أمن بلاد الحرمين مسؤولية الجميع ولا مساومة على ذلك تحت أي ظرف ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
شدد الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أن أمن بلاد الحرمين مسؤولية الجميع وأنه لا مساومة على ذلك تحت أي ظرف وتحت أي سبب، مشيرا إلى أن الضربة الاستباقية التي قام بها رجال الأمن في الأسبوع الماضي دليل على يقضتهم واهتمامهم وأنهم عيون ساهرة لأمن هذه البلاد, لقد انكشفت البينة لهذه البلاد مخططات أعدائهم، لافتا النظر إلى أن هذه المخططات تستهدف زعزعة هذه البلاد وزعزعة وحدتها وإحداث الفوضى بها.
وأضاف أن ما يقومون به من استغلال لضعاف النفوس بإدخالهم في معارك عبثية, لقد تبين ذلك ولقد اتضح الأمر أكثر من ذي قبل، ويجب التأكيد على حرمة دماء المسلمين والمستأمنين والذميين, يقول الله سبحانه وتعالى وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) سورة النساء، ويقول صلى الله عليه وسلم «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة».
واشار في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض الى أننا سنودع عاما ونستقبل آخر وعلينا أخذ العبرة من تصرم الليالي والأيام وتقلب السنين والأعوام والاستعداد للرحيل بالعمل الصالح والاستقامة لله تعالى, لافتا أن خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع قبل أكثر من 1400 سنة قرب الكعبة ليبين حقوق الإنسان ويرسى دعائم الحرية ونبذ الظلم والاستبداد، وتحريم الدماء والربا وحفظ حقوق النساء في خطاب لا يزال يتردد صداه إلى اليوم، حيث أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أن أجله قد اقترب وأن أمته التي أسسها هي جزء من رسالته التي أصبحت راسخة على الأرض، وتقام جماعات الصلاة خمس مرات في اليوم قبل شروق الشمس وبعد غروبها وعند الزوال وقبل الأصيل، مفيدا أن خطابه صلى الله عليه وسلم إرشاداً ومحبة لأمته، حيث قام صحابته رضوان الله عليهم ومن بعدهم بنشر الدين في أرجاء المعمورة، فامتثلوا لأمره صلى الله عليه وسلم.
وأوضح آل الشيخ أن الوصايا التي أودعها النبي صلى الله عليه وسلم في ضمائر الأمة جاءت بأسلوب سهل موجز هو أهدى من المواثيق الدولية الرنانة, بعدم التقصير في جنب الله واجتناب الظلم الذي يعود بالوبال على صاحبه, حيث بيّن سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ونبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق أن أعظم الظلم هو الشرك بالله سبحانه وتعالى يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) سورة لقمان، قال تعالى إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) سورة المائدة، فالله هو الذي خلقنا ورزقنا وأوجدنا من العدم وربانا بالنعم فكل شي له خاضع وكل فضل له راجع.
وأشار إلى أن ظلم الإنسان نفسه بتقحم الآثام والتهاون بالواجبات يعرضه للنار وإلى غضب الجبار، مبينا أن انتشار المعاصي والمنكرات من غير إصلاح ولا نكير يؤدي إلى انتشارها وعموم البلوى يقول الله سبحانه وتعالى وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) سورة هود.