بندر عبدالله السنيدي ">
أمن الوطن خط أحمر هو الشعار المتداول دائماً. نعم، هو الشعار الذي يتبناه كل مواطن غيور على وطننا المملكة العربية السعودية. فما يحيط بناء شيء يحتاج إلى كثير من الحيطة والحذر.. يحتاج إلى بذل الغالي والنفيس من أجل أمننا نحن المواطنين بالدرجة الأولى. ما يحيط بنا من تحديات شيء لا بد من الوقوف ضده بكل حزم وتفانٍ وصدق انتماء للوطن. الأخطار تتحالف من كل حدب وصوب من قبل أعداء الوطن الذين يضمرون العداء للوطن وما ننعم به من أمن وأمان وطمأنينة ورغد عيش. تناول وتداول المجتمع السعودي - وأنا أحدهم - مقطعاً صوتياً لأم تحاور ابنها فيما يخص الحوار الذي حصل مع الابن مع آخر مجهول عبر جهاز الترفيه (البلاي ستيشن). المقطع الصوتي محتواه مخيف، تقشعر له الأبدان، وتشخص له الأبصار، وتقف أمامه كل الكلمات.. كل ذلك لأن محتواه مخالف لكل الأديان والقواعد البشرية، مخالف لكل الأعراف الإنسانية والقلوب التي تحمل بين جنباتها ذرة من الرحمة أو إحساساً بشرياً. قد يكون المقطع الصوتي مثيراً للجدل في إعلامنا إذا ما تم الحديث عن محتواه، وهو التحريض على القتل - والعياذ بالله -. فلم نعتد أن نذكر في إعلامنا قصصاً تتحدث عن مثل هذه المواضيع، لكنها الحاجة للتحذير. نعم، التحذير أجبر قلمي على أن أكتب ما في جعبتي. نعم، أكتب بقلب يحترق أن ذلك المقطع الصوتي يحوي قصة طفل يتحدث لأمه عن تواصل حصل بينه وبين مجهولين للعب معهم. ذلك التواصل اللاسلكي، الذي يتم عبر الشبكة العنكبوتية، تم فيه تحريض الطفل على أبشع الجرائم، وهي القتل. ولك أن تتخيل عزيزي القارئ قتل فلذة الكبد وهي الأم - ولا حول ولا قوة إلا بالله -. أيضاً، من خلال الحوار الذي سمعته بين الأم التي نشرت المقطع والطفل اتضح التحريض على قتل الأقارب مهما كان موقعهم الاجتماعي من الطفل. لا شك أن العديد سمع ذلك المقطع، ومن لم يسمعه أدعوه لسماعة لمعرفة البشاعة والدناءة التي يقوم بها أعداء الوطن ضدنا. لا يسعني هنا قبل أن أبدي وجهة نظري وطرق حماية أبنائنا من مثل تلك المواقف إلا أن أشيد بدور تلك الأم في طريقة التحذير ونشر تلك الرسالة المهمة للمجتمع بجميع أطيافه. لا يسع كل ذي لب إلا أن يقول بارك الله مساعيك أيتها الأم التي ساهمت بطريقة جميلة في تحذير على نطاق واسع. كل ذلك يكمن في تسجيل حوارها مع طفلها عما حصل مع مجهولين تواصل معهم ابنها, ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولأهميته اتضالتوسع الهائل في انتشار ذلك المقطع؛ إذ أصبح حديث المجالس. الشيء المهم الذي يجب علينا أن نعيه وندركه ونقف ضده هو دحر أعداء الوطن، والوقوف ضدهم بكل الطرق والأشكال. أعزائي الآباء والأمهات، المسؤولية اليوم أكبر مما هي عليه في وقت سابق؛ لذا وجب علينا مراقبة أبنائنا في كل شاردة وواردة. يجب علينا أن تكون أعيننا أكثر توسعاً وحيطة وحذراً لدحر كل من تسول له نفسه العبث بأمننا. لنحذُ حذو تلك الأم التي لا يسعني في هذا المقام إلا أن أقول لها ألف شكر على أسلوب تحذيرك الجميل كجمال حبك لوطننا المملكة العربية السعودية.