قريباً مدينة ثانية للخدمات الإنسانية في مكة المكرمة.. وسنرفع الطاقة السريرية إلى 30 % في الرياض ">
الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
عقد مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية اجتماعه العشرين يوم أمس الأول الاثنين بقصر العزيزية بالرياض، وقد رأس الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وحضر الاجتماع أصحاب السمو الملكي أعضاء مجلس الأمناء.
وعقب افتتاح الاجتماع، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء المؤسسة كلمة جاء فيها: «اتَّسمت الإحصائيات والبيانات بالشفافية المُطلقة للمؤسسة وما عليها. وهذا ما يزيد الثقة بها، واليقين بتفاني القائمين على شؤونها، والتأكيد على فهمهم طبيعة الأعمال الخيرية الخالصة لوجه الله: فكرًا وحكمة وتنفيذًا. ومن خلال حُسن المتابعة فيما يتخذه مجلسكم الموقر من قرارات.
وقال سموه: إن أي توسع، في أعمال المؤسسة، مُخطط له بعناية، ومدروس بوعي وأمانة، وذو جدوى اقتصادية، ويسهم في تحقيق أهداف المؤسسة، ويتوافق مع إستراتيجياتها وخططها المستقبلية.
وتساءل سموه: هل يمكن أن يكون للمؤسسة دور فاعل قبل استقبالها المصابين، للعلاج والتأهيل؟ تبني مبادرة جديدة، قد تسهم كثيرًا في تقليل الحوادث، وتوعي شبابنا، بخطر ما هم فيه أو مُقبلون عليه، بالأرقام والإحصائيات لأسباب الحوادث وأسباب الإعاقات. توعية سبيلها أسلوب علمي سهل، خالٍ من النصائح واللوم، والتهديد والوعيد. توعية ذات أفكار مبدعة، بها ما يجذبهم ويقنعهم. وما يزيد فاعليتها، الذهاب إلى أماكن تجمعاتهم في الجامعات والنوادي والمدارس. مبادرة ضمن منظومة كاملة من المؤسسات الأخرى: العلاجية والتربوية والأمنية. وأقترح شعارًا لها «الاختيار لك، فوطنك في حاجة إليك». فكرة أرجو أن تُدرس جدواها: الاقتصادية والاجتماعية، فما يُنفق عليها أقل بكثير من نفقات العلاج والتأهيل والتعويض؛ فالوقاية خير وأفضل من العلاج.
قبل أن أختتم كلمتي، فإننا جميعًا نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين، وحكومته الرشيدة، وكافة مؤسسات الدولة، والقطاعين: الخاص والعام، على ما تلقاه المؤسسة من دعم ورعاية ومساندة.
«المؤتمر الصحفي»
وعقب الاجتماع قال سموه: كان الاجتماع لمجلس الأمناء جيد للغاية وأستطيع أن أقول: إن هذه المؤسسة التي أنشأها الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله وتغمده بواسع رحمته.. وبتفكير بعيد العمق والمدى من أجل المواطن المحتاج في هذا البلد الطيب لمثل هذا النوع من الخدمة العلاجية والتأهيلية.
وقال سموه ناقشنا العديد من الموضوعات المهمة في هذه المدينة وكيفية التوسع والعمل على تطوير برامجها وخدماتها ولعل من المشروعات التي تم مناقشتها زيادة نشاطات هذه المؤسسة.
وأضاف سموه قائلاً: منذ رحيل الأمير سلطان -رحمه الله- وأبناؤه وبناته يعملون على وصيته وقد استطعنا بفضل من الله أن نزيد من أعمال المؤسسة الخيرية والآن المؤسسة تعمل على زيادة الأسرة في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية بأكثر من 30 في المائة مما هو موجود فيها حاليًا، إضافة إلى عمل مدينة طبية أخرى في منطقة مكة المكرمة بمساعدة من أخي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة ونحن نعمل مع سموه على اختيار الموقع المزمع إقامة مثل هذه المدينة الطبية فيه.. وسوف نبدأ من الآن عمل التصاميم لهذه المدينة وهي مشابهة ومطورة للمدينة الطبية في مدينة الرياض الحالية. وسيكون البدء في تنفيذها مع بداية اجتماعنا المقبل بإذن الله.
وأضاف سموه أنه تم بحث موضوع الأطراف الاصطناعية باعتبارها من الأمور المهمة جدًا لكل المعاقين والمحتاجين لمثل هذه الأطراف وبمواصفات تمكن المعاقين من ممارسة حياتهم في الحياة.. مؤكدًا أن المدينة حصلت على الشهادة العالمية لهذه المصانع لتصبح هي المصانع الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط.. التي تعمل بهذه الامتيازات والمشابهة للمصانع التي تعمل في ألمانيا.. موضحًا سموه أن هذه المصانع التي تصنع الأطراف حاليًا تعمل على زيادة في الإنتاج بحيث تقوم المؤسسة مع الدولة ومع القطاعات الصحية الأخرى أو القطاعات العسكرية بمعرفة حاجتها لمثل هذا النوع من الأطراف للمرضى المحتاجين في هذه القطاعات بحيث تقوم المدينة بمساندة هذا العمل الخيري.
وحول سؤال لـ»الجزيرة»: هل هذه المشروعات التي تم بحثها في هذا الاجتماع سوف تقلص مواعيد الانتظار للمحتاجين من المرضى. قال سموه: نحن ناقشنا موضوع قوائم الانتظار وتعرفون قوائم الانتظار وخصوصًا في هذا المجال ليس في مدينة الأمير سلطان -رحمه الله- ولكن المشكلة في مثل هذا النوع من العلاج هو موجود في أنحاء العالم وقد أجرينا بحثًا على مثل هذا النوع من الخدمات في هذه المدينة فوجدنا بأن هناك ارتياحًا من قبل المرضى ووجدنا أن 96 في المائة من المراجعين وهذه نتيجة لم يحصل عليها أي مستشفى آخر للخدمات العلاجية الجيدة.. المدينة حتى الآن عالجت ما يقارب من 740 ألف شخص وقد استفادوا من العلاج.. وزيادة الأسرة التي تعلم عليها حاليًا هي لتقليل الانتظار في طلب العلاج داخل المدينة، كما أن المدينة الجديدة المزمع إقامتها في مكة المكرمة سوف تخفف الأعباء على هذه المدينة.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) عن الأعمال الخيرية والإنسانية التي كان يقوم بها سموه في حياته.. هل «تقلصت» بوفاته.. أجاب سموه: أؤكد بأن أي عمل خيري وإنساني كان يقوم به الأمير سلطان -رحمه الله- لم تتأثر أو تقلص أبدًا. أبناء سلطان وبناته سوف يواصلون هذا النهج ولا تغيير على أي عمل خيري أو إِنساني، وسوف يزيدون إن شاء الله كل عمل بار يخدم والدنا ويخدم الإنسان السعودي، هناك أكثر من 120 مسجدًا أقامها -رحمه الله- ما زلنا مستمرين في صيانتها والإشراف عليها وهناك مسجد كبير سوف يقام في الأحساء، وهناك مساجد في دول العالم تم بناؤها ونحن مستمرون في كل عمل خيري.
وحول سؤال آخر عن مكان مشروعات الأطراف الاصطناعية قال سموه: مصانع الأطراف الاصطناعية هو داخل المدينة وقد افتتحت العام الماضي والآن نعمل على زيادتها باعتبار أنها المصانع الوحيدة في الشرق الأوسط.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) هل تلبي هذه المصانع حاجة المستشفيات داخل المملكة أجاب سموه: هناك دراسات عملت في هذا الشأن وهي تلبي حاجة الشعب السعودي ولمن يحتاج إلى هذه الأطراف.
وحول الطاقة الاستيعابية السريرية للمدينة بيّن سموه أن الطاقة الحالية هو 500 سرير وخلال الشهرين المقبلين سوف ترتفع هذه الطاقة لطلب المزيد على العلاج داخل هذه المدينة.
وحول سؤال عن الآلية للتحويل من المستشفيات إلى المدينة أوضح سموه أن هناك عدة مجالات منها الشخص نفسه يأتي للمدينة وتعمل له الفحوصات اللازمة خاصة الذين يستطيعون الصرف على أنفسهم.
الجانب الآخر من يأتون على حساب الدولة من وزارة الصحة، حيث إن وزارة الصحة هي التي تحول هذه الحالات وهذه الخطوة التي اتخذتها وزارة الصحة قللت الأعداد التي كانت تتعالج خارج المملكة، مشيرًا سموه إلى أن العلاج داخل المدينة أصبح اليوم أفضل من العلاج في الخارج لوجود إمكانات عالية.
وقال سموه: إن الجانب الآخر هو لمن لا يستطيعون الصرف على أنفسهم، فهناك الصندوق الخيري هو من يقوم بالصرف على المريض حتى خروجه.. وهناك لجنة مكونة من المؤسسة وعدة جهات حكومية وقد تم معالجة أكثر من 7 آلاف حالة.
وحول سؤال لـ(الجزيرة): هل الحالات التي تحتاج للعلاج داخل المدينة تحتاج لشفاعة أحد.. نفى سموه ذلك وقال: الشفاعة هي الرجوع لأنظمة المدينة.. ولا نتدخل فيمن يدخل للعلاج في هذه المدينة.. أو من خلال أنظمة وزارة الصحة ولا نؤمن بمثل هذه الواسطات أبدًا.. وأنظمتنا تؤكد أننا من يسعى للمريض والمحتاج لا هم من يسعون لنا.. هذا ما نؤمن به.
الأمير فيصل بن سلطان
وعقب ذلك أجاب سمو الأمير فيصل بن سلطان أمين عام المؤسسة على أسئلة الصحفيين حيث أكَّد بأن لدى المؤسسة عددًا من المشروعات المهمة التي تخدم المريض.. مشيدًا بالتعاون القائم بين وزارة الصحة والمدينة من خلال شراكة تخدم العمل التأهيلي والعلاجي.. لفئة عزيزة على قلوبنا.. وأضاف سموه أن مشروع المدينة في مكة سيكون على 200 سرير للمرحلة الأولى، وأوضح سموه أن المدينة تسعى إلى السعودة 100 في المائة لأن ذلك واجب وطني.
وحول السعودة في مصانع الأطراف الصناعية.. قال سموه: نعمل على السعودة تدريجيًا من خلال التدريب والتأهيل.
وأعلن سموه عن تقديم الأطراف الاصطناعية والتأهيل لجميع الجنود المصابين في الحرب في الحد الجنوبي مجانًا مساهمة من المدينة لجنودنا البواسل الذين يدافعون عن الوطن وهذا واجب وطني.