ذاكرة مشتعلة ">
(1)
عيدٌ في قلب الدمار
يصنع من الحب انهيار
عيد يُجتر من زناد البندقية
و الروح تُسلب بلا اختيار
(تذكر) النسيان أصعب
من (نسيان) التذكر
وتجريد الذكريات من بؤسها
كذبٌ، فالسقوط لا يعكس الازدهار
وكلنا نقف في المجزرة باحتيار
ننصت للقادم هل من صاحبٍ سيذهب غدًا؟
أم سيقع علينا الاختيار؟!
حتى في قتلنا لسنا الهدف
بل الهدف هو شعور( الانتصار).
(2)
استوقفني مشهد رجل
بيده سلاح ويعطي طفلةً وردة
أدار في خلده أن هكذا ستمضي الجروح؟
وأن مساجدنا ستقف بغتةًَ
وتشيد أعالي الصروح؟
أم أن أمي ستعود بعد موتٍ
وأن أخي سيخرج من خلف تلك السفوح؟
وأني أنا سأعود كما كنت
من بعد ما قاسيت وجع النزوح...
وأن أرضي ستعود بهية كأول مرة
لا تشوهها دبابات العدو وصوت الرصاص
وثقب الجدران فجأة سيمتلئ
وعصافير حارتنا ستغرد وتبوح
من بعد ما كانت تنظر إلينا
صامتة لا تملك إلا أن تنوح
كيف لي أن أمسح بيدي ذاك التاريخ
تاريخ النزوح!؟
وقد تجلى لي الآن
بكل الوضوح
أن تلك الوردة كانت رصاصة
وإن لم تسمع دويها
ولكنّ صوتها بالكاد مفضوح
(3)
كيف أصف لم أبتسم كيف أصف؟
كيف أصف ما لم تراه بالعين المجردة!
من أين أبدأ ومن أين أقف
كل من حولي في سكون
إلا أنا في المنتصف
بين ذل وشموخ أقف أنا في المنتصف
بين طغيان الحروب وشمس الصباح
أقف في المنتصف
بين بركان البغي وسيل الشهامة
أقف في المنتصف
بين جثمان أمي وجثمان أبي
أقف في المنتصف.
وعد العمري - الطائف