فهد بن جليد
لا تصدق كل ما ينشره النجوم والمشاهير عن حياتهم عبر (وسائل التواصل الاجتماعي)، حتى لو بدا عفوياً، وغير مُتصنّع، فغالباً تلك الصور خضعت للمراجعة، والتدقيق، كونها مدفوعة الثمن، من أجل التأثير عليك؟!
الدور الذي كانت تلعبه أغلب شركات (الإنتاج الدعائية) من أجل تقديم (إعلان تلفزيوني)، أو نشر صور إعلانات، بهدف إقناع المتلقِّي، والتأثير على قراراته الشرائية، هو ذاته ما يحدث اليوم مع كثير من نجوم (وسائل التواصل الاجتماعي) الذين يستغلون حب مُتابعيهم، وتعاطفهم معهم، ليحولهم إلى (رقم) تتم مُساومة شركات الإعلان به، لتحديد ثمن يقبضه النجم عن كل (صورة) أو معلومة، تعتقد أنت أنها ضمن يوميات حياته، بينما هي ليست كذلك إطلاقاً!.
البداية كان أنستقرام بالفعل يعكس صور الحياة الطبيعية للنجم، وكانت حقيقة سناب شات واضحة بأنها يوميات النجوم، ولكن الطمع سيطر على الموقف تدريجياً، وطغت المصالح التجارية، واستغلال حب الناس وتعاطفهم، من أجل تحقيق مكاسب بنشر صور لا تعكس الحقيقة أصلاً!
كثير من الكتّاب والمعلقين في الصحافة الأمريكية والغربية، وصفوا نجمة أنستقرام الشابة الاسترالية Essena بأنها (المرأة الأشجع) في الأسبوع الماضي، لأنها كشفت حقيقة الصور التي جعلت مئات الآلاف من الشابات يتتبعنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم، عندما كانت تقدم صور دعائية (لجسمها) و صفاء (لون بشرتها)، والملابس التي ترتديها!.
لقد كشفت هذه الشابة، عن صور (صادمة) نشرتها كبريات الصحف الغربية، لحقيقة (جسمها ولون بشرتها)، مؤكدة أنها كانت في بعض الصور تعاني من تشققات جلدية، وكان يتم إخفائها ورشها، لتظهر الصورة مُغايرة تماماً عن الحقيقة، وهو ما جعل بعض الكتّاب يصفون ما يعرض عبر الأنستقرام من صور (بالكذب)!.
الخطوة أثّرت على بعض المشاهير، الذين صرحوا فعلاً عن (توقفهم)، عن المُتاجرة بمُتابعيهم، والترويج لأيّ منتجات ولو بطريقة (غير مُباشرة)!.
لا يبدو أنّ بعض (مشاهير العرب) سيستفيدون من الدرس؟ أو سيتوقفون عن المتاجرة بحب الجمهور، في وقت لا يمكن التحقق أصلاً من (براءة) كل ما ينشرونه عن حياتهم اليومية، وخلوّها من (مُتاجرة) دعائية رخيصة، بحب الناس وإعجابهم؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.