ناهد باشطح
فاصلة:
((ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور))
- حكمة يونانية -
«السبب والنتيجة» مفهوم اكتسبت معناه من دورة قديمة حضرتها منذ أكثر من عشر سنوات عن نوع بالعلاج النفسي اسمه «خط الزمن» لكن بقي المفهوم عالقا في ذهني لأن تطبيقه وممارسته أوضحت لي كيف يمكن تفادي تكرار أخطائنا في وجود مواقف حياتية مزعجة.
بعيدا عن نظرية السببية وقريبا من تحليل أي موقف للتعرف على سبب النتيجة التي حدثت يمكن لنا فهم مفهوم السبب والنتيجة.
لدينا مشكلة في تحليل المواقف المزعجة لنا إذ أننا تلقائيا اعتدنا إلقاء اللوم على الآخرين بأيّ حجج وتبرئة أنفسنا.
البعض لديه القدرة على الاعتراف بمسؤوليته بأنه السبب في النتيجة ولكن يحدث هذا وهو منفعل بتأثير الموقف، فيخسر القدرة على إدراك حقيقة الموقف.
لنفترض أنك اتصلت بالسائق في الصباح الباكر ولديك موعد مهم لكن السائق تأخر.
لو عللت السبب بأن السائق مهمل وكسول في الاستيقاظ وتجهيز السيارة لتكرر هذا الموقف بينما لو آمنت أنك السبب في ذلك لاستطعت تغيير الموقف ومنع تكراره.
لماذا لا يكون مثلا أنك لم تخبر السائق منذ الأمس بأنه لديك موعد مهم باكرا؟
قس على ذلك عددا من المواقف مع أعضاء أسرتك وأصدقائك والناس من حولك
إن تبرئة أنفسنا دائما من تحمل مسؤولية المواقف المزعجة التي تواجهنا إنما يكرر نفس تلك المواقف بشكل أو بآخر بينما تأمل الموقف بهدوء ووضع أنفسنا في خانة السبب بتحمل مسؤولية الموقف أو جزء منه سيزيد من مستوى وعينا بأنفسنا ويمنحنا القدرة على التعامل مع المواقف المزعجة وعدم تكرارها.
جرب في أي موقف أن تسأل نفسك ما هو دوري وستتعجب من فهمك للموقف بطريقة مختلفة.