أرى خيط نور من سؤالي يبرهن
على ضوء قنديل الحياة التزين
ويفلح شعري كلما ضقت عاجزا
لتخرج من تنور عقلي موازن
فما رمت شيئا في حياتي أضعته
خلا درب ركب كان للحق يظعن
وأعلم أن الركب لا شك عائد
وأجهل هل ألقاه أم قبل أدفن
على قبر كل العاشقين متيم
يأرق موتي غيرة اللحد تمعن
فينبت زهر الفل يا من أحبكم
على شاهد للحب بالموت يقرن
وتنشأ بالأزهار والحب دولة
بعيدة مهوى القبر بالأذن تعلن
فتهمس باسم الحب في كل ليلة
وتصرخ موتا حينما الشمس تؤذن
فتبكون حبي كيف أبكيت حبكم
تذوقون ما قد كنت بالكأس أدمن
ولي خافق يزدان بالجرح يحسن
سعيد بذكراكم كذلك يحزن
سعيد إذا ما لتف بالأفق طيفكم
حزين لما قد تعلمون وموقن
له الأفق نص في حواشيه حبكم
ترتله الذكرى وشوقا يعنون
فكيف وعام قد مضى فيه ما مضى
ولازال ما بالقلب منه يوطن
جراح وآلام ستنزف كلما
تبسم قلبي راغم الأنف تسكن
فتعصر ليلاتي وتستخلص الدجى
وتعصف ذهن النجم شعرا تدون
هو العيد من ميلاد عيسى بن مريم
وميلاد مولى من إلى الخمس أذنوا
تزامن بالميقات والرب قادر
يزامن باللقيا وبالحب يلعن
يمنيكم بالعمر والعمر مزحة
سواكم وهل لازلت بالجد اؤمن؟
ونعم الفتى من كان للود حافظا
وبئس الذي ما انفك للجرح يذعن
فيرمي على ماضي البحيرات صخرة
تموج بها الذكرى قليلا وتأسن
فلا الجرح منسي ولا الموج صاخب
ولا الشط موجود بها كي يطمئن
فما بال قلبي في هواكم مفوها
فصيحا إذاما غبتمو عنه يلحن
فمن كان للأحوال بالهم ناصبا
تراه اعتباطا للمنادى يسكن
فيا من أراهم كلما ضج خافق
على حافة النسيان والعين توسن
لكم ملء قلبي صادق الحب والنهى
و إني على ما كان لازلت أرهن
و لكن بي نفسا كريم خصالها
لها الموت في العلياء خير وأهون
ولا أن يراق الوجه هونا وذلة
مهيض إذا حم الوطيس وهين
{وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت} وبي نور من الحق بين
ولي فطرة أجلى الزمان شغافها
على فعلكم عندي تبين وتفطن
فما يعجبن رؤياي قيسا ملوحا
عدا شعره قد كان للدهر يفتن
فليس يعيب الصب أن كان مولعا
هواه ولكن عيبه حين يجبن
فإن كانت المأساة عندي فراقكم
فلا خفت مأساة ولا الدهر يؤمن
ذبيح بوجد البين ما سرني الكرى
ولا سر مذبوح دماء ستحقن
وما ضر مظلوما حكمتم بجرمه
على أي باب كان في الجرم يسجن
و يعظم في عيني مصابي ولم يزل
يطوق قلبي حبكم بل يهيمن
فلا يجرمن شنآن قوم يطففون
في بعدهم أن ينكر الفضل لو دنوا
فأجمل أنفاس الحياة شهقتها
بقربكمو كانت همومي تهون
ورب أخي جوع على القلب مطبق
يبدد بالذكرى وبالشوق يسمن
فحسبي إذاما جاءكم قول منبئ
عذول على فسق فمني تبينوا
- مجاهد الكاروري