عثمان بن حمد أباالخيل ">
هناك من يرفض الدروس المجانية وربما يحرض على عدم الاستفادة منها ويعاديها، هل هذا واقع في تفاصيل حياتنا؟ وهناك من يسخر من تلك الدروس المجانية. والكثير من الناس من يستفيد من تلك الدروس المجانية وتعامُلنا مع دروس الحياة تختلف من شخص لشخص. في الواقع هناك دروس لا نتعلمها إلا من الحياة. الحياة كريمة في دروسها وعطائها للناس، الحياة تجارب ومواقف يمر بها الإنسان ويتعلّم منها. الدروس الإيجابية علينا حفرها في الذاكرة أما الدروس السلبية علينا طردها من حياتنا، وعلى الإنسان الاختيار بين ما ينفعه وما يضره، أتساءل هل من الضروري أن تمر بكل الدروس؟ أم تتعلم من دروس الآخرين واخطائهم؟ الحياة تعطي وتمنح الدروس وهل العاقل أن يستفيد منها مباشرة أو غير مباشرة. الجيل السابق كان يعلّم فلذات أكباده تلقيًا عفويًا حيث تفاصيل الحياة سهلة ميسرة، تجد الأم تعلم وتدرس أولادها دون تدخلات خارجية وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات التي تعطي دروسًا أحيانًا في الاتجاه الذي لا يرغبه الإنسان لكنها تملك اليد العليا في عصر التقنية.
من صور الدروس في الجيل السابق الاحترام، احترام الصغير الكبير، قيادة السيارة بكل أمان وعدم مضايقة الآخرين، تلبية متطلبات البيت بكل بشاشة وحب، الصلاة وهي عمود الدين الجميع كانوا يتسابقون للمسجد، استقبال الضيف بكل رحابة صدر وتضيفه والجلوس معه وحواره، العبارات الجميلة والكلمات التي تدخل القلب التي كان يرددها الطفل كما سمع وتعود من والديه. لكم أن تضيفي الكثير والكثير من تلك الدروس من الزمن الجميل زمن الدروس المبنية على الاحترام.
من صور الدروس المجانية في زمننا الحالي، هناك دروس ذات قيمة عالية ولها تأثر على الإنسان دروس إيجابية وفي المقابل هناك دروس ذات قيمة سلبية تؤثر على الإنسان وتأخذه إلى طرق وعِرة. من تلك الدروس الإيجابية التربية الإسلامية الصحيحة في البيت قبل سن المدرسة وهذا هو دور الأم، دروس متابعة الأطفال بما يشاهدون ويلعبون. ومن الدروس السلبية بعض القنوات الفضائية التي تشكل عقول الأطفال كما تشاء.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قَالَ: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ واحد مَرَّتَيْنِ» وهذا الحديث الشريف يحثنا على اليقظة وعدم تكرار الخطأ مرة أخرى ولِيَكُنْ الْمُؤْمِن حازمًا حَذِرًا لَا يُؤْتَى مِنْ نَاحِيَة الْغَفْلَة فَيُخْدَع مَرَّة بَعْد أخرى. ما أكثر الذين يكررون أخطاءهم ولا يتعلمون من دروسهم فهل يتعلمون من دروس غيرهم. وأقرب مثال لذلك الذين يقطعون إشارات المرور ويتسببون في الحوادث ويكررون قطع الإشارة مرة أخرى.
أقتبس (دروس الحياة مجانًا.. فعليك استيعاب الدرس فقط «جورج برنارد شو، من يستوعب يصبح حكيمًا وقدوة للآخرين، وما أقل الذين يقتدون بالآخرين والسبب يعود لمستويات الفهم والمعرفة ومفهوم معني القدوة. كم هو جميل أن يدوّن كل إنسان ما تعلم من دروس في هذه الحياة وينشرها في محيطه وفي قروباته الشخصية والعامة ليكون قدوة، ويكون قدوة لأقرب الناس. ليس صعبًا ولا غريبًا أن نقوم بذلك ونعلم الآخرين ما تعلمنا.
أخيرًا الدروس المجانية لم تُدرس أو تعلم في المدرسة أو الجامعة الحياة تُخرج الملايين من البشر دون رسوم مادية فهي مجانية والدروس سهلة ويمكن تطبيقها في تفاصيل الحياة لكِن هناك من يرفض هذا وينحني وينجر للاتجاه المعاكس للحياة.