احمد السليس
نادي الهلال الكبير في كل شيء لم يترك مجالاً ولا شيئاً إلا وتميز فيه على نحو يجعل الآخرين في كل فرصة يسعون للنيل منه على طريقة العاجزين، ويترجمون هذا العجز بالعمل على تضخيم كل أمر ذي ارتباط بنادي الإبداع الكروي والحضور السلطاني والتميز المجتمعي.
قد يكون نادي الأمة الوحيد من بين الجميع الذي استوفى الأسماء كافة التي طبعت على شعاره، وأندية أخرى أُلزمت بذلك من جانب الجهة الحكومية المسؤولة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب)؛ إذ احتوى كل شعار على كلمات ثلاث: «رياضي.. ثقافي.. اجتماعي»، كلمات وضعها الآخرون دون اهتمام، فيما نادي القرن التفت إليها وتأملها وآمن بها منذ تأسس عام 1377 الموافق 1957، وعمل وفق ذلك على ثلاثة مسارات، على رأس كل مسار كلمة من تلك التي جاءت في شعاره كغيره من الأندية، ولكن لم يكن كالبقية فيما يتعلق بالنتائج؛ ففي المسار الرياضي تفوق وانفرد بعيداً عن الجميع محققاً كل البطولات، ومتقدماً كل الصفوف، ومسجلاً أولويات في جوانب رياضية كثيرة تاركاً لبعض الآخرين الانشغال بمسيرته الرياضية تحليلاً وتقليلاً وانتقاداً، بينما «الزعيم» لم يلتفت لهم كما هي عادة الزعماء بعدم النظر إلى الصغائر أياً كانت، وممن صدرت؛ فقد فرض اسمه «حب الملايين وعشقهم» متسيداً المسيرة الرياضية بـ56 بطولة، لا يزال الموتورون منها يبحثون فيما بين سطورها علّهم يجدون ما يقلل منها، في حين الأجدى لهم أخذ العِبر منها.
وفي المسار الثقافي كان للهلال صولات وجولات، يعرفها الكثير من العلماء وأهل الثقافة وكل المرتبطين بالشأن الثقافي بشكل مباشر أو غير مباشر؛ فهناك المحاضرات التي نظمت بين جنبات النادي، إضافة إلى الفعاليات والمسابقات، وغيرها من المهام الثقافية التي لاقت صدى من مختلف شرائح المجتمع. وعن ذلك نال الهلال العديد من الجوائز، كما كُرم من جانب الكثير من الجهات العامة والخاصة.
ليأتي المسار الثالث، وهو المتعلق بالموضوع الاجتماعي، فقد كان الهلال حاضراً في هذا المجال، إلا أنه وللأمانة منذ تسلم الأستاذ القدير سعود السبيعي مدير المسؤولية الاجتماعية بالنادي هذا الملف الخاص بالمسؤولية الاجتماعية سجل الهلال فرقاً هائلاً وحضوراً مميزاً عن باقي الفرق، وربما كان متميزاً عن جهات أخرى كانت معنية بهذا الأمر؛ ما دفع المسؤولين الدوليين لتكريم الهلال بوصفه أفضل نادٍ في العالم في منتدى الإبداع والابتكار الاجتماعي العالمي. وليس هذا كل شيء، بل سبق أن اختير هذا النادي العريق ممثلاً للمنظمة العالمية «اليونسكو» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولن يكون هذا كل شيء؛ بل ستحمل الأيام المقبلة - بإذن الله - مزيداً من الإنجازات التي يفرح بها المنتمون للأمة الهلالية.