شاكر بن صالح السليم ">
الخيال للمعلم كالملح في الطعام، ما لم يفكر، فلن يصل للتأهيل المهني المطلوب، ولو دبرنا له ملايين الدورات التدريبية.
حسبك المحتويات التعليمية، فهي عبارة عن أفكار، نظنها ثابتة، وهي متحركة مع كل خيال جديد.
كحال قفز الرياضي، فكل وثبة تشير لتغير ضغط الهواء في محيط القفز، وسرعة الوثبة، واهتزاز الجسد، بل وأثر ثقل الرياضي، في أرض الاستقرار الترابية، أو في اهتزاز المطاط -نهاية القفز-، مع ظهور نفس الأداء العام للرياضي، فيما لو أعاد الكرة.
يلحظ المعلم تراكم خبراته، حينما لا يمل من تكرار خياله مع كل محتوى، فتختلف المعطيات وتعزز النتائج.
طلبت من فضلية القاضي الحضور لمكان الدرس، وهو جارنا العزيز، فحضر مشكورا، وجلس في صدر صالة الأنشطة الطلابية، واحتفى به طلابي وكافة طلاب المدرسة.
حولنا الدرس في مقرر الفقه، لنشاط في #برنامج_فطن، وشاركنا كافة طلاب المدرسة.
لم يأخذ فضيلة القاضي مكان المعلم، ولكن، وفي نهاية الدرس، وقبل انتصاف زمن الحصة، وبعد عرض محتوى الدرس، طلبت من فضيلة القاضي المثول أمام الطلاب، للإجابة عن أسئلتهم:
كيف تحكم في قضية القصاص؟ وهل يكتفى بك كفرد، في حكم القصاص، وكم عدد القضاة الذين معك، فيما لو شارك غيرك في الحكم، وما المراحل، التي يمر بها حكم القصاص؟
من ينفذ الحكم، ومن هي الشخصية النهائية، التي توقع على القصاص، قبل ذهاب الصك للتنفيذ؟
وطلب طلابي من فضيلة القاضي قصة مثيرة ومفيدة، للتربية الأمنية، حصلت له في المحكمة.
تفضل القاضي بالكثير، ومما قال: ينظر في القضية ثلاث من القضاة، في بداية نظر القضية ويصدر حكمهم، ثم حكم خمسة من محكمة الاستئناف، ثم خمسة في محكمة العليا، ثم يرفع الحكم للمقام السامي، إذا صدر بالأغلبية، ويعرض على خادم الحرمين الشريفين»صاحب الولاية الكبرى» للتوجيه بالتنفيذ، ولا يشفع في الحدود الشرعية، ولولي الأمر حق الشفاعة في القصاص، ولا يتدخل في إلغاء حكم القصاص أو تبديله، ولا في الحدود الشرعية، بخلاف أحكام التعزير، ودار الحوار بين فضيلة القاضي والطلاب، عن فوائد ذلك وشرعية المراحل، وتفاصيل تطبيق الوقائع.
بعد ذلك، طلبت من فضيلة القاضي التوقف، وتلطفت لطلابي في حضرة القاضي بطلبين:
الأول: تقرير عن حديث القاضي، والثاني كتابة قصة القاضي، ووزعت طلاب الفصل لمجموعتين، للقيام بالطلبات.
لم يسمح الوقت لتنفيذ نشاط الدرس، فتأجل النشاط للحصة التالية.
انتظرنا الحصة القادمة بشغف، وبدأت الحصة التالية، وكتب طلابي، في السبورة الذكية، كما فعلوا في الدرس الماضي، المادة: الفقه، المستوى الأول الثانوي، وبين نبرتين «التربية الأمنية»، الموضوع: قصة القاضي، ومراحل حكم القصاص.
نظرت للطلاب، فتقدم قائد المجموعة الأولى، لسرد ما عنده من منتج فريقه في القصة، والثاني لعرض التقرير، وانتهى الطلاب لكتابة خطابهم لفضيلة القاضي، وتوجهوا به، شكرا وتقديرا لجهود فضيلته معهم، وأرسلوه عبر البريد الممتاز، بعد يوم من نهاية الدرس الثاني، وجاوبهم فضيلة القاضي، وعدل على تقرير الطلاب والقصة، فيما وهبه الله، من حلم وحكمة وفطنة.
في الحصة الثالثة قدم طلابي منشوراً صحفياً، عن نشاط درسهم الفطن، تناولوا في محتواه الأحكام الشرعية التي يتوجب تنفيذها، ومسؤولية القضاء، ومن عينه ولي الأمر، وفهم الطلاب دون الدخول في مضامين الفكر المنحرف، التالي:
«وطننا الغالي يحكم بالشرع الإسلامي، ولا ينتهج طرق الإرهاب» «لا يحكم في قتل المرتد سوى القضاء، ويحدد ما يكون ردة عن الدين الراسخون في العلم، وينفذ ذلك ولي الأمر، لا مجال لقبول التفجير والتفخيخ ورمي الرصاص تحت شعار أنت مرتد»
كما عم الفكر الفطن، من خلال فطنة المعلم والقاضي ومشاركة الطلاب».
تم عرض العمل على معالي وزير التعليم عزام الدخيل، فوجه مشكورا، بتطوير مقرر التربية الأمنية»الفقه»، بالعديد من استراتيجيات التدريس، ليبقى #برنامج_فطن للأبد، بحول الله وقوته.
ما سبق مجرد خيال، لم يقع في أي مدرسة، ولكن، خياله قابل للتطبيق، «النشاط المصاحب للمقرر» ولكم تحياتي.