عبد الكريم الجاسر
يدور حديث هنا وهناك بعد لقاء الهلال بالأهلي الإماراتي عن أخطاء ارتكبها المدرب الهلالي السيد دونيس في المباراة ما تسبب في حرمان الهلال من تحقيق الفوز وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره. وبالنظر لما قيل إنها أخطاء صدرت من المدرب سواء في التغيير أو التشكيل أجد نفسي لا اتفق مع هذا الطرح بشكل كامل.. فالهلال دخل لقاء الأهلي بنفس الطريقة والأسلوب الذي يلعب به في كل مبارياته وظهر بنفس الروح والاستعداد والرغبة في الفوز والتأهل غير أن كرة القدم لا يمكن أن تأتي كما تريد دائمًا.. فالأهلي الإماراتي ومدربه كوزمين أولاريو نجحوا في قراءة طريقة اللعب الهلالية لإبطال مفعولها تمامًا عبر تحركات مدروسة ودقيقة لكافة اللاعبين فضلاً عن أن ظروف المباراة لم تسر كما يريد الهلاليون وكما كان يفترض أن تكون فهناك ضربة جزاء صريحة في الدقائق العشر الأولى من اللقاء لمصلحة ألميدا لو احتسبت لتغير مجرى اللعب وهناك ضربة جزاء لم تسجل في وقت مهم من اللقاء وهناك عدة فرص لم تستثمر بالشكل الصحيح ولو حدث ذلك كما تحدث أحد عما يطرح وطرح بعد اللقاء.
)) شخصيًا أقول هذا الكلام عن قناعة تامة فاللعب أمام فريق على أرضك وبطريقة الذهاب والإياب يتطلب أن تكون حذرًا في الدفاع ولا تعطي الفرصة للخصم بالتسجيل لأن هدفه سيكون بهدفين ونجح الهلال في ذلك عبر الكرات المتحركة والهجمات التي أبطل اللاعبون مفعولها مبكرًا والهدف جاء (للأسف) من سوء تغطية عبر كرة ثابتة وليس من خلال المحور ووجود سلمان الفرج فيه وحيدًا مثلاً كما يطرح أحيانًا.. أما اللعب بمهاجمين فهو موجود أصلاً بوجود البرازيليين ألميدا وإدواردوا ويكفي أن نعرف أن هداف الهلال هو إدواردوا وهو المهاجم الثاني ولا يمكن تصنيفه كلاعب وسط لأنه يدخل المنطقة ويواجه المرمى ويسجل.. وجاء دخول ناصر الشمراني كمهاجم ثالث وليس ثانيًا نظرًا لتأخر الفريق في النتيجة ولا يمكن بأي حال من الأحوال لمدرب (عاقل) أن يلعب بثلاثة مهاجمين ويكشف مرماه على أرضه في مباراة هدف الخصم فيها بهدفين (!!).
إجمالاً الهلال خسر بالتعادل نظرًا لتفوق كوزمين دفاعيًا وسوء الحظ ولا ننكر أن كرة الهلال في المباراة كانت بطيئة نظرًا للحذر من خطورة مرتدات الأهلي ما سمح للأهلي بالتكتل جيدًا ومنع الهلال من التسجيل غير أن خطوط الهلال ما زالت قائمة بل قوية في الفوز بإذن الله في دبي لأن كل مؤهلات الفوز مطلوبة وبالنظر لمعرفة الهلاليين بطريقة الخصم وعدم التحفظ الذي سيدخلون به المباراة على عكس لقاء الذهاب ما يجعل الهلال يهاجم بضراوة طوال المباراة وقد فعل ذلك قبلاً أمام الخويا في الدوحة.
إذًا نحتاج لظهور جميع اللاعبين بمستواهم كاملاً في دبي والتسجيل أولاً والاستفادة من تفوقنا فنيًا في الذهاب وتحويل التفوق الفني المنتظر في الإياب لأهداف حتى نتأهل لأن لقاء دبي سيكون تكرارً للقاء الرياض بنفس الأداء وطريق اللعب والفيصل سيكون استثمار الفرص واستقلال ظروف المباراة.
لمسات
)) حين يكون النجم عبدالله الزوري في أفضل حالاته فإنه أخطر لاعب هلالي على مرمى الخصوم هذا ما يقوله أكثر من مدرب عن هذا اللاعب ووجوده في دبي سيكون مطلبًا ملحًا وسلاحًا قويًا لا يستغنى عنه.
)) مآسي التحكيم الآسيوي لمباريات الهلال سببه لجنة الحكام الآسيوية التي تكافئ من يخطئ بحق الهلال بتكليفه لمبارياته التي بعدها فبعد الأوزبكي ها هو الإيراني يكلف بقيادة لقاء دبي وهو من قاد لقاء سيدني ذهابًا، فهل خلت قائمة حكام آسيا من الحكام الجيدين أم أن الهدف إخراج الهلال؟!
)) بعد غد يخوض الأخضر السعودي لقاء مصيريًا أمام شقيقه المنتخب الإماراتي.. المباراة صعبة جدًا ومهمة متى أردنا التأهل ومواصلة المشوار.. ونأتي في وقت تعرف فيه السيد مارفيك على لاعبي الأخضر بشكل أفضل وهو مطالب مع لاعبيه بالنقاط الثلاث مهما كان الثمن.
)) الحضور الجماهيري الرائع لجماهير الزعيم أمام الأهلي الإماراتي كان مذهلاً لكل من شاهد اللقاء.. فقد كنت وقتها خارج المملكة ورصدت إعجابًا كبيرًا بالمظهر الحضاري الذي قدمه الزعماء في مدرجات الأستاذ والتيفو المبهر الذي نفذ بدقة وكفاءة عاليتين وبحول الله يرد نجوم الزعيم لجماهيرهم هذا الإبداع بالفوز عبر الفريق الصعب من دبي.