خامسة آل فرحان ">
وسائل التواصل المختلفة كالواتس اب والتويتر والانستجرام والسناب شات وغيرها، أصبحت لغة اليوم، فلا تخلو جلسة من الحديث عنها وعمّا يتناقل عبرها من مواد ومواضيع متنوعة. ومع ازدياد الوسائل ازدادت شريحة مستخدميها، فأصبحت متاحة لشريحة عمرية كبيرة، تمتد من الطفل ذي العاشرة وحتى الشخص البالغ الواعي في سن الخمسين فما فوق. لكن وللأسف مع ازدياد عدد المستخدمين ازدادت تفاهة ما يقدَّم، لا بل وأصبح أكثر سوءاً لدرجة أنه أصبح مروّجاً للفضائح.
جاهلية امتزجت بطفرة تكنولوجية أتيحت للكثير. نرى فيها رجلاً كبيراً بل شيخاً يتحرش بخادمته وقد ظهر شكله كاملاً في الفيديو بدون تشويش. هذا الشخص الذي فضح سيدمر بيته بالكامل، وستكون هذه اللحظات وصمة عار على جبين كل من ينتسب إليه من أهل وأُسرة وأقارب. ألم يفكر من نشر المقطع بأنّ الله قد أمر بالستر؟ أو لم يفكر أنه حتى وإن عوقب هذا الرجل على فعلة وإن عوقب الناشر كذلك على نشرة للفيديو فإنّ هذه الوصمة لن تزول أبداً؟
ويأتي فيديو آخر يظهر فيه مجموعة من الشباب، وهم يصورون في إحدى جوالاتهم مقطعاً آخر لمجموعة من الشباب ذوي البشرة السوداء وينعتونهم بشتى أنواع النعوت العنصرية، ويضحكون بشكل هستيري بدون سبب مقنع. والمشكلة في هذا الفيديو أنه يظهر فضيحة من نوع آخر، ألا وهي العنصرية السائدة في المجتمع والتي ظن الكثير باضمحلالها وبأنها ومع الانفتاح المعرفي، أصبحت من صفات الجاهلية، إلا أن بعض الأفراد أبوا إلا أن يحيوها ويوثقوها كذلك، غير خائفين من العقاب، لأنّ ما فعلوه كما يبدو لا يُعَد جريمة إطلاقاً، مع إنه لا يقل خطورة عن فيديو الشيخ الإشيمط المتحرش.
تكمن المشكلة في مثل هذه الفضائح الإلكترونية، في إنها تتعدّى حدود المنطقة والدولة، لا بل والقارة أحياناً، لتصل إلينا بلغة استهزائية أحياناً واتهامية أحياناً أخرى، فنجدها على الفيسبوك مثلاً تحت عنوان السعوديون المتخلِّفون أو الشعب السعودي الشهير بالتحرش أو العنصرية سمة من سمات المجتمع السعودي وغيره وغيره. ومع أنّ هذه الظواهر الشاذة والفضائح موجودة تقريباً في كل دول العالم، إلا أننا في السعودية لم نعهد نشر مثل هذه الأمور والأمراض الاجتماعية للعلن.