سعد الدوسري
بعد الموقف الشجاع للممرضة أريج القحطاني، بإنقاذ الشاب الذي تعرض لإطلاق نار في مجمع الرياض مول، تناول عددٌ من الصحف، ومن بينها الجزيرة، هذا الموقف بالتحليل الأوسع والأشمل، كونه ليس مجرد إنقاذ، بل محك لتجربة الممرضة السعودية التي يقلِّل معظم المسؤولين في مستشفياتنا وفي مؤسساتنا الصحية، من قدراتها وكفاءتها وإخلاصها لمهنتها.
إنّ المعوقات التي تواجه الممرضة السعودية، لا تقتصر على الصعوبات الشديدة في حصولها على وظيفة، ولا على محاربة الممرضات الأجنبيات لها بعد توظيفها، ولكن على البيئة التي تعمل ضمنها. فالأماكن التي يجب أن ترتاح فيها الممرضة السعودية لا تليق بظروفها، مما يضطرها إلى استخدام غرف المرضى الخالية للراحة، هذا إذا وُجدتْ غرفٌ خالية. الحضانات التي تتوفر في بعض المدارس والجامعات، لا تتوفر في الجهة الأهم، وهي المستشفيات، التي تصل ساعات الدوام فيها إلى 12 ساعة. عدم وجود آلية صارمة لحمايتها من التحرّش أو الاعتداء اللفظي من قبل المرضى ومرافقيهم، وعدم صرف البدلات المستحقة، مثل بدل العدوى وبدل المناوبات، اللذين يصرفان للممرضة الأجنبية!!
أنَّ التباكي المتواصل من قبل وزارة الصحة، من أن هناك عجزاً في محال التمريض، يقابلة تطفيش كبير للمرضات على رأس العمل، وللخريجات، وللراغبات في الدراسة؛ فكيف بعد ذلك تُقبل بناتنا على مهنة التمريض؟! على الوزارة أن تتفهم بأن العقليات التي كانت سائدة، ليست هي نفس العقليات الراهنة: اليوم، ترغب الفتاة في العمل في مجال التمريض، بشرط ضمان حقوقها.