صالح العبدالرحمن التويجري ">
في كثير من مجالسنا نتحدث عن ضرورة توحيد ملفات المريض أي مريض يتنقل من مستشفى إلى آخر ومن مستوصف أو مركز صحي إلى آخر بملف واحد إلكتروني يستطيع الإطلاع عليه أي طبيب عند فحص هذا المريض أو ذاك والذي لا شك فيه أن الكثير من المرضى تجد له عدد من الملفات سواء في المصحات الحكومية أو الأهلية سواء في مدينته التي يسكن فيها أو في مدن أخرى اضطرته ظروف المرض إلى ذلك بل أحياناً تجد المريض لم يقتنع بفحص طبيب ما لعدم الثقة به أو بالعلاج الذي كتبه له أو بالإثنين فيعرض نفسه على طبيب آخر وقد يكون ثالث ورابع في مصحات مختلفة وكل طبيب يفتح له ملفاً فينتج عن ذلك تكرار صرف العلاج وتكرار الملفات للمريض الواحد فهنا لا شك يحدث إسراف وتبذير للأدوية يليها تضييع لأوقات الأطباء ومن ثم إضاعة الكثير من أوقات المريض وبالتالي قد يصاب المريض بالوسواس أو قل بمرض نفسي لعدم معرفته حقيقة مرضه ونظامية استخدامه العلاج الذي من المؤكد أن الكثير منها سيتحول إلى أماكن الزبالة وخذوني شخصياً مثالاً لمن تعددت ملفاته فلدي ملفات في كل من مركز الحي الصحي وآخر بالمستشفى العسكري وثالث بمستشفى الحرس الوطني ورابع بمستشفى الحبيب وخامس بمستشفى نجد التخصصي وسادس بمجمع عاجي لطب الأسنان وكان لي ملف بالمستشفى العسكري بجدة وبمستوصف القصر الملكي بالرياض وجدة حينما كنت موظفاً بالديوان الملكي وبمستشفى الملك فهد بجدة وهلم جرا وأحياناً يكون الملف خاص بمرض معين كمرض الأسنان وأحياناً يكون شاملاً لبعض أو لكل الأمراض فتكون المراجعة لأي مستشفى أو مستوصف حسب الحاجة أو الظروف وأمثالي كثير وكثير جداً وحقيقة أنني لأمقت كثرة ملفات الشخص أو تغيير الطبيب من أجل الشكوى من مرض معين لأنه قد يسبب عدم الاستقرار النفسي أو يخلق قلقاً مستمراً لدى المريض خاصة إذا طالت مراجعته للطبيب لمرض محدد دون أن يجد المريض دلالات على الاستفادة من العلاجات لمرض طال أمده أو لاختلاف آراء الأطباء في التشخيص ولإحساسي بضرورة توحيد ملفات المريض إلكترونياً فقد كتبت عن هذا في شهر جمادى الثانية من عام 1419هـ عبر مجلة اليمامة ومما يؤسفني أنه حتى الآن لم يدر ببال أي من مسؤولي وزارة الصحة تفعيل هذه الفكرة على الرغم من أهميتها ولذا أؤكد على أهمية وضرورة توحيد ملفات مرضى وزارة الصحة إضافة إلى وزارة الدفاع ووزارة الحرس ووزارة الداخلية في ملف إلكتروني واحد لكل مريض مرقماً برقم الهويةلشخصية مما سيوفر الجهد والمال والوقت إلى جانب رصد كامل الإجراءات الطبية ويقلل الضغط على الأطباء والأجهزة الطبية ويقلص وقت الانتظار ويختصر زمن المواعيد بل وسيسهل تحديد المسؤولية حالماً تحدث الأخطاء الطبية وأخيراً سيسهم توحيد الملف في حصول المريض على التشخيص الصحيح والعلاج الصحيح في المستشفى المناسب لأن الطبيب سيستطيع الاطلاع على كل ما حواه الملف من أمراض وفحوصات وكذا الأدوية التي صرفت للمريض وهلم جرا فيا ترى متى سنرى الملف الإلكتروني الواحد للمريض أين كان سواء وفي أي مستشفى أو مركز.