اليوم الوطني يجسد رحلة طويلة من العطاء لبناء دولة حديثة ترتكز على قيم ومبادئ إسلامية، قادها وأسس لها القائد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حيث بدأ مسيرة كفاح طويلة لإقامة دولة هي اليوم قلب العالم الإسلامي ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..
واليوم نحتفي ونتفاخر بالذكرى الخامسة والثمانين لتوحيد المملكة لنستحضر العودة إلى صفحات التاريخ، بعد أن ارتسمت على أرض الحرمين مسيرة توحيد في ملحمة كفاح تمكن فيها المؤسس -رحمه الله- من جمع قلوب أبناء وطنه على كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وقادهم في سباق مع الزمان والمكان لعمارة الأرض وإرساء قواعد وأسس وطن الشموخ السعودي الذي يعكس حرص هذه البلاد على رخاء ورفاهية شعبها بعد مسيرة بناء بدأت من الصفر حتى أصبحت من الدول التي يشار اليها بالبنان..
ومثلما أرسى -طيب الله ثراه- دعائم الحكم داخل بلاده على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فقد اعتمد النهج نفسه في علاقات المملكة وسياساتها الخارجية، وانطلاقاً من هذا النهج وهذا التوجه الإسلامي القويم، دعا -رحمه الله- إلى التعاون العربي والتضامن الإسلامي، وأسهم إسهاماً متميزاً في تأسيس جامعة الدول العربية، واشترك في الأمم المتحدة عضواً مؤسساً، كما سجّل له التاريخ مواقف مشهودة في كثير من الأحداث العالمية والقضايا الإقليمية والدولية
والوطن.. يستحق منّا كل المحبّة والتضحية والتقدير والإخلاص ففي هذا اليوم ذكرى عظيمة على جميع أبناء الوطن للبطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- الفارس الذي جمع شتات الشعب، ووحد القلوب والأرض، وحافظ على المبادئ الأصيلة، والقيم النبيلة، والتمسك بدين الله جل وعلا، واتباع سنة نبيه محمد «صلى الله عليه وسلم» تحت راية التوحيد: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فقد أثمرت قيادته الحكيمة في بناء حديثة وعصرية وفي قلب وصدارة العالمين العربي والإسلامي.
هذه الذكرى العزيزة هي احتفاء بالماضي وشموخه وبالحاضر وعظمته وبالمستقبل المشرق وروعته لأننا نحتفي خلالها بتاريخ مجيد نباهي به الأمم من خلال مسرة التنمية التي أسسها قادتنا فينعم بها المواطن والمقيم على أرض الحرمين الشريفين، فهي ترجمة صادقة وواضحة لتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات قام بها موحد المملكة العربية السعودية طيب الله ثراه لهذا الكيان الشامخ الذي جمع شتات الأمة المترامية الأطراف ووحدها على كلمة التوحيد وأرسى دعائمها ووضع خططها المستقبلية التي سار بها أبناؤه من بعده لتتخذ بفضل الله ثم بتطلعات حكامها الأوفياء المكانة المتميزة مثبتة وجودها من بين دول العالم.
الملك عبد العزيز الذي استشرف الغرب بتجربته وأثنوا عليها واعتبروها نموذجًا وقدوة في الحكم الرشيد حيث قال وليمز ارمسترونغ «العدالة في مملكة ابن سعود قائمة على أساس الشرع الشريف، وهو القانون المقدس عند المسلمين، وهو ذلك القانون المرن الحكيم». كما قال المؤرخ الألماني داكوبرت فون ميكوش «أثبت ابن سعود أن بالإمكان إدخال وسائل الحياة الحديثة إلى الصحراء، مع مراعاة عادات شعبه وتقاليده وتفكيره».
وقال السياسي البريطاني انتوني ناتنغ آنذاك في سياق حديثه عن إنجازات الملك عبدالعزيز التنموية، «نجح الملك عبدالعزيز في تحويل مجتمع الجزيرة العربية من قبائل متقاتلة، إلى شعب يعي معنى المواطنة والاستقرار، والتحول من طور البداوة والرعي والارتحال، إلى الزراعة والأسرة، كما نشر روح المعرفة وطلب العلم، بل وتطوير مفاهيم مجتمع برمته والانتقال به من التخلف إلى مرحلة جديدة تماماً من الحضارة البشرية رقيًا وتقدمًا».
في هذا اليوم العظيم، يوم العزة والشموخ، يوم التضحيات لقادة عظام قدموا الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن وعزته لتصبح مملكة الخير في قلب كل مسلم وموطن للأمن والأمان والهدوء والاستقرار, ومن واجبنا نحن أبناء المملكة ونحن ننعم بغرس ثمار هذا الوطن وننعم في ظلال بنائه الشامخ أن نتذكر بإجلال وإكبار جهاد ذلك الرجل العظيم وسيرته العطرة الحافلة بالانجازات والانتصارات وندعو الله ان يحفظ لنا قادتنا وأن يمد في أعمارهم.
من حقنا أن نفتخر بقادتنا وولاة أمورنا وأن نرسم مسيرتهم العطرة أمام الأجيال القادمة لأن هذا اليوم هو انعكاس ورصد صادق لنبض المواطن اتجاه وطنه الذي جعل من الانتماء له فخرًا والولاء واجبًا والعيش على ترابه أمنًا وتذكيرًا بمن قدموا أرواحهم الزكية التي روت الأرض بدمائهم وسطروا ملحمة من ملاحم التاريخ والبطولة والإنجاز والبناء في حياة الشعوب والأوطان والأجيال., وهي فرصة ثمينة لنقلب صفحات الإنجازات المشرقة والأعمال الجليلة والمشاريع العملاقة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وكل ذلك تم في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبنائه من بعده حيث أولوا أيدهم الله الاهتمام الأكبر للإنسان السعودي وتطور قدراته وإمكاناته وأعطوا خطط التنمية جل اهتمامهم فحفظ الله لبلادنا قادتها المخلصين ومهما تكلمنا عنهم لا نوفيهم حقوقهم.
نحن جميعًا مدينون لهذا الوطن الشامخ الذي أولى جل اهتمامه بكل مواطن سعودي وما يحتاجه من تقدم ورخاء واهتمام قادتنا أيدهم الله أيضًا بالقضايا العربية والإسلامية جسد المكانة الكبرى التي وصلت إليها المملكة والتوازن الذي حرصت عليه الدولة بين جميع نواحي النهضة الشاملة وبين المحافظة والاستمرار على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ليصبح اليوم الوطني مناسبة غالية نستعيد من خلالها ذكرى مسيرة قائد محنك وحد شتات هذه البلاد وأسس قواعد صلبة لتطورها وعمل على فتح مجالات أرحب لأجيالها وأننا وجميع من في هذا البلد المبارك ونحن نعيش ذكرى هذا اليوم العظيم فخورون بماضينا العريق ومستقبلنا المشرق الذي هو ثمره ذلك اليوم، فنسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا من كل سوء وأن يوفقهم لخدمة الدين والوطن.
هي ذكرى عزيزة نستلهم من خلالها قراءات مجيدة لقادتنا العظام الذين أسسوا وطن المجد والشموخ منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه وانتقلت الراية من قائد لآخر وهم يواصلون العمل الدؤوب والتضحيات من أجل ريادة مسيرة التنمية في أرض الحرمين الشريفين، ومن هنا كان طبيعيًا أن نبادلهم الحب والمودة ونعتز بقيادتهم وما قدموه من رؤى جعلت مملكة الخير منارة تفوح بالإنجازات الكبرى.
ولذا يعتز كل مواطن سعودي ويفتخر بتكوين هذا الكيان العظيم في المملكة العربية السعودية لتصبح بلد الإسلام والسلام والتنمية والخير والعطاء، ليس فقط لشعب المملكة بل لجميع الشعوب المحبة للسلام والنماء والتطور حيث شهدت البلاد نهضة واسعة في جميع المجالات.
نعم يا وطن من حقك أن نتباهى بك ونفتخر بمسيرتك لأن هذا اليوم يمثل ذكرى مناسبة تاريخية يفخر بها ويعتز كل مواطن سعودي، إذ تم فيها جمع الشمل، ولم شتات هذا الوطن المعطاء وتوحيد هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية، وسجل التاريخ مولد المملكة بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - «وأبناؤه العظام وقادته المخلصون لنقف أمام هذه الملحة في شموخ ونسجل ذكرياتها بأحرف من نور.
عندما نحتفل في هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني المجيد لمملكتنا الحبيبة فإننا ندرك الجهود الكبيرة التي واكبت بناء هذا الصرح العظيم على يد المؤسس وما سار عليه أبناؤه البررة من بعده متمسكين بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى ونصرة الدين والمسلمين في شتى بقاع الأرض، وما تشهده بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله - رائد مسيرة الإنجازات وراعي مسيرة التنمية التي جعلت من المملكة النموذج والمثل والقدوة على المستوى المحلي والعربي والدولي... وما يقدمه من جهود ودعم متواصل ليروي ويدعم هذه الصفحات المشرقة والمضيئة لتكون المحصلة تطور في جميع المجالات لتعيش المملكة في عهده الرائع حالة من الازدهار والنهوض والتطور الحضاري والإنساني، لذا نتباهى ونسعد بأن نبادل القيادة الحكيمة بالحب والولاء والوفاء لهم، داعياً المولى عز وجل أن يديم نعمة الأمن والأمان على بلادنا الغالية.
إننا في هذا اليوم نستذكر هذه المناسبة العظيمة، ونستلهم منها الدروس والعبر ونستعرض الإنجازات العملاقة التي تم تحقيقها على كافة المستويات وفي جميع الأصعدة، مشيراً إلى أنه خلال الفترة الممتدة منذ تأسيس المملكة وحتى الوقت الحاضر شهدت البلاد نهضة شاملة في جميع المجالات, ليظل هذه الذكرى يومًا محفورًا في ذاكرة التاريخ منقوشًا في فكر ووجدان المواطن السعودي، كيف لا وهو اليوم الذي وحد فيه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل.
ومسيرة قائدنا الملك سلمان بن عبد العزيز هي نموذج رائد لمسيرة رائعة تحمل المزيد من الإنجازات وما زالت تواصل ضخ المزيد من التواصل والعطاء، لتصبح مملكتنا واحة الأمن والأمان، ولقد كان لهذه المسيرة الفريدة والمتميزة أبلغ الأثر في ترسيخ مفهوم الانتماء الصادق للوطن والولاء العميق للقيادة الحكيمة من خلال تطبيق شرع الله ومنهجه العظيم في هذه الأرض، حتى تواصلت مسيرة الخير والنماء على يد أبنائه من بعده نحو تحقيق المزيد من الإنجازات.
الملك سلمان بن عبد العزيز الذي قدم مسيرة من الإنجازات نباهي بها الأمم الأخرى حتى أصبحت المملكة في الريادة والصدارة في كافة المحلات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والعلمية من خلال الاهتمام بالموهوبين والمتفوقين في شتى المجالات والاعتماد على عقول وكفاءات الأجيال السعودية الشابة في تنمية المملكة والاهتمام بالمبدعين وإتاحة الفرصة لهم لكي يسهموا في نهضة وتنمية بلادنا والرقي بها الى صفاف الدول المتقدمة لتصبح إنجازاتهم فخر للوطن والمواطن في المستقبل المنظور في تحقيق امال حكومتنا الرشيدة.
اليوم نعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عهد الرفاه والخير للوطن والمواطن, حيث الإنجازات الواضحة التي أصبحنا نرى معالمها على جميع الأصعدة, وأن ما حققه الملك سلمان بحاجة إلى كتب ومجلدات حتى نستطيع أن نوفيها حقها، فالإنجازات القياسية في عمر الزمن تميزت بالشمولية والتكامل وبتسارع وتيرة الإصلاح والانفتاح على الآخر لتشكل ملحمة لبناء وطن شامخ يوفر لشعبه الحياة الكريمة والعزة والرفعة والرخاء دون المساس بالثوابت, هذه الإنجازات وما شيدته من قواعد متينة لحاضر زاهر وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة العطاء والخير والنماء في ظل الدعم السخي والاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لأبناء هذا الوطن الكريم.
اليوم وفي عهد القائد والمعلم الملك سلمان تقف المملكة شامخة مرفوعة الهامة بين دول العالم، لأنها تعمل وفق قيم ومفاهيم تعلي شأن الإنسان باعتباره ثروة، ولأنها تعزز معنى الوطن والمواطن والانتماء، ولأنها تؤمن بالحق والعدالة ميزاناً للعلاقات الدولية، ولأنها تؤمن بالإنسانية كجامع مشترك للبشرية فإنها لا تبخل في عطاء أي محتاج أو نصرة مظلوم أينما كان.
وفي هذه المناسبة نتقدم بأحر التهاني ونعلن دعمنا لقادتنا وولاة أمورنا العظام ونهنئ الملك سلمان بن عبد العزيز رائد مسيرة التنمية يحفظه الله وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يحفظه الله وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يحفظه الله, وإلى كافة أبناء الشعب السعودي الكريم.
حفظ الله بلادنا وأمتنا وقادتنا، وأدام أمنها واستقرارها.
أحمد بن فهد الحمدان - رئيس جمعية الناشرين السعوديين - نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب