د. محسن الشيخ آل حسان ">
حقيقة تاريخية لا يجهلها أحد من قادة وشعوب العالم أجمع أن الهدف من عملية «عاصفة الحزم العسكرية» وبعدها «إعادة الأمل, هدفها إعادة الشرعية والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي لليمن وشعبها النبيل, بعد أن كادت مليشيات الحوثي وأعوان الرئيس المخلوع صالح اختطاف اليمن, ومستقبله إلى المجهول وعدم استجابة هذه العصابات للغة المنطق والعقل والحوار.
وبعد انتصار عاصفة الحزم المظفرة وإعادة الأمل كلنا نتوقع أن اليمن سيشهد العديد من الشراكات والتطورات الاستثمارية والاقتصادية بعد استتباب الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي, بما يخدم المواطن اليمني الذي عانى الكثير وتحمل الذل والمهانة والقتل والتشريد والاغتصاب والهجرة الجماعية كلاجئين, ويوفر له فرص العيش بكرامة وعزة ورفاهية.
ولكن نحن نعلم أيضاً أن الأوضاع الحالية في اليمن لم تستقر بالكامل, وبالتالي فالبيئة الاستثمارية هناك غير مواتية حالياً لأية استثمارات من أي جهة كانت مع العلم أن الخاسر الأكبر والرئيس من توقف المشاريع والاستثمارات هو المواطن اليمني الذي يسعى إلى البحث عن حياة كريمة مردداً:
لا تسقني كأس الحياة بذلة
بل اسقني بالعز كأس الحنظل
كأس الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أفضل منزل
إن المصاعب التي واجهها الشعب اليمني من الحوثيين والمخلوع صالح سياسية واقتصادية وطائفية كبيرة جداً, وانعكست على الأوضاع الأمنية وأثرت في فرص الحوار الوطني والوصول إلى حل سياسي يحفظ لليمن كرامته وكيانه وأمنه واستقراره, لذلك ما زالت الأرضية في اليمن مهيأة لجلوس مختلف الأطراف والأحزاب السياسية اليمنية, والوصول إلى مستوى جيد من التوافق على الحلول السياسية في اليمن حتى وإن تأخر ذلك إلى حين هزيمة عملاء إيران في اليمن.
نعود لنقول: إن الحفاظ على اليمن حراً مستقلاً هو هدف إستراتيجي للمملكة العربية السعودية ودول التحالف، ومن هنا كان إصرارها على عودة الشرعية لليمن!