حصة العنزي ">
أكتب شيئاً من الوهم
فهذا الواقع لا يشبهني
لا الطرقات تشبهني
ولا العابرون
لا صخب الصحب
ولا المختبئون
أنا من حكايا الجدات على ظلال بيوت شعبية
أنا حروف ملتحفة في أوراق كراسة قديمة
أنا نسيم بارد يداعب بسمات الأطفال
ولا شيء كالأطفال
أُلقنهم أول أحرف اسمي وكل حروف الكتابة
أنا طيف ضاقت به الأرض فاختار السماء
قد أكون حكاية تحكيها نسوة في حفلة شاي
أو وشوشة لعجائز الضاحية
لا يهم..
فالألسنة لا ترهقني كما ترهقني الكتابة
أنا دعاء أمي في ذات حمى
وقصائد جدتي في أول الصبى
أنا زهرة قرنفل أحبها أبي
وشجرة الرمان
والترنج
والنخلة العتيقة
أنا الزهرة التي تركها في رجب
مغروسةً على تراب قبره
أنا دمية لا تبكى
عطرت فستانها برائحة الفقد
أنا الماء المقطر من عيون الليل
والغضب المحمر في الظهيرة
أنا انكماش حرية
وجدران السجون
أنا أول الرابعة من الفجر
وآخر الحادية عشرة من الليل
لا وقت لي لثرثرةٍ تجلب الصمم
أنا كتلة من العناد
وفضاء في حيزٍ ضيق
أنا الشوكة في حلق الأفاعي
والعاصفة السوداء
في مدينة لا تشبهني
أنا لا أحد