غسان محمد علوان
يدخل الهلال مساء الليلة مواجهته الثانية مع الأهلي الإماراتي في نصف نهائي البطولة الآسيوية وفي أجندته العديد من التحديات التي يجب أن تكون قد أخذت من الإدارة والمدرب واللاعبين وقتًا وجهدًا كبيرين لدراستها ووضع السبل المُثلى لمواجهتها.
فالتحدي الأول يكمن في اللقاء نفسه، وكيفية العودة فيه والخروج منه بنتيجة تؤهله للنهائي الآسيوي للمرة الثانية على التوالي. فالتعادل الإيجابي الذي حصل في الرياض، وعلى الرغم من أنه ليس بذاك السوء، إلا أنه ليس ممتازًا في ذات الوقت. فتسجيل هدف مبكر في مرمى فرقة كوزمين هو مطلب أساسي لا مهرب منه. فكوزمين - كما نعرفه- سيدافع بعنف ويهاجم بتقنين. وكل ما يتمناه أن يباغت الهلال بهدف مبكر، يريح به لاعبيه جزئيًا من هاجس الخسارة بهدف وحيد قد يأتي في أي وقت، ولتزيد لديهم النزعة الدفاعية المغلفة بالثقة التي تأتي مع نجاح الخطة المرسومة قبل اللقاء. يجب أن يعي دونيس ذلك جيدًا. ويجب أن يعلم مقدار الهيبة التي يفرضها اسم الهلال مهما كانت ظروفه أو نتائجه على نفسية وعقلية لاعبي الخليج خاصة ولاعبي آسيا عمومًا. ليس مقبول على الإطلاق تمكين كوزمين من مراده بسهولة، إما بتشكيل لا يكشف الرغبة بالتسجيل، أو بنهج متردد لا يمكن من خلاله الوصول للهدف المنشود من اللقاء.
التحدي الثاني يكمن في القرار القوي والجريء باستبعاد حارس الفريق الأول خالد شراحيلي. فرغم قناعتي بأن العقوبة لم تأتِ من فراغ، ولكن الأكيد أن القرار سيؤثر على الفريق ككل. وهنا تكمن المخاطرة خصوصًا في حالة الخسارة لا سمح الله بهدف يأتي من خطأ للحارس، فتنتفي بذلك جرأة وقوة القرار ليتحول للا مبالاة بمصلحة الفريق، ويأخذ بعدًا شخصيًا لا تتطلبه مثل هذه اللقاءات الحاسمة. بشكل عام، لست مع الإيقافات عن اللعب، وأرى أن الخصومات المادية أكثر تأثيرًا وردعًا من غيرها. ولكن، بما أن القرار قد اتخذ، فليس لنا سوى الدعاء بالتوفيق لبديل شراحيلي، وليجعل من هذا المحك الحقيقي سببًا لبروزه وزيادة ثقة الجماهير به بعد توفيق الله.
التحدي الثالث هو كيفية التعامل مع الفريق ككل في حالة التأهل بإذن الله، أو الخروج لا قدّر الله. فالتأهل يحتاج جهدًا وتركيزًا مضاعفين بسبب حجم المناسبة، مضافًا إليها عبء النهائي الماضي وما حمله من مشاق وأحزان لا ينبغي أن تظل عالقة بأذهان لاعبي الزعيم. وفي حالة الخروج لا قدر الله، يجب لملمة الصفوف سريعًا. والعودة للمنافسات المحلية بشكل قوي، لتكملة المشوار الدوري الذي تحصل الهلال من خلاله على العلامة الكاملة في مبارياته الثلاث. فالموسم الطويل لم يبدأ فعليًا، ولكن قدر الهلال وحده دون بقية أندية الوطن الحبيب أن يبدأ موسمه باستحقاقات كبيرة، وينهيه باستحقاقات كبيرة. هو قدر الكبار فقط، وكبير القوم اعتاد على ذلك دومًا.
رغم صعوبة اللقاء وحساسيته وغياب الفرج وديقاو وشراحيلي، إلا أنني أرى الهلال قادرًا على تجاوز خصمه العنيد الشقيق بعد توفيق الله. دعواتنا لممثل الوطن الدائم بالتوفيق والانتصار.
خاتمة...
أرَى حُمُرًا تَرْعَى وَتُعْلَفُ مَا تَهْوَى وأسدًا جياعًا تظمأُ الدَّهرَ لا تروى
وإشراف قَوْمٍ لاَ يَنَالُونَ قُوتَهُمُ وَقَوْمًا لِئامًا تَأكُلُ المَنَّ والسَّلْوى
(الشافعي)