ميسون أبو بكر
للحديث شجون إن حضرت الشارقة، وإن ذكر معرضها العالمي للكتاب، ثم جمع المثقفين الذين يعقدون ملتقى سنوي في عرس ثقافيّ بهيج، الشارقة القلب والقلب قبلته الشارقة، حين يكلل هذا العرس السنوي بتكريم أمير الفكر خالد الفيصل من قبل أخيه رجل الفكر والعلم سلطان الشارقة القاسمي، الحاكم المثقف الذي حمل الشارقة إلى خارطة العالم الثقافي والتراثي العالمي.
هو رجل يصعب أن يصفه الحرف، إن تحدّث أوجز وأبدع، وإن وعد وفى، وإن عمل أتقن وتفنّن، قلبه الشارقة والشارقة مداد لشرايينه وأوردته، هو العالم الجليل والرجل الحقيقي والحاكم الإنسان، عند الحديث عن الشارقة ثقافة وإمارة وإنجازا فإن كل الطرق تؤدي إلى الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، الرجل الذي اعتنى بالإنسان قبل البنيان، فأصبحت الشارقة قبلة ثقافية تراثية إعلامية عبر إنجاز كبير وعدد من المناسبات استطاعت أن تكون عالمية بامتياز بحضور قادة من العالم.
حين أتكلم عن الشارقة فإن شهادتي مجروحة بالمكان الذي تنتمي روحي إليه وأحج بفكري كلما كانت الشارقة مسرحا لمناسبة ما، الشارقة التي تلوح لزائريها بكف القلب، ينبض في جنباتها ماضٍ عميق الجذور، ومستقبلها هو مرآة لفكر قائدها وأهلها الرائعين.
معرض الكتاب قصدته قوافل عشاق الفكر من كل الجهات، تشهد احتفالا مهيبا بالكتاب ترافقه فعاليات مسرحية وفنية وندوات وأمسيات شعرية وفكرية ونقدية، تألق فيها حضور الأمير خالد الفيصل حيث تم اختياره الشخصية الثقافية المكرمة في الدورة الـ34 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب تقديراً لإسهاماته الثقافية والعلمية ومبادراته العديدة في تعزيز منهج الاعتدال ونشر تعاليم الإسلام السمحة.
تحول الشارقة من معرض لبيع الكتب وعرض الإصدارات الجديدة إلى مشروع ثقافي كبير تتنوع فيه الفعاليات والأهداف التي أسهمت أن يكون معرضا عربيا مميزا ورائدا من بين المعارض الأخرى.
ولعلني أكثر ما استوقفني كلمة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي التي خصص جزءا منها و وجهها للمثقفين الذين حثهم على الخروج من عزلتهم ومشاركة مجتمعاتهم والقيام بدورهم.
تعدى معرض الكتاب أن يكون فعالية ورقية إلى ما هو أشمل، فقد وصلت فعالياته إلى تسعمائة فعالية متنوعة موزعة على البرنامج الثقافي، والمقهى الثقافي، ولم يغفل تخصيص فعاليات تخص الطفل والذي حقق للمعرض جماهرية أكبر هو حضور مئات الشخصيات الثقافية والإعلامية والفنية، إلى جانب الممثلين والعارضين والطهاة ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.
أربعة وثلاثون عاما عمر معرض الشارقة للكتاب وعمر مجده ومدى ما أسهم ثقافيا وفكريا في إغناء الساحة، واستمر يتألق تدريجيا ويتحدث عن ابداع المنظمين في إخراجهم لهذه التظاهرة الثقافية بهذا الشكل.
نحن والشارقة على موعد سنوي، فما أقربها الى القلب وما اقربنا جغرافيا لنمد جسورا تصلنا بهذه الإمارة البهية.
سلام عليك شارقة الفكر.. بهاء الإنجاز.. سلام إليك وعيد الكتاب فن وحضور وبهجة قاصديك، سلام على الحاضرين والعابرين وأهلك الطيبين وضيوفك المكرمين، ومبارك لأمير الفكر مستشار سيدي خادم الحرمين ابن الفيصل تكريمه في أروقة عرسك الكبير، وكل العمر والشارقة دار علم وثقافة وتراث.
من آخر البحر:
مشتاقة لك
أصيح بأعلى صوتي لتسمعني الأشجار
الخرساء
لتلتهم صدى صوتي صحاري لا نهاية لها
سأسرّ إلى البئر المهجورة حيث تركت أرجوحتي
ذات ربيع لم يعد
أني ذات يوم عشقت وذات عشق كنت أنت
وذات ألم طوى قصتنا النسيان