د.إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل ">
مَنْ مِنَّا الذي لم يقف وقفة احترام وإجلال مصحوبة بصادق الدعاء والابتهال لرجل الأمن السعودي الراكض بقدميه، الحامل طفلة مصابة في الحج بين يديه، الناظر لها نظرة الأبوّة الحانية بعينيه، فإليه مع التحية والدعاء هذه الأبيات:
اركُضْ برِجلكَ يا جنديّ رحمنِ
كم أشرقت بحنانٍ منكَ عينانِ
اركُضْ فدىً لك? يا جنديُّ أنفسنا
يا حسنها في سبيل الله رجلانِ
اركُضْ رعاك الذي للخلق سخّركم
اركُضْ فغايتُكم إنقاذُ إنسانِ
اركُضْ فقلبُك تجري فيه أوردةٌ
تسابق الوقتَ في إرضاء ديّانِ
اركُضْ فحولَك جمعٌ خطبُهم جَلَلٌ
قد شدّها خطوُكم يا نبعَ تحنانِ
اركُضْ لتسعفَ ذاك الطُّهرَ منسدلا
يؤمّل البُرءَ إِذْ تحمله كفّانِ
اركُضْ لتنقذَ روحا لستَ تعرفُها
الدِّين وحّد أقصانا مع الداني
اركُضْ وذاك الفتى يسعى بسعيكمُ
لله قلبُ الذي يجري بأحزانِ
يا طهّر الله وجهًا زانَ عارضُه
تلك السماحة قد حُفّت بأذقانِ
اركُضْ وبين يديكَ الحُسْنُ تحمِلُه
وجهُ البراءةِ يا عصفورَ أفنانِ
هل يستوي فعلُكم أنتم وشرذمة
قد روّعوا شامَنا في قصفِ بنيانِ؟!
وأين فعلُكمُ مِن نفخِ نَصرهمُ
نارَ المجوسِ التي من وحي شيطانِ؟!
وأين سعيكمُ من قتلِ مارقةٍ
قد شوّهوا الدّينَ في زورٍ وبهتانِ؟!
سعيُ اللئام وسعيُ الأكرمينَ هنا
ليسا بمنطقِنا في العدلِ سيّانِ
كلا وربّيَ يا جنديّ مكرمةٍ
أنّى لركضكمُ يُحوى بميزانِ
اركُضْ لنجدة روحٍ أنت ترجمةٌ
لفعلِ خادمِ بيتِ اللهِ سلمانِ
عضو جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية - جامعة الإمام - كلية اللغة العربية