: «الصحافة ركن من أعظم الأركان، التي تشيد عليها دعائم الحضارة والعمران»(29) هكذا قال نابليون الأول بونابرت، وهذا يعني الكثير لديه من قناعته بأمر الصحافة وأثرها العظيم على المجتمع، واستيعابه لوظيفة الصحافة قدر له أن يتعامل بها تجاه الشعب المصري خلال حملته. فكانت جريدة «الحوادث اليومية» هي أول جريدة عربية أنشأها نابليون الأول سنة 1799م، في القاهرة، عندما كان قائدا للحملة الفرنسية(30)، وهي صحيفة يومية رسمية أنشأها نابليون لنشر أخبار مصر وإذاعة أوامر حكومته بين سكان القطر، وعهد بكتابتها إلى إمام زمانه في العلوم الأدبية السيد إسماعيل بن سعد الخشاب كاتب «سلسلة التاريخ» في ديوان الحكومة المصرية، فقام بهذه المهمة أحسن قيام كما روى معاصره العلامة عبدالله بن حسن الحبرتي في تاريخه بالحرف الواحد: «إن الفرنساوية عينوه في كتابة التاريخ لحوادث الديوان وما يقع فيه كل يوم، لأن القوم كان لهم مزيد اعتناء بضبط الحوادث اليومية في جميع دواوينهم وأماكن أحكامهم، ثم يجمعون المتفرق في ملخص يُرفع في سجلهم بعد أن يطبعوا منه نسخاً عديدة يوزعونها في جميع الجيش حتى لمن يكون منهم في غير مصر من قرى الأرياف، فنجد أخبار الأمس معلومة للجليل والحقير منهم، فلما رتبوا ذلك الديوان كما ذكر كان هو المتقيد برقم كل ما يصدر في المجلس من أمر أو نهي أو خطاب أو جواب أو خطأ أو صواب وقرروا له في كل شهر سبعة آلاف نصف فضة، فلم يزل متقيداً في تلك الوظيفة مدة ولاية عبدالله جاك منو حتى ارتحلوا من الإقليم»(31).
والجدير بالذكر أن تلك الحملة التي دخلت قواتها في وقت كان يشهد فيه تزايد في وزن العلماء ورجال الدين، ويستعد للتخلص من الجمود الفكري الذي استمر لقرون طويلة، خاصة وأن الحملة الفرنسية خلال المناخ السياسي والثقافي الذي أشاعته سنجد أنها ساعدت في تدعيم مراكز علماء الدين(32).
ولما استمر الدور السياسي لرجال الدين في التعبير عن مطالب الشعب أثناء الحملة الفرنسية، والتي استمرت من 1798م إلى 1801م، فقادوا ثورتي القاهرة الأولى والثانية، كما انضم عدد منهم إلى الديوان العام الذي أنشأه نابليون بونابرت في يوليو 1798م(33)، وكان اتخاذ رأي العلماء دخل الديوان شكلياً استشارياً، ولم يكن لهم تأثير يذكر في توجيه الأوضاع السياسية، إلا أن وجودهم في الديوان حافظ لهم على هيبتهم ومكانتهم الاجتماعية بين الناس وصاروا أداة اتصال بين نابليون والأهالي(34).
أدرك نابليون ذلك التأثير الكبير للدين في نفوس أغلب المصريين، واقتنع بشكلٍ كبير أن الاختلاف في العقيدة قد يكون أحد أهم الأسباب المؤدية إلى رفض المصريين للحملة الفرنسية، ومن ثم اهتم بطبع منشور باللغة العربية ليصل إلى مصر قبيل نزول قواته إلى الأراضي المصرية، وتم تسليم هذا المنشور من خلال عدد من الأسرى الذين جلبتهم الحملة من مالطة، وذلك بهدف طمأنة المسلمين على حريتهم الدينية، وقد وصف المؤرخون هذا المنشور بأنه قطعة من الدجل(35) فقد بدأه بالبسملة وعبارة (لا إله إلا الله، لا ولد، ولا شريك في ملكه) محاولاً بذلك الضرب على أوتار المشاعر الدينية للمسلمين، وتضمن أنه أكثر من المماليك يعبد الله سبحانه وتعالى، ويحترم نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- والقرآن العظيم، بل وذهب بونابرت إلى أبعد منذ ذلك عندما أدعى أن الفرنسيين هم أيضاً مسلمين خالصين(36).
عرفت مصر مع مجيء الحملة الفرنسية ولأول مرة في تاريخها وسائل الإعلام والصحافة المطبوعة، والتي ضمت صحف صدرت باللغة الفرنسية ومنشورات طبعت بلغات متعددة منها اللغة العربية، مع استمرار وسائل الاتصال الشفهية مثل المناداة في الطرق والإعلان من أعلى المنابر والمآذن، وغيرها من تلك الوسائل. وتولى أعضاء الديوان في كثير من الأحايين نشر الأخبار الشفهية التي يريد قائد الحملة نابليون بونابرت إن يذيعها بين المصريين، وبالتأكيد كان كثير من هذه الأخبار ينقصها الدقة والصدق والأمانة، خالية منه المعلومات الصحيحة خاصة في الشئون العسكرية(37).
وبعد أن خرجت الحملة الفرنسية من مصر بانكسارها أمام جيوش تركيا وإنجلترا في الأسكندرية، ظلت مصر بدون طباعة ولا صحافة، إلى أن تولى الخديوي محمد علي باشا الكبير حكم البلاد، فوضع حجر أساس مطبعة (بولاق) الشهيرة في عام 1819م، ثم رأى محمد علي باشا أن الحاجة ماسة إيجاد جريدة تقوم بنشر أوامر الحكومة، وإذاعة إعلاناتها وسائر الحوادث الرسمية، فأنشأ في 20 يوليو 1828م بعناية الدكتور كلوت بك مؤسس مدرسة القصر العيني الطبية جريدة (الوقائع المصرية) التي جعلها لسان حال الحكومة الخديدوية ولا تزال حية إلى الآن.
وفوض في إدارتها وتحريرها إلى العالم الكبير رفاعة بك الطهطاوي، بعد عودته من باريس حيث تلقى الدورس الكاملة على نفقة الحكومة المصرية، وكان رفاعة بك مؤسسا وناظرا لمدرسة الألسن، وقد تولى تحريرها بعد الطهطاوي كثير من أرباب الشهرة الواسعة في العلم وهم: أحمد فارس الشدياق، وحسن العطار، والسيد شهاب الدين محمد ابن إسماعيل المكي، والشيخ أحمد عبدالرحيم، والشيخ مصطفى سلامة، وصالح مجدي بك، والشيخ محمد عبده، وعبدالكريم سلمان، والشيخ سليمان العبد وسواهم.
وكانت الوقائع المصرية هي الجريدة الرسمية للحكومة المصرية حالياً، وكانت في أول عهدها تحرر باللغة التركية، ثم حررت باللغة العربية والتركية، ثم حذفت اللغة التركية. كما كانت في أول عهدها تنشر مقالات وأخبار وفصولا مترجمة. أما الآن فتقتصر على نشر المراسيم والقوانين واللوائح التي يصدرها مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، فضلا عن الإعلانات الرسمية.
كانت أول صحيفة يصدرها فرد في مصر هي صحيفة باللغة الفرنسية اسمها (لومونيتور اجيسيان Le Moniteur Egyption) أصدرها أحد أفراد الجالية الفرنسية بالإسكندرية، بتشجيع من الوالي الذي جعلها لسان حاله، وجهازا من أجهزة الدعاية لحكمة في أوروبا، ولكنها لم تعش سوى بضعة شهور.
وفي سنة 1865م ظهرت أول مجلة طبية في مصر والوطن العربي وهي مجلة (يعسوب الطب) الشهرية لصاحبها محمد علي باشا الحكيم رئيس الأطباء في مصر وإبراهيم الدسوقي، وصدرت في السنة نفسها (الجريدة العسكرية المصرية)، وبعد ذلك بثماني سنوات صدرت في 11 يوليو 1873م مجلة (أركان حرب الجيش المصري)، وفي نطاق الحكومة صدرت كذلك (روضة المدارس) في 17 فبراير 1870م وهي صحيفة ديوان المدارس وكان يصدرها رفاعة الطهطاوي.
أما أول صحيفة يصدرها مواطن مصري فهي مجلة (وادي النيل) سياسية علمية أدبية، أنشأها عبدالله أبو السعود ناظر المدرسة العليمة التي أسسها محمد علي في القاهرة، وأحد تلاميذ رفاعة الطهطاوي، وقد صدر العدد الأول منها في 5 يوليو 1867م، وكانت هذه الصحيفة همزة الوصل بين الصحافة الرسمية، والصحافة الشعبية، وتوقفت عن الصدور بوفاة صاحبها.
كما صدرت صحيفة (نزهة الأفكار) سياسية أسبوعية في القاهرة عام 1869م لصاحبيها ومحرريها إبراهيم بك المويلحي ومحمد عثمان بك جلال، وتعطلت هذه الصحيفة بعد صدور العدد الثاني منها. وفي أغسطس 1873م صدرت في الإسكندرية جريدة (كوكب الشرق) الأسبوعية لصاحبها سليم حمدي، وتحولت بعد ذلك إلى يومية، وهي أول صحيفة يومية تصدر في مصر، وفي سنة 1875م صدرت صحيفة (روضة الأخبار) لصاحبها محمد أنس بن عبدالله أبو السعود.
ومن الصحف المصرية التي ظهرت في أواخر عهد الخديوي اسماعيل جريدة (الأهرام) التي أسسها سليم وبشارى نقلا بمدينة الإسكندرية، وقد صدر العدد الأول منها في 5 أغسطس 1876م وصدرت الأهرام في أول عهدها أسبوعياً ثم صارت يومية في عام 1881م، ونقلت إلى القاهرة عام 1899م.
كذلك صدرت في القاهرة في 21 مارس 1877م أول صحيفة كاريكاتورية سياسية في الشرق العربي، وهي صحيفة (أبو نظارة) لصاحبها يعقوب صنوع، وقد انتقدت الخديوي إسماعيل وسياسته، فأغلقها الخديوي واضطر صاحبها إلى السفر إلى فرنسا، حيث استأنفت إصدار صحيفته تحت أسماء مختلفة لتفلت من رقابة حكام مصر.
كما صدرت جريدة (المقطم) في 14 فبراير 1889م سياسية تجارية أدبية، لأصحابها: يعقوب صروف، وفارس نمر، وشاهين مكاريوس، وكانت تسير في فلك الاحتلال البريطاني، تعزز أركانه، وتناصره في مبادئه، وتنطق بلسان حاله، وتوقفت عن الصدور في عام 1952م.
كذلك صدرت جريدة (المؤيد) اليومية والسياسية التجارية في أول ديسمبر 1889م (8 ربيع الثاني 1307هـ) لصاحبها ومحررها الشيخ علي يوسف وهي أرسخ جريدة إسلامية وأقدمها عهداً بين الجرائد المعاصرة لها في مصر، وكانت تقاوم الاحتلال البريطاني، وكانت واسعة الانتشار.
وإذا انتقلنا إلى الحديث عن نشأة المجلات في مصر، وجدنا أنها قد زخرت بها منذ أواخر القرن التاسع عشر، ومنها مجلة (المقتطف) شهرية علمية صناعية زراعية، أنشأها في عام 1876م بالقاهرة وبيروت الدكتور يعقوب صروف والدكتور فارس نمر.
ومجلة (الهلال) الشهرية التي أنشأها في القاهرة جورجي زيدان في أول سبتمبر عام 1892م، وكذلك مجلة (المنار) التي أصدرها صاحبها محمد رشيد رضا في 15 مارس عام 1898م، ومجلة (اللطائف) شهرية علمية أدبية تاريخية فكاهية التي صدرت في القاهرة في 15 مايو 1886م لصاحبها شاهين مكاريوس وتوقفت عن الصدور لوفاة صاحبها في 12 يونيه 1910م، هذا إلى جانب عدد كبير من المجلات الدينية والمجلات الساخرة وغيرها(38).
** ** **
(1) الفيكونت، فيليب: تاريخ الصحافة العربية، بيروت، المطبعة الأدبية، 1913م، ص5.
(2) Bond, F. Fraser: An introduction to journalism (Second Edition the MacMiltian Company) New York. 1961. pp.32-38
(3) Hothenberg, John : The professional journalist (Second edition. Holt Rinebart and Winston) Inc. New York. 1969.pp. 43 -55.
(4) Stein M.L.: Reporting to day (cornerston Library)
(5) شعبان خليفة: الدوريات في المكتبات ومراكز المعلومات (العربي للنشر والتوزيع)، القاهرة، (د.ت) ص5.
(6) فاروق أبو زيد: مدخل إلى علم الصحافة، عالم الكتب، القاهرة، 1986م، ص49.
(7) عبداللطيف حمزة: الصحافة والمجتمع، دار القلم، القاهرة،1963م، ص31.
(8) فاروق أبو زيد: المرجع نفسه، ص68.
(9) ابن خلدون: المقدمة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1970م، ص3، 4.
(10) السخاوي: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ، دار الكتاب العربي، بيروت، 1979م، ص6،7.
(11) روزنتال: علم التاريخ عند المسلمين، مكتبى المثنى، بغداد، 1964م، ص12.
(12) Oman: On the Writing of History, London, 1931, p.2.
(13) هرنشو: علم التاريخ، ترجمة عبدالحميد العبادي، لجنة التأليف والترجمة والنشر، مصر، 1937م، ص8.
(14) ابن خلدون: المصدر نفسه، ص3، 4.
(15) المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، 1964م، ج3 ص135.
(16) ابن خلدون: المقدمة، ص4.
(17) عواطف عبد الرحمن: الصحيفة كوثيقة تاريخية، متى؟، ولماذا؟، مجلة العلوم الاجتماعية، الكويت، 1882م، ص43، عبدالعزيز الغنام: مدخل في علم الصحافة، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1977م، ص51.
(18) H.St.J.Bolingbroke: Letters on the Study and use of History, London, 1870, p.5.
J.TH. Shotwell: the history of history, New York, 1939, p.234.
(19) عبد الرحمن بدوي: منهج البحث العلمي، دار النهضة العربية، 1963م، ص184.
(20) عواطف عبدالرحمن: المرجع نفسه، ص51.
(21) Karl-Hugo Wiren: the press as a rarrative source. IAMCRA 84. Conference Prague.pp.2-3.
(22) عواطف عبدالرحمن: الصحيفة كوثيقة تاريخية، ص210-213، رأفت الشيخ: العلاقة النظرية والمنهجية بين علم الصحافة وعلم التاريخ - الحلقة الدراسية الأولى لمشكلة المنهج في الصحافة، كلية الإعلام، 1986م، ص10-12، محمد سيد محمد: الصحافة بين التاريخ والأدب، دار الفكر العربي، القاهرة، 1985م، ص14 -17.
(23) إبراهيم عبده: تطور الصحافة المصرية وأثرها في النهضتين الفكرية والاجتماعية، مكتبة كلية الآداب، القاهرة، 1945م، ص2.
(24) عواطف عبدالرحمن، نجوى كامل: تاريخ الصحافة المصرية، طـ2، 2009م، ص17.
(25) فاروق أبو زيد: مدخل إلى علم الصحافة، ص15.
(26) نادية حسن سالم: مناهج البحث العلمي في علوم الاتصال الجماهيري (المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية)، القاهرة، 1982م، ص19.
(27) Jahoda, Mario: Research Methods in Social Relations (Holt Rinehart and Winston) USA. 1963. pp. 62-64.
(28) فاروق أبو زيد: مدخل إلى علم الصحافة، ص16.
(29) الفيكونت، فيليب دى طرازي: تاريخ الصحافة العربية، ص9.
(30) الفيكونت، فيليب: المرجع انفسه، ص32.
(31) عبدالرحمن الجبرتي: عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج4 ص238.
(32) عبدالعاطي محمد أحمد: الفكر السياسي للإمام محمد عبده، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 1978م، ص49، فوزي جرجس: دراسات في تاريخ مصر السياسي منذ العصر المملوكي، القاهرة، الدر المصرية للكتاب، 1958م، ص27، 28.
(33) نصر الدين عبدالحميد: مصر وحركة الجامعة الإسلامية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984م، ص15.
(34) حلمي نمنم: المصريون وحملة بونابرت، القاهرة، أخبار اليوم، 1998م، ص36.
(35) هيولد. ج. كرستوفر: بونابرت في مصر، ترجمة فؤاد أندرواوس، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1967م، ص90.
(36) أحمد حسين الصاوي: فجر الصحافة في مصر، دراسة في إعلام الحملة الفرنسية، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب،1975م،ص93.
(37) رمزي ميخائيل: تطور الخبر في الصحافة المصرية، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1985م، ص17.
(38) محمد فريد محمود: مدخل إلى الصحافة، 1993م، ص 17، وما بعدها.
مكتبة البحث
أولا: المصادر العربية:
- ابن خلدون، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد (ت808هـ/1405م):
1. المقدمة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1970م.
- السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (ت902هـ/1497م):
2. الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ، دار الكتاب العربي، بيروت، 1979م.
- المسعودي، علي بن الحسين (ت346هـ/957م):
3. مروج الذهب ومعادن الجوهر، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، 1964م.
ثانياً: المراجع العربية والمعربة:
- إبراهيم عبده:
4. تطور الصحافة المصرية وأثرها في النهضتين الفكرية والاجتماعية، مكتبة كلية الآداب، القاهرة، 1945م.
- أحمد حسين الصاوي:
5. فجر الصحافة في مصر، دراسة في إعلام الحملة الفرنسية، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 1975م.
- حلمي نمنم:
6. المصريون وحملة بونابرت، القاهرة، أخبار اليوم، 1998م.
- رأفت الشيخ:
7. العلاقة النظرية والمنهجية بين علم الصحافة وعلم التاريخ - الحلقة الدراسية الأولى لمشكلة المنهج في الصحافة، كلية الإعلام، 1986م.
- رمزي ميخائيل جيد:
8. تطور الخبر في الصحافة المصرية، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1985م.
- روزنتال:
9. علم التاريخ عند المسلمين، مكتبى المثنى، بغداد، 1964م.
- عبد الرحمن بدوي:
10. منهج البحث العلمي، دار النهضة العربية، 1963م.
- عبد العاطي محمد أحمد:
11. الفكر السياسي للإمام محمد عبده، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 1978م.
- عبدالعزيز الغنام:
12. مدخل في علم الصحافة، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1977م.
- عواطف عبدالرحمن:
13. الصحيفة كوثيقة تاريخية، متى؟، ولماذا؟، مجلة العلوم الاجتماعية، الكويت، 1882م.
14. تاريخـ الصحافة المصرية،طـ2، 2009م.( نجوى كامل- أستاذ مشارك)
- فوزي جرجس:
15. دراسات في تاريخ مصر السياسي منذ العصر المملوكي، القاهرة، الدر المصرية للكتاب، 1958م.
- الفيكونت، فيليب دى طرازي:
16. تاريخـ الصحافة العربية، بيروت، المطبعة الأدبية، 1913م.
- محمد سيد محمد:
17. الصحافة بين التاريخ والأدب، دار الفكر العربي، القاهرة، 1985م.
- نصر الدين عبد الحميد:
18. مصر وحركة الجامعة الإسلامية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984م.
- هرنشو:
19. علم التاريخ، ترجمة عبد الحميد العبادي، لجنة التأليف والترجمة والنشر، مصر، 1937م.
- هيولد. ج. كرستوفر:
20. بونابرت في مصر، ترجمة فؤاد أندرواوس، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1967م.
ثالثا: المراجع الأجنبية:
(21) Bond, F. Fraser: An introduction to journalism (Second Edition the MacMiltian Company) New York. 1961.
(22) H.St.J.Bolingbroke: Letters on the Study and use of History, London, 1870.
(23) Hothenberg, John : The professional journalist (Second edition. Holt Rinebart and Winston) Inc. New York. 1969.
(24) J.TH. Shotwell: the history of history, New York, 1939.
(25) Karl-Hugo Wiren: the press as a rarrative source. IAMCRA 1984. Conference Prague.
(26) Oman: On the Writing of History, London, 1931.
(27) Stein M.L.: Reporting to day (cornerston Library)
(28) Jahoda, Mario: Research Methods in Social Relations (Holt Rinehart and Winston) USA. 1963.