عمر الغامدي
الله عليك يا أبو (دعيع)..!
كم يوجد من (دعيع) في السعودية.. يبدو أنه ليس واحدًا أو اثنين، بل العشرات أو المئات والآلاف، فعندما نلعب في الحارة والمدرسة لم نكن نردد عند تألق الحارس أيًا كان اسمه إلا (الله عليك يا أبو دعيع)، الكل لا يعرف حارسًا متألقًا إلا الدعيع وأنا أعرف محمد الدعيع عن قرب وأقول بأنه الحارس الأكثر موهبة في آسيا وأكثرهم ثباتًا في المستوى، عندما كنت أدرس في المتوسطة والثانوية كنت أشاهد الأخطبوط مع المنتخب وأتساءل في داخلي أي ردة فعل تلك التي يملكها وأي مرونة تلك التي يتمتع بها لعبت مع الهلال ووصلت للفريق الأول والدعيع ما زال حارسًا للمنتخب ولم ينتقل من الطائي بعد، وأتذكر حينها كنت أتهامس أنا والشلهوب قبل التدريب (تتوقع يجيبون الدعيع) وكنا نتفق بأنه لو حضر الدعيع فسيكون الأمر غير عادي ونقول في حوار جانبي (تخيل الدعيع وراك حارس)، البعض يقول الحارس نصف الفريق ولكن الدعيع أحيانًا يصبح الفريق كله ولنا في مباراة الدوري أمام الاتحاد في جدة أيام المدرب كوزمين مثل في ذلك وهي المباراة التي انتهت للهلال بهدف دون رد سجله ياسر القحطاني فالدعيع كان شيئًا خارقًا في تلك المواجهة واستخدم كل أجزاء جسمه في صد الكرات الاتحادية، فالاتحاد كان على أرضه ويكفيه التعادل للحصول على بطولة الدوري ولكن الهلال حقق الانتصار بفضل الله وتألق اللاعبون لا سيما الحارس العملاق الذي قال لنا هذه العبارة قبل المباراة التي ما زلنا نحفظها (أنتم سجلوا هدف وما عليكم من الباقي)، محمد الدعيع على المستوى الشخصي رياضي من طراز مختلف فهو رجل راقٍ في تعاطيه ومتسامح في طبعه ويحب لأخيه ما يحب لنفسه، بل إنه قدم الكثير من التنازلات من أجل زملائه.. وسيطرة الدعيع على مركزه لم تكن سوى المزيد من التعاون مع زملائه الحراس الآخرين، فقد كان محمد نعم الأخ والموجه لكل اللاعبين الصغير والكبير وكان من أكثر نجوم الزعيم تركيزًا وحماسًا قبل المباريات، الدعيع رجل يحب التحدي ويرفض الهزيمة.. في أحد الأيام وقبل مباراة خسرناها أمام العين الإماراتي بهدفين مقابل هدف قلت له انتبه من سبيت خاطر وكان هذا اللاعب آنذاك متألقًا في تسديد الأخطاء القريبة من منطقة الجزاء، فكان رد الدعيع على (إنسى يسجل) وأتذكر أن العين تحصل على خطأ على مشارف المنطقة وسددها سبيت في الزاوية 90 ولكن أبو عبدالعزيز كان يالمرصاد، أعتقد أن الدعيع حالة استثنائية بكل ما تعنية الكلمة فلم يكناعبًا عاديًا فهو رمز من رموز المنتخب السعودي وسيد حارس آسيا وعميد لاعبي العالم وأخطبوط الكرة السعودية، ومن منبر (الجزيرة) أتمنى أن يكون لهذا الحارس العملاق والرمز الرياضي الكبير تكريم من نوع خاص ويكون هذا التكريم بأن يوضع اسم محمد الدعيع على أحد شوارع الرياض أو حائل مسقط رأسه تخليدًا لاسمه الكبير.. وغدا سأحدثكم عن أخ وصديق ونجم يستحق أن نتوقف عنده.