عبدالعزيز بن علي العبيدان ">
ظاهرة التدخين تعتبر من الظواهر السلبية القديمة التي انتشرت في معظم دول العالم، وهي بوابة الهلاك، وأصبحت هذه الظاهرة منتشرة في كل مكان، وقد انتشرت بشكل كبير في عصرنا الحالي، لا سيما بين الفتيان والفتيات في سن المراهقة، مما يستدعي الوقوف لمعرفة أسباب ودواعي هذه الظاهرة وآثارها، وقد يكون السبب أن الأب أو الأم أو المعلم من المدخنين، فيبدأ المراهق بالمحاكاة في هذه الظاهرة الخاطئة، مع أن الوالدين والمعلم يجب أن يكونا هما القدوة لأجيال المستقبل وإذا كانوا يدخنون أين القدوة في ذلك؟
ولا يخفى علينا ما للتدخين من أضرار كثيرة بصحة الإنسان وأولها مرض سرطان الرئة، الذي انتشر بشكل كبير في هذه الأيام، ومرض السل أيضاً، وقلة الشهية، واصفرار الوجه والأسنان وضعف الذاكرة كما أنه يؤدي إلى الكسل والاسترخاء، وأيضاً غير الضرر الصحي يوجد الضرر المالي، خصوصاً لأصحاب الدخل المحدود أو الأسر الفقيرة فيلجأ المراهق لأساليب خاطئة لجلب المال كالسرقة والتحايل، فالتدخين خراب للبيوت وتشتت للأسرة، فالأب المدخن قد يقصر في حق زوجته وأبنائه، ولا يقل عن ذلك خطورة تدخين الأم خصوصاً، وهي حامل، ولقد أمر الله سبحانه عباده بأن يبتعدوا عن كل أمر فيه هلاك للإنسان ليسلم ويسلم منه حيث يقول الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} البقرة آية 195.
التدخين آفة خطيرة وأصبح الجيل الجديد أكبر ضحية لهذه الظاهرة وأضحت تهدد فلذات الأكباد ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نحافظ على أبنائنا ونحميهم، وقد أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن كل إنسان راع وكل راع مسؤول أمام الله عن رعيته فالوالدان هما المسئولان عن تربية أبنائهما وتوعيتهم التربية الصحيحة، يأتي بعد ذلك دور المعلم مع طلابه.
إن انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع قد تكون القدوة السيئة من العوامل التي تساعد على انتشار التدخين في الأوساط الشبابية ظناً منهم بأن التدخين هو الرجولة...! وهذا معتقد خاطئ، ونجد قبل عدة سنوات أعداد الشباب قليلة من المدخنين، والآن أصبح الشباب أكثر شريحة من شرائح المجتمع تدخيناً.
التدخين ظاهرة خطيرة آخذة بالاتساع، وهي بحاجة إلى إجراءات لمواجهتها والحد منها، خصوصا وكما قال الأطباء المعنيون إن هذه الظاهرة تفتك بالمجتمع وبأجياله كافة.
والحل يكمن بالتوعية والتوجيه من قبل الأسرة والمدرسة والإعلام، ومن الخطوات الإقلاع عن تلك الآفة السيئة ويبدأ بقوة العزم والإرادة ومحاولة البحث عن الطرق المعينة على ذلك، وأيضاً التوجه لجمعيات مكافحة التدخين وكذلك ممارسة بعض الهوايات كالرياضة. وأيضا من الخطوات رفع زيادة الرسوم على شركات التبغ في العالم.
أسأل الله أن يحفظ شباب المسلمين من التدخين.