د. الحقباني: الجرائم المعلوماتية اعتداء صارخ على القيم الأخلاقية والاجتماعية وانتهاك للخصوصية ">
الجزيرة - المحليات:
أكد وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني الاهتمام بمكافحة الجرائم المعلوماتية لانتشارها ولما يمثله من اعتداء صارخ على القيم الأخلاقية والاجتماعية وانتهاك لخصوصية الأفراد وشبكات المعلومات الخاصة والعامة.
وقال الدكتور الحقباني في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه مساء أمس الاول نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الجرائم المعلوماتية» الذي تنظّمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثّلة بكلية علوم الحاسب والمعلومات، قال إن معالجة هذا الموضوع الحساس من خلال هذا المؤتمر يؤكد اهتمام الدولة وجامعاتنا ومؤسساتنا الأكاديمية بالتصدي لهذه المشكلة التي تهدد أمن المجتمع ومؤسساته ووضع الحلول التقنية والعلمية لها ، وسن القوانين والتشريعات الرادعة ، متمنياً أن يخرج المؤتمر بتوصيات وحلول عميلة ويسهم في نشر الوعي العلمي والأمني بخطورة هذه الجرائم وطرق مكافحتها، وأن يكون منطلقاً لتعاون مثمر بناء بين الجهات الأكاديمية والقضائية والاقتصادية لبناء سياج من الأمان والثقة بأمن المعلومات ، مقدماً شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما يقدمونه من دعم لا محدود للتعليم وتشجيع المبادرات العلمية والاجتماعية التي تعود على وطننا بالأمن والأمان والرخاء .
من جانبه أوضح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان، أن العصر الذي نعيشه هو عصر المعلومات بما تحقق من تطور كبير في أساليب تدوين وتخزين واستجلاب المعلومات، صاحبه تطور آخر في مجال الاتصال ووسائل التواصل بجميع أشكالها مما سهل مرور المعلومات وتناقلها، ومع أن هذه الطفرة العلمية خدمت البشرية إلا أنها أصبحت مهددة بالعبث وبالجريمة المنظمة، التي تنتهك خصوصية الأفراد وشبكات المعلومات للشركات والبنوك والمؤسسات الحكومية في المجالين العسكري والسياسي.
بين الدكتور الفوزان أن ارتفاع مستوى الجرائم المعلوماتية يأتي نتيجة للاتساع الملحوظ الذي شهده العالم لاستخدام تقنية المعلومات في المجتمع والازدياد الكبير لدورها في تسيير شؤونه، والجريمة الإلكترونية معقدة تتم باستخدام الحاسب أو الهواتف الذكية والاتصال بالإنترنت وهدفها اختراق الشبكات أو تخريبها أو التحريف أو التزوير أو السرقة والاختلاس أو القرصنة وسرقة حقوق الملكية الفكرية، أو استخدام المعلومة أو الصور والتسجيلات لغرض الإساءة لشخص أو مجموعة أو نظام.
وقال الدكتور الفوزان من هنا تأتي أهمية تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر لما تشكله الجرائم المعلوماتية من خطر يهدد أمن المجتمع وأمن مؤسساته، وهاجساً يشغل العلماء وصناع القرار ورجال القانون، لوضع حد لهذه الجريمة وسن القوانين والتشريعات الرادعة، وتشجيع البحوث والدراسات التي تعالج هذه القضية من جوانبها المختلفة، مشيرا أن المؤتمر يهدف إلى الرفع من مستوى مكافحة الجرائم المعلوماتية، وإلى زيادة الوعي المجتمعي بالجرائم المعلوماتية وزيادة الحس الأمني الإلكتروني لأفراد المجتمع، والتوعية بإجراءات وآليات مكافحة هذا النوع من الجرائم ، وإلى تعزيز الشراكة والتعاون داخلياً وخارجياً في هذا المجال.
وأوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عيسى بن عبدالله العيسى أن المؤتمر يسلّط الضوء على ضرورة التوعية بخطورة الجرائم المعلوماتية على أمن الفرد والمجتمع، ويعنى باستعراض عقوبات الجرائم المعلوماتية التي تنص عليها الأنظمة ويقدم دراسات وحلولاً حديثة للمساهمة في مكافحة هذا النوع من الجرائم.
كما سيتم من خلال المؤتمر عرض مجموعة متنوعة من وجهات النظر المعاصرة حول مجمل القضايا ذات العلاقة ، كما سيتناول المؤتمرون من الأوساط الأكاديمية والصناعية، والمسؤولين ذوي الخبرة مختلف المسائل المتعلقة بالجرائم المعلوماتية والأدلة الجنائية الرقمية من جميع أنحاء العالم.
وبيّن الدكتور العيسى أن برنامج المؤتمر يتضمن عدة فعاليات منها استعراض أوراق بحثية، وورش عمل، وملصقات علمية، ومحاضرات مستضافة، ومعرض مصاحب يُعرض فيه أحدث المنتجات التقنية البرمجية والمادية في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية من قبل الجهات الحكومية والخاصة ، كما يعرض أيضاً أحدث التعاملات والخدمات الإلكترونية الآمنة والندوات والبرامج التنفيذية والتوعية في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية.
وفي ختام هذا الحفل تم تكريم الفائزين في مسابقة الأسرار الحاسوبية (Capture-The-Flag)، والتي تعتبر من أشهر المسابقات التطبيقية في مجال كشف الثغرات الأمنية والحماية من الهجمات الالكترونية وافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر.