د. المشيقح: تعليمنا يدعو للتسامح والوسطية ونبذ العنف ">
جازان - عبدالله عكور:
أشاد الدكتور إبراهيم المشيقح أستاذ التاريخ في جامعة القصيم بالجهود التي بذلت في ملتقى الوحدة الوطنية «كلنا جنود سلمان» والذي نظم في منطقة جازان مشيداً بجهود مدير تعليم منطقة جازان الأستاذ عيسى الحكمي، واصفاً جازان بقوله: جازان أمي بل أبي وأقولها شرفاً وفخراً لو لم أكن من بريدة لتمنيت أن أكون من جازان.
وقال عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية وهذا الهم وعن أثر التعليم في تحقيق الوحدة الوطنية يتبادر الينا أربعة أشياء تختلف عند كثير من الناس وهي: الوطنية، والمواطنة، والولاء، والانتماء.. مبيناً إلى أن المواطنة هي قريبة جداً من الانتماء ولكن الوطنية هي الأقرب إلى الولاء وقد تكون أنت مواطن ولديك انتماء ولكن ليس لديك ولاء وهذا للأسف نجده عند البعض فلديهم انتماء لأي مكان ولكن ليس لديهم ولاء، فالولاء والمواطنة والعمل هو الحفاظ على المكتسبات والحفاظ على الوطن ورد الشائعات وأن تشعر أنك منتمي لهذا الوطن وهذه مسؤولية فإذا لم تقم بها فلا يمكن أن نقول أن لديك هذا الولاء.
وأشار إلى أن البعض يتساءل هل كان موجود قديماً في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فنرد عليه إلى أن الرسول حرص على هذه المواطنة والوطنية وتحقيقها، بل إن الرسول أكد عليها تأكيداً كاملاً وذلك حينما جاء إلى المدينة أول عمل قام به هو ما حدث للمهاجرين من ترك أموالهم وبيوتهم وجاؤوا للأنصار بالمدينة وعقد بينهم الألفة، وهذا مهم جداً بين المهاجرين والأنصار، بعد ذلك كان هناك خلاف بين الأوس والخزرج حيث عمل اتفاقية بينهم ونظم مجتمع كامل، وبعدها قام ببناء المسجد حيث كانوا يجتمعون فيه ويتناقشون ويحلون المشاكل من خلال الاجتماع به، مضيفاً إلى أنه في العلاقات العامة كان هناك المنافقين واليهود حيث عمل معهم وثيقة تتكون من 47 بند تعطي للمواطنة ولكل شخص أي كان جنسه وأي كان نوعه سواء كان من المدينة أو من مكة أو مسلم أو غير مسلم الجميع بمنظومة واحدة جميعهم في وطن واحد.
وعلى الجميع أن يسير على بنود الاتفاق ولا يخالفون والمرجع الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه الوثيقة أعطت حق المواطنة للمقيمين في المدينة بصرف النظر عن عقيدتهم أو لونهم أو جنسيتهم أو أشكالهم وهذا لا يتعارض مع الولاء ولا يتعارض مع البراء ولكنه عمل إنساني جاء ليحدد مفهوم الوطنية والوطن الواحدة لأن الجميع يجب أن يدافع عن هذا الوطن، واتسع في الوقت الحاضر وصار مفهومه اشمل لذلك جاء دور التعليم.
وقال: التعليم أبصم بالعشرة أنه تعليم متميز يدعو إلى التسامح والوسطية ونبذ العنف وفيه الخير لأبنائنا وبناتنا ولكن كونه يحتاج إلى تطوير كل شخص يحتاج لتطوير يجب أن لا يتوقف عجلة التطوير المدرسة بمنظومها الكامل تحتاج لتطوير الشخص يحتاج لتطوير الشركة تحتاج تطوير لكن أن نقول لإصلاح هذا خطأ فتعليمنا لا يحتاج للإصلاح فتعليمنا متناغم فهو يخدم المجتمع والدين والوطن.
وقال: إنه يبقى نقطة واحدة تتكون من ثلاثه محاور وهي: التعليم والمعلم والمدرسة، حيث هناك نسبة كبيرة من المدارس أصبحت حكومية ويبقى المعلم وهو أن يقوم بتوظيف المعلومة للطالب وهنا يأتي ما نتحدث عنه من تحقيق الوحدة الوطنية ومن يحققها هم المنهج والمعلم وهل حققها المعلم؟.
مشيراً إلى أنه كان حينما يقرأ التاريخ وعن صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس أقول لهذه الأمة التائهة النائمة أين نحن عنهم، ثم بعد سلمان العزم مررت على صلاح الدين الأيوبي فقلت ليس هناك فرق بيننا وبينك ومررت على الظاهر بيبرس فقلت أنك تعمل ولدينا سلمان يعمل ثم مررت على ابن تيمية قلت تعمل في الفقه وهذا سلمان يعمل لخدمة دينه وطنه، وأخيراً مررت على مؤسس الجزيرة العربية الملك عبد العزيز -رحمه الله- فقلت نحمد الله ان قيض الله لنا أحد ابنائك الذي أعاد للعروبة مجدها وللإسلام عزه وشرفه ومكانته وهيبته ومن يريد ذلك من هذه المكانة لأبد أن يكون هناك ثمن. وأكد إلى أنه يجب أن نعود أبناءنا أن يفتخروا ببلادهم المملكة، وهنا يأتي دور المعلم لا سيما عندما يلزم الصمت عندما يسمع من يهاجم المجتمع وهذا خطأ حيث كأن المعلم يساعده على ذلك.. مبيناً أن شبابنا يخترقون ومن يخترق منهم الآن أعمارهم من 14 إلى 22 سنة وأغلبهم لم يغادروا المملكة ولكنهم استغلوا عن طريق استخدام مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي لأنه لا يُشك فيها من قبل الأب ولا يعرف عن شيئا عنه وهذا أمر خطير جداً بالنسبة لشبابنا والأمل بالله ثم بهذا المنهج والمعلم.
مؤكداً أنه لابد أن يعطى المعلم قيمته ومكانته ويوضع في مكانه الصحيح لكي ينتج لا سيما بتقليل الحصص الدراسية حتى يتمكن من مساعدة الطلاب والنظر لعقولهم والتواصل مع أولياء أمورهم والمرشد الاجتماعي والإدارة وفق منظومة متكاملة. وأشار إلى أن الذين قاموا بالتفجير في بلادنا لم ينزلوا من السماء ولكنهم يعيشوا معنا ومشوا بشوارعنا فلماذا لم نتابعهم ولماذا لا نعرفهم، ولو أعطى المعلم ما في الكتاب ما للوطن وما لدينه بالدقة والأمانة وأخلص النية لقلل ذلك من مشاكلنا.