د. محمد البشر
التقارب والتوافق والتلاحم بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، نموذجاً يحتذى، وعلامة بارزه، ودليل واضح المعالم أن الكثير يمكن أن يتحقق من خلال النوايا الصادقة، والرؤية الثاقبة، والعمل المشترك لهدف نبيل، وهو المساهمة في نشر السلام في العالم أجمع، وأمن الأوطان، والسعي لتلمس السبل لتوفير حياة كريمة للمواطن، والقاطن في أرض الدولتين على حد سواء.
ليس من الغريب أن يكون هناك تعاوناً مميزاً بين دولتين شقيقتين ترتبطان بأواصر العلاقات الأسرية والقبلية بين الشعبين، والتجانس في العادات والقيم المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف والعادات العربية التي جاء الإسلام ليثبت بعضها لان رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- جاء ليتمم مكارم الأخلاق.
المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة أعضاء في الأمم المتحدة، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعة العربية، والمنظومة الخليجية المميزة في تعاونها، وترابطها وتجانسها اجتماعياً واقتصادياً، وإيمانها بالمصير المشترك.
المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، تعتبران اليوم أهم دول العالم العربي على المستوى الاقتصادي والتنموي والاستثماري، وشواهد ذلك كثيرة سواء في الداخل أو الخارج، فكلنا يشهد الصروح الإنمائية في كلا البلدين التي لا تقتصر على المعالم الإنشائية العملاقة، لكن يشمل ذلك البنية التحتية الكافية، فقلما يكون هناك انقطاع للكهرباء التي تصل إلى كل قرية مهما كانت نائية، وكلنا نعيش ونستفيد من خدمات الاتصالات، والمياه والصرف الصحي، والبنوك، وفوق ذلك كله الأمن ثم الأمن ثم الأمن الذي تنعم به دول الخليج ومن ضمنها هاتين الدولتين الشقيقتين بفضل من الله ومنه.
والدولتان تقدمان المساعدات السخية لدول العالم دون تمييز أو منّة أو مقابل، وإنما ينبع ذلك من حس إنساني، وأخلاق فطر عليها قادة وشعب الدولتين، وهذه جبلة متوارثة منذ قديم الزمان.. والدولتان تستثمران الكثير من الفوائض المالية التي حباها الله في دول أخرى، فتستفيد، وتفيد تلك الدول في بناء أوطانها، والرفع من شئون مواطنيها، وهي تهب مسرعة عند حدوث الكوارث الحادثة بفعل الطبيعة، أو تلك الآلام البشرية، والدمار الناتج من الحروب في شتى بقاع العالم.
الدولتان الشقيقتان تبذلان قصارى جهدهما لإصلاح البيت العربي، والمساعدة في النهوض به، وتبذلان الغالي والرخيص في سبيل ذلك، وهما في مقدمة الدول المحاربة للإرهاب، واستئصال جذوره.. والدولتان تبذلان الغالي والرخيص في سبيل ذلك، وحربها ضد الإرهاب لا يقتصر على الداخل فقط، بل إن جهودهما تمتد إلى أبعد من ذلك، بالمساهمة في مواطن إنباته، ونموه، وتواجده، وإن كان العالم يؤمن بمحاربة الإرهاب إلاّ أن الدولتين الشقيقتين تبذلان أكثر من غيرهما في محاربته سواء بالتعاون في تبادل المعلومات الثنائية والعالمية، وكذلك تحمّل التكاليف المالية اللازمة للإسهام في ذلك.
ولعلنا نختم هذا المقال بهذا الأنموذج الرائع من التعاون في إعادة الشرعية لليمن الشقيق الذي يرتبط بالدولتين بوشائج القربى والجوار، والدين، والعروبة، لقد نذرت الدولتان، ومن خلفهما التحالف نفسيهما لإعادة الشرعية، حتى لا تعم الفوضى هذا البلد العزيز، وحتى يعود السلام والاطمئنان والمحبة إلى أبناء الشعب الواحد، وهذه غاية الدولتين ومرادهما.
والدولتان لم ولن تتخليا عن اليمن، ولا يخفى على الجميع ما بذلته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أموال طائلة في سبيل خدمة الشعب اليمني، والمساعدة في البنية التحتية له من طرق ومدارس وكهرباء وماء وغيرها، وكل ذلك يتم بكل سرور ودون منة أو مصلحة فغاية الدولتين إسعاد الشعب اليمني وتنعمه بالأمن.. والآن جنود الدولتين يصطفان مع بعضهما لمحاربة المعتدين على الشرعية، وقد تمازجت تلك الدماء العزيزة لتجسد ذلك التلاحم الرائع بين الدولتين.