محمد بن عمر بن يوسف العقيلي ">
نقلاً عن مجلة THE GOOD BOOK GUIDE التي تطبع في إنجلترا صدرت مؤخراً أربعة كتب تتضمن آراء مختلفة حول ظاهرة الاحتباس الحراري وهذه الاختلافات قد أخذت في السنوات الأخيرة بعداً جديداً بسبب الأضرار التي يتعرض له الغلاف الجوي:
الأول:
حقيقة غير مريحة (AN INCONVENIENT TRUTH)
مؤلفه هو آل جور
نائب رئيس الولايات المتحدة لمدة 8 سنوات في عهد بيل كلينتون. وهو من المؤيدين لفكرة التمتع بحياة قابلة للبقاء (SUSTAINABLE LIVING) ويرافق هذا الكتاب فيلم وثائقي يحمل نفس عنوان الكتاب.
إن المؤلف يجادل بأن الأرض قد وصلت فعلا إلى نقطة الازمة (CRISIS POINT) وذلك بسبب الحقائق المرة التي تشير إلى أن الأسباب تعود الى إهمال وتقاعس حكومات العالم عن اتخاذ الإجراءات الملائمة والكفيلة بتصحيح هذا الخلل، ويؤكد بأننا نتجاهل خطورة تعرضنا للهلاك وأن الكارثة تلوح في الافق وذلك ما لم نغير في اسلوب حياتنا ونستمر في عدم فعل أي شي في هذا الخصوص.
الثاني:
إنتقام جايا (REVENGE OF GAIA)
لمؤلفهJAMES LOVELOCK
وهو يعتبر مرجع رئيسي في فيزياء الكوكب وله موقف واضح ومتصلب (UNCOMPROMISING STANCE) في موضوع تغير المناخ (الطقس) فهو يرى أنه بدلاً من الكفاح بيأس لتغيير إتجاه التيار ينبغي علينا أن نتعلم كيفية السباحة معه(أي التيار) وذلك بالاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تقدمها لنا العلوم والتقانة كوسيلة لانقاذ الكوكب، وعدم رفضهما كلية باعتبارهما القوى التي تقود إلى التدمير. إنه يدعو الى استخدام الطاقة النووية، حيث يعتقد أنه بإمكاننا استغلالها لمواجهة الحرارة وكذلك ذوبان الجليد و ارتفاع مستويات البحار.
الثالث:
الجيل الأخير (THE LAST GENERATION)
لمؤلفه FRED PIERCE
وهو مذيع متخصص في أمور البيئة. إنه يعارض الفكرة القائلة إن الطبيعة مخلوق ضعيف، ويعتقد بأن انتقام الطبيعة لعدم احترامنا لها سوف يكون سريعاً ومروعاً، ودعوته تتلخص في احترام قوة الطبيعة ويضيف بأن آثار الاضرار التي صنعها الإنسان وأدت إلى الاحتباس الحراري سوف تنعكس علينا، كما أنه يحذر من أن الطبيعة لن تظهر لنا أية رحمة على الإطلاق.
الرابع:
الحرارة:كيف يمكن منع الكوكب من الاحتراق
(HEAT: HOW TO STOP THE PLANET BURNING)
لمؤلفه GEORGE MONBIOT
إن مونبيوت باعتباره أحد قادة الدعاة للمحافظة على البيئة
(LEADING ENVIRONMANTALIST) يوضح كيف أنه من الممكن إنقاذ الكوكب جماعياً وإفرادياً، وأن الضغط الشعبي يمكن أن يكون له تأثيراً كبيراً على الذين يمسكون بزمام السلطة.
وبأسلوب جدي بعيد عن العاطفة ومدعم ببيانات وتحاليل خاصة وبأبحاث علمية يثبت مونبيوت بأنه على اطلاع واسع وصاحب رؤية برجماتية مصحوبين بالقدرة على تقديم التوجيه والأمل للقارئ العادي.
إن هذه الكتب الأربعة جلية في طرحها بشأن الأزمة التي يواجهها الإنسان إذا لم يتم وقف الاحتباس الحراري ولا يفعل قادة الدول أي شيء حيال انبعاث الغازات GAS EMISSIONS)) سواء من خلال المصانع أو عوادم السيارات والمركبات والمعدات.
وهنا في مدينة ينبع الصناعية يعاني السكان من الغازات المختلفة المنبعثة من المصانع، وأخطرها ماتنفثه محطة تحلية مياه البحر من غاز ثاني أوكسيد الكاربون (CARBON DIOXIDE) وكذلك الكبريت(SULFUR) وتصل هذه الأضرار حتى بلدة بدر التاريخية، وتسبب هذه الغازات (التي ينبعث منها ريحاً كريهة تزكم الأنوف وتضيق الصدر) أمراضاً مختلفة في مقدمتها الحساسية، وهذا الدخان الذي يصل إلى عنان السماء ويشاهد من مسافات بعيدة يتسبب ايضاً في حدوث إجهاض أو إسقاط الجنين (MISCARRIAGE) مع العلم أن الدخان الأصفر الذي ينتج عن الكبريت
(HIGH SULFUR CONTENT) أخطر بكثير من الدخان الأسود ! وهذا الدخان الأصفر يخرج من مداخن (CHIMNEYS) محطة تحلية المياه المالحة وتؤثر على السكان بصفة عامة وعلى العاملين في المنطقة الصناعية (بصفة خاصة) حيث توجد محطة تحلية مياه البحر.
إننا في الواقع ندفع ثمناً غالياً من حياتنا لقاء الحصول على الماء والكهرباء والوقود والزيوت ؟!! هناك بعض الدول التي لجأت للاستفادة من حرارة الشمس وذلك باستخدام ألياف زجاجية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (SOLAR ENERGY) فضلاً عن استخدام طواحين الهواء(WINDMILLS)بالإضافة إلى إنتاج الطاقة النووية(NUCLEAR ENERGY). التي تحافظ على البيئة النظيفة بعكس وجود البترول الذي يساهم في تدمير البيئة
إن من أضرار الأحتباس الحراري مايلي:
1- ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي(ANTARCTICA).
2- حدوث فيضانات.
3- اختفاء السواحل.
4- نفوق الكثير من الحيوانات مثل الدببة والطيور.
5- القحط/التصحر بسبب ندرة المياة.
6- حدوث حرائق سواءً في الغابات و المصانع و المنازل و ذلك من شدة الحرارة.
و الاحتباس الحراري هو نتيجة لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يرتفع إلى السماء بكميات هائلة تبلغ ملايين الأطنان الأمر الذي يجعل الغلاف الجوي أكثر سماكة وهذا الغاز هو أيضاً مسؤول عن التلوث البيئي (ENVIRONMENTAL POLLUTION).
وبسبب تضارب المصالح بين الدول الصناعية الكبرى لم تتمكن هذه الدول حتى الآن من الإتفاق على وضع إستراتيجية مشتركة لمعالجة ظاهرة الإحتباس الحراري وذلك بتخفيض مستوى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون Carbon dioxide emission حيث تتوالى الاجتماعات دون الوصول إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف، علما بأن الصين بسبب ضخامة عدد سكانها تعتبر في حقيقة الأمر أكبر مساهم في تلويث البيئة نتيجة استخدامها للفحم بشكل مكثف.
وخلاصة القول: إن ازدياد ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين إضافيتين نتيجة لكثافة انبعاث الغازات سوف يؤدي إلى حدوث عواصف مدمرة وارتفاع سطح مياة البحر وبالتالي إذا لم يتم تدارك الوضع وذلك بتقليص تسرب الغازات إلى الهواء في عام 2015م فسوف تؤدي إلى وقوع كوارث لا يعلم مدى ضررها على الإنسان سوى الله سبحانه وتعالى، علما بأن الكوارث المتوقعة سوف تصيب كافة الدول الغنية منها والفقيرة على حد سواء والدليل على ذلك إعصار كاترينا في نيواورلينز بأمريكا وإعصار تسونامي في إندونيسيا، كما أن ذوبان الجليد سوف يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض وحدوث فيضانات مدمرة.
إن الله سبحانه و تعالى خلق الأرض ليعمرها الإنسان و هيأ له كافة وسائل البقاء لعبادة الله و لكن هذا الإنسان يعمل من أجل تدميرها بدلاً من إعمارها!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
ماذا يستطيع الإنسان العادي فعله للمساعدة في تجنب هذه الكارثة البيئية المتوقعة؟
ملحوظة: للمعلومية كلمة GAIAتكتب أيضاً GAEA ووفق الأساطير اليونانية(GREEK MYTHOLOGY) تعني هذه الكلمة «ألهة الأرض» وهناك زعم باطل بأن GAEA و الـ TITANS يشكلون أسرة مكونة من عمالقة تحكم الأرض؟!!! وهذه الاسماء ما أنزل الله بها من سلطان، ومعلوم أن الله - سبحانه وتعالى - هو خالق كل شيء وهو مدبر أمر هذه الدنيا الفانية، ومعظم هؤلاء الغربيين لا يزالون في ضلالهم وجهلهم يعمهون.