غادة أحمد الشريف ">
إنَّها دعوةُ زمالةٍ مَشوبَةٌ باللهفة، ولفتَةُ تساؤلٍ ووِقفةٌ، أمام شرف كبير، من الواجب علينا نيلهُ بجدارة واستحقاق، ألا وهو إتقان العمل والمهنة، فكلنا يأمُل أنْ يعملَ بدأبٍ في شركته، مؤسسته، ومنشأته، التي يعتبرها جزءًا منه، فيثابرُ ليحققَ إنتاجية متميِّزة ومتفوِّقة؛ برُوح التنافس الحرِّ، إلَّا أنَّ العمل في جوٍّ مشحون بالمُهاترات، مع نقصٍ في الخدمات، وانعدام للاحترام بين عناصر القسم الواحد؛ وغياب الرَّقابة، ووجود إنسان غير مناسب في المكان غير المناسب، وسوء التقدير للكفاءات، والقفز على السُّلم الوظيفي بلا مهارات؛ وتسلٌّق المناصب في الأقسام والإدارات؛ على حساب ذوي الأقدمية والخبرات؛ وفق ما يتيسر له من الوساطات والمحسوبيات؛ وغيرها الكثير من المشكلات؛ يؤذي مصلحة العمل، ويحدُّ من ميزة الإتقان في أدائه، فتكون المحصِّلة، تأخُّرٌ وتقصيرٌ وخسائر في المنشأة تصل بها إلى حالٍ من التدمير هو جدُّ خطيرٌ؛ لذا كان لزاماً على كلِّ مهتمٍّ غيور، على مصلحة مجتمعه ووطنه، حريصٍ على بنائه لا هدمِه، في قطاعات العمل كافَّة، الخاصَّة منها والعامَّة، أن يسعى جاهداً إلى تفادي الأخطاء، بل وتجاوز ماأمكن من هذه العقبات، وذلك بالتخطيط السليم والتنفيذ المنظَّم غير العشوائي، وبأداء المختصِّ، المخلص والخبير، من كلِّ موظف يعي دورَه المؤثرَ تماماً؛ في خطِّ سير العمل، ويلتزمُ به من منطلق أنَّه مسؤولٌ، يجتهد ليصلَ بعمله في مؤسَّسته إلى الهدف المأمول؛ وهو إتقان هذا العمل، فبالعمل الجاد وحدَه تكون الإنجازاتُ؛ لا برصف الخُطَبِ والشعارات، ومضيعة وقت العمل وهدر الطاقات، ولوقام كلُّ موظَّفٍ صَغُرَ شأنُه أو كَبُر، بما هو موكَلٌ إليه من مهامٍّ دونما إبطاءٍ أوإهمال، بأعلى مستوًى مهنيٍّ من الدِّقة والإتقان، لارتقى بجهده وإخلاصه واعتلى منصَّة التكريم، لنيل جائزة القوى العاملة بجدارة عن كلِّ دورة وعامٍ، وذلك ببلوغ مرتبة شرف التميُّز المهني بإتقان.