سعد الدوسري
قُتِلَ هنديٌ على يد جماعته الهندوسية، بعد سريان إشاعة بأنه أكل لحم بقر. وتعتبر الأبقار مقدسة لدى الهندوس البالغ نسبتهم 80% من تعداد الشعب الهندي المتجاوز لـ 1.2 مليار نسمة. ولقد تمت عملية القتل بشكل وحشي، استخدمت فيه الأيدي والهراوات والحجارة.
ليس هناك من سبيل لمنع القتل بسبب المعتقدات. المتطرف يعتبر انتهاك معتقده مبرراً لارتباكه جريمة القتل. وهي في حالته، ليست جريمة، بل بطولة وفداء وتضحية. كل أتباع الأديان يؤمنون بأن المعتقد لا يُمس. وإذا تم المساس به، فإن القتل لدى البعض هو العقاب. ويعطي هؤلاء لأنفسهم الحق في إصدار الحكم وفي تنفيذه في الحال، دون الرجوع للمؤسسات المعنية. وربما يؤيد هذا السلوك نسبة كبيرة من أتباع المعتقد، سواءً كان هذا التأييد ظاهرياً أو باطنياً.
في حالة الهندي، فإن الخبر يشير بأن الأمر لا يعدو كونه إشاعة مغرضة، أطلقها فرد أو مجموعة أفراد، وكان الهدف منها إثارة الفزع بين الناس، أو إثارة الفتنة، أو نشر حالة الفوضى، أو فرض قيمة جديدة يمكن من خلالها الضغط على الأهالي والسيطرة عليهم. أي أن هذه الجريمة الوحشية، التي راح ضحيتها إنسان برئ، على يد جيرانه وأصدقائه، تم التخطيط لها، لإحياء القتل على المعتقد، ولإعادة المجتمع لجاهلية جديدة، يمكن فيها قتل الإنسان بدون محاكمة، وبدون لوائح اتهام وادعاء وإجراءات دفاع.
لقد دخل العالم في فوضى عقائدية ومذهبية، القتل فيها هو السيد المطلق.